Sunday 4th April,200411511العددالأحد 14 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للرياضيين فقط للرياضيين فقط
رياضتنا بخير
د. صالح بن أحمد العبود(*)

تحيتا إعجاب وتقدير أبعثهما من هنا من خلال الجزيرة الرياضية وأسطرهما بحروف من ذهب، فالأولى أبعثها لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو شرف النادي الأهلي والقائد الرياضي المثالي على موقفه حيال ما صرح به منصور البلوي (... يهمني تدمير الأهلي...) بعد فوز الاتحاد على الأهلي، وتصدي سموه لكلمات رئيس الاتحاد البعيدة كل البعد عن الروح الرياضية والتنافس الرياضي الشريف... وتدخل سموه في الوقت المناسب ووضع النقاط على الحروف إنما جاء بمبادرة من سموه لإدراكه بأهمية الموقف وخطورته على نسيج الرياضة الوطنية ووحدتها وأن هناك خللا حقيقيا يجب إصلاحه، ولإدراكه أن العلاقة الأخوية والقوية بين الناديين تتجاوز كثيرا ما صرح به البلوي والذي لا يمثل في الحقيقة وجهة نظر معظم رجال الاتحاد إن لم يكن جميعهم... فالرياضة قبل كل شيء أخلاق وتواضع عند الفوز وابتسامة عند الهزيمة وهي وسيلة وليست غاية في حد ذاتها وأن الفوز بمشيئة الله وليس البشر واليوم فائز وغداً مهزوم (وهذه بتلك).. ولكن أحياناً وللأسف هناك من تسمح له الأقدار والظروف في التسلل إلى الوسط الرياضي والعبث فيه ومحاولة تحقيق الأغراض الشخصية واستخدام وسائل مختلفة لا تبررها على الإطلاق الغاية التي يحاول تحقيقها.
أما تحية التقدير والإعجاب الثانية فأبعثها لصاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد رئيس نادي الهلال وإدارته على التعامل المثالي باتخاذ القرار التربوي والتأديبي لإداري الفريق الأول لكرة القدم خالد المغيربي حول ما صدر منه تجاه الحكم الدولي عمر المهنا بعد مباراة الهلال والشباب، وتوجيه لفت نظر شديد اللهجة له ومعاقبته بالحسم النسبي من مرتبه وحرمانه من مرافقة الفريق في مباراتين.. وكذلك تنبيه سموه وإدارته وتحذيرهم على أنه سيتم اتخاذ عقوبات أقسى وأشد في حق من ينتهج نفس الأسلوب في توجيه الإساءة والنقد للغير بعيداً عن تعاليم ديننا الإسلامي والتنافس الرياضي الشريف.. إن هذا القرار الإداري الحكيم والمثالي من قبل الإدارة الهلالية - على الرغم من قناعة الإدارة باحتمالية ارتكاب عمر المهنا لأخطاء تحكيمية قد أثرت على نتيجة المباراة - يقدم نموذجاً رياضياً يجب أن تحتذي به إدارات الأندية الأخرى التي تسيء للتحكيم ورجاله بدون مبررات موضوعية وبأساليب غير حضارية وبعيدة عن الروح الرياضية. فما قامت به الإدارة الهلالية يعد درساً قيماً في كيفية التعامل مع العاملين في المجال الرياضي وفي مقدمتهم الحكم وضرورة احترام قرراته، وأن احترام هذه القرارات احترام للجهة التي يمثلها ومن يعمل فيها والتي هي اتحاد الكرة، وان هناك أبوابا رسمية يمكن طرقها للحصول على حقوق الأندية بعيداً عن إثارة البلبلة وشق الصف وزيادة التعصب الرياضي والفرقة ونزع الثقة من حكام هم مواطنون في المقام الأول.. إن قرار الإدارة الهلالية قرار إدارة مثالية تدرك مسؤوليتها الكبيرة في تحقيق الوحدة الرياضية ودعمها وتدرك الدور الذي ينبغي أن تقوم به إدارات الأندية في دعم أنشطة اتحاد اللعبة وإنجاحها وأن الجميع يجدف في قارب واحد وفي اتجاه واحد هو مصلحة الوطن.
ومما لا شك فيه أن موقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد العبدالله وتصديه للبلوي وقرار الإدارة الهلالية التربوي حالتان تبرزان دور الرياضة الإيجابي في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال التصدي للممارسات السلوكية الخاطئة التي قد لا يخلو منها أي مجال آخر والتي تأتي الرياضة في مقدمتها.. كما أن هذين الحدثين يجسدان الوحدة الوطنية ويردان بقوة على المشككين في دور الرياضة الإيجابي في المحافظة على النسيج الوطني وأن الرياضة توحد ولا تفرق وأن دور الرياضة في الوحدة لا يتمثل فقط في التمثيل الوطني ولكن جذوره عميقة جداً ولكن للأسف لا يدركها ولا يشعر بها إلا الرياضيون الحقيقيون فقط.
كما أن هذين الموقفين يؤكدان على أن رياضتنا ما زالت بخير وأن العمل الإداري الاحترافي موجود في أنديتنا ورياضتنا، ولكن ما يستوجب منا الاهتمام في العمل الإداري في أنديتنا هو اختيار الرجل المناسب في الوقت المناسب وللمنصب المناسب ووفقاً لاعتبارات مهمة أرجو ألا يكون في مقدمتها الإمكانات المادية وقدرة رئيس النادي أو أعضاء مجلس الإدارة على المساهمة المادية.. فما يقدم من دعم مادي قد ينتهي أثره في موسم أو موسمين ولكن ما يسيء للنادي وللرياضة قد يبقى مدى التاريخ.

(*) قسم التربية البدنية وعلوم الحركة جامعة الملك سعود


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved