هل يكون عرفات الهدف التالي لشارون؟

باتت أقوال شارون أكثر انسجاما مع أفعاله، إذ أصبح الحديث عن الاغتيالات والتصفيات محور تصريحاته، وهو في آخرها يتوعد عرفات بالتصفية، مزهوا بجريمته الأخيرة في غزة حينما أقدم على اغتيال الشيخ أحمد ياسين.. فشارون مجرم مطبوع لا يستطيع إلا أن يعكس ملامح شخصية موغلة في الإرهاب.
وليس هناك من يردع شارون- ولا حتى الرد الأمريكي- بالكف عن تهديداته بقتل عرفات، لأن شارون يعرف أنه حتى لو أقدم على مثل هذه الجريمة فلن تطوله في أسوأ الأحوال، سوى بضع كلمات توبيخ من أمريكا.
بل إن الذي يشجع شارون على إطلاق مثل هذه التهديدات هو موقف الولايات المتحدة ذاتها من عرفات، حيث أحجمت واشنطن عن التعامل معه على الرغم من أنه منتخب من قبل شعبه، وعلى الرغم من أن سياسات أمريكا في المنطقة يجري تصريفها تحت عنوان عريض يسمى بناء الديموقراطيات.
عندما قتل شارون الشيخ أحمد ياسين قبل اقل من أسبوعين اكتفت الولايات المتحدة بدعوة إسرائيل إلى ضبط النفس، إلا أن المسؤولين الأمريكيين تنافسوا في إيراد المسوغات التي (تبرر) تلك الجريمة ووصموا الشيخ ياسين بأسوأ النعوت والألفاظ.
ولا يحتاج المرء إلى إعمال العقل لاكتشاف هذا الترابط العضوي في السياسات الأمريكية والإسرائيلية ، الذي يقف وراء كل هذا التردي في المنطقة ويشجع إسرائيل على الاعتداءات التي تحدث يومياً ويجعلها غير راغبة أو غير مجبرة على التعاطي مع سلام لا يحقق أطماعها أو مع سلام عادل يعيد الحقوق إلى أصحابها.