Monday 5th April,200411512العددالأثنين 15 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في تظاهرة أدبية وعرس ثقافي في تظاهرة أدبية وعرس ثقافي
الجبيل تكرم عبدالعزيز البابطين

* الجبيل - عيسى الخاطر:
في ليلة من ليالي الأدب وليلة احتفى بها الشعر ولبست الجبيل ازهى حللها في تكريم أهل الثقافة والادب بحضور كثيف من رجالات الثقافة بالشرقية وهجر حيث سمت روح الالفة والمحبة وفي يوم اثبت للحضور والناس ان الجبيل قلعة الصناعة هي ارض العطاء الأدبي والوفاء حيث اقامت الجبيل حفل تكريم للاديب والشاعر عبدالعزيز بن سعود البابطين والذي رعاه الاستاذ محمد بن علي بن عيد الخاطر حيث جمع أهل الفكر ومحبي الشعر والادباء واستطاع ان يجسد مدى حب الجبيل لاهل الثقافة ومن يحملون الفكر ويرفعون رايته ويبذلون الجهد الجهيد والمال من أجل ان يبقى رونق الابداع متألقاً ومحافظاً على بريقه كيف لا والمحتفى به علم كتب عنه الكثير وعمل الكثير وممّا قيل فيه (نحن نحتفل باصدار مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري. معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين وثيقة غنية بالاسهامات زاخرة بالابداعات ناطقة بجلال الشعر وجماله زاهية الجيد بعقد القريض الذي نعلم انه تربع دائما على عرض الامارة في دولة الاداب والفنون . صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية).
(اعتبر بحق ان عبدالعزيز البابطين إنسان شهم ومعطاء يستحق منا أيضا أن نعطيه من وقتنا ومن جهدنا ايضا. فاروق حسني وزير الثقافة المصري) (الشعر ديوان العرب) مقولة وضعها عبدالعزيز البابطين نصب عينيه عندما أقام مؤسسة لتكريم وتقدير الإبداع الشعري. رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان).
(معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين يعتبر انجازا ثقافياً كبيراً لكم وللأخوة الذين اسهموا في تحقيقه وللثقافة العربية محمود درويش شاعر فلسطيني) (يسعدني أن نوه بالاعمال الجليلة في مجال الفكر والثقافة التي تقوم بها مؤسستكم حيث توجت جهودها باصدار المعجم الذي يعد مفخرة للامة العربية لما اشتمل عليه من عدد وفير من تراجم الشعراء المعاصرين العرب مع نماذج شعرية مختارة ومن انتاجهم ولكونه سجلاً حافلا لادبنا وتراثنا الفكري المعاصر ومرجعا شاملا للباحثين والدارسين ومرشدا هاديا لاجيالنا القادمة . صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- وبعد أن ذكرنا نبذة بسيطة للضيف نعود ونسامر عشق الكلمة في حفل مميز حيث حضر هذه التظاهرة الجميلة الاديب والمؤرخ الاستاذ عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد رئيس النادي الادبي بالمنطقة الشرقية والاديب والمؤرخ الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الملا وفضيلة الشيخ الدكتور رياض المهيدب رئيس محكمة الجبيل وعدد من رجال الادب ووجهاء واعيان المنطقة الشرقية وقد استطاع في هذا المحفل البهيج الاستاذ خليل الفزيع القاص والكاتب ان يدير دفة اللقاء بكل جدارة واتقان وان ينقل الحضور إلى آفاق اوسع من التأمل والتفكر في كل مفردة تقال وبدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم تلاها كلمة راعي الحفل الاديب محمد بن علي الخاطر والذي استطرد في حديثه في هذا اليوم المبارك نسعد ونتشرف بالالتقاء والاحتفاء برجل واخ فاضل كريم السجايا وحميد الخصال رجل بذل وقته وجهده وماله فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وهو رجل اديب وشاعر متمكن وداعم ومشجع لكل ما يرقى بالادب والثقافة في عالمنا العربي لم يبخل بالمال ولا بالحال منذ عام 1989م اقام مؤسسته الخاصة لرعاية الابداع شعرا وثقافة حتى وقتنا هذا وهو لا ينفك مواصلا الجهد والتطوير لهذا المشروع الجليل خلافا لاعماله الاخرى في الخير والإحسان وهي كبيرة وجليلة علمنا عن بعضها وخفي الكثير فهو كما قال الشاعر:
هو البحر من أي النواحي اتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
ضيفنا العزيز قد شرفت مدينة الجبيل بمقدمكم من ارض الاهل والاشقاء دولة الكويت العزيزة إلى احبابك واخوانك في دولة الخير والعز والوفاء المملكة العربية السعودية في ظل الله ثم في ظل حماة وولاة الامر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود واخوانه وابنائهم الغر الاماجد اعزهم الله ولا اعز عليهم.
فيا ضيفنا ان الجبيل اليوم لتزهو نشوة وسعادة بمقدمكم وتشريفكم حفلنا الذي نقدم به جزءاً يسيراً مما تستحقونه من الاحفاء والتكريم فصنائع معروفكم وادبكم وتواضعكم اجل واسمى مما اردنا هذا المساء وهو جهد مقل ومحب لكم في الله يرجو المعذرة عن القصور فيا شاعرنا واديبنا واخينا ان الحديث عنكم ذو شجون ، فأنتم كما قال الشاعر:


وتركك في الدنيا دويا كأنما
تداول سمع المرء أنمله العشر

ثم تلتها كلمة مفتوحة للمحتفى به الاستاذ البابطين حول الادب والشعر ودور مؤسسة البابطين في دعم الشعر والثقافة حيث قال:
الشكر لكم والشكر الكبير لمحمد بن علي الخاطر على هذه الدعوة الكريمة التي شرفني بها وبان اكون بينكم بمجرد وجودكم هنا في القاعة هو تكريم للادب وللشعر وللثقافة بشكل عام ولي شخصياً وشكرا لتواجدكم معنا.
المسيرة الثقافية التي بدأتها يصعب عليّ أولا ان اتحدث عن اعمال قمت بها كما يصعب عليّ ان اكرر ما قلته في ديوانية الاخوة النعيم في الاحساء أو في مناطق اخرى ولكن بالنسبة للاعمال التي لم اقم بها شخصياً انما قام بها اخوة ساعدوني كثيرا في الاعمال التي اديناها خلال الثلاثين سنة الماضية فلقد اسسنا سنة 1974م بعثة سعود البابطين للدراسات والتي بدأنا بها بخمسة طلبة ثم طورناها إلى عشرين طالباً عام 1982م ثم بعد تحرير الكويت وفرحة العودة إلى البلد قدمنا (100) منحة سنوية إلى الدول الإسلامية التي انسلخت من الاتحاد السوفيتي ثم اضفنا إليهم قبل ست سنوات (50) طالباً من افريقيا ومن ثلاث سنوات اضفنا لهم (50) طالبا من ابناء شهداء الانتفاضة وفي هذا العام ولله الحمد اضفنا لهم (100) طالب من العراق محاولين ان نزيل ما زرعه صدام في نفوس العراقيين تجاه الخليج من حقد وكراهية اما الان لدينا اكثر من (600) طالب وتخرج منهم ولله الحمد المئات واضاف ان الخطوة القادمة لجائزة عبدالعزيز سعود البابطين ستكون في قرطبة ان شاء الله وهناك مدعوون كبار للفت انتباه الرأي العام الأوروبي والأمريكي لهذه التظاهرة التي سنحاول من خلالها نرسل رسالة إلى الشعب الأمريكي وللشعب الأوروبي بأن العرب المسلمين أصحاب حضارة اثرت في البشرية تأثيراً كبيراً والحضارة التي يتمتع بها الاوروبيون والامريكان بلا شك هي تراكمات حضارية سابقة ،العرب اسهموا مساهمة كبيرة للوصول فيما نحن عليه الان من حضارة بشرية. وردا على التساؤلات حول بذل هذا الجهد مع رفاقه وعن النتيجة والمردود حيث يرى البعض ان لا يوجد هناك مردود لا مادي ولا معنوي قال ان لدينا اكثر (100) اصدار كلها توزع مجانا ولا نبيع اصداراتنا قطعيا وطبعا ما فيه شك انه جهد كبير يبذل فيه غير الجهد المادي الجهد المعنوي والبدني والفكري ربما يسأل لماذا هذا الجهد والتعب ويكفي ما وصلنا إليه لكن أنا وزملائي الذين يعملون معي في مجالس الامناء في هذه المؤسسات الاربع نؤمن ايماناً عميقاً بان التاريخ يصنعه الرجال والحضارة تصنعها عقول الرجال. فطبيعي عندما يريد أي شعب أو أي أمة يريد ان ينهض يجب ان ينهض اولا من خلال الثقافة ثم تأتي إلى مناحي الحياة الاخرى كالاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وكلنا نعرف ان عمر الإنسان هو ومضة في هذا الزمان ومضة سريعة وعاجلة.
فالإنسان يجب عليه ان كان يستطيع ان يقدم شيئاً خلال هذه الومضة للبشرية ولامته ودينه ولديه القدرة ويبخل فيها اعتقد ان هذا التوفيق لم يحالفه فأي انسان باعتقادي عنده القدرة المادية او الفكرية والعقلية او البدنية ان يقدم لامته ما يستطيع حتى تستطيع هذه الامة ان تنهض برجال.
ارجو مخلصا ومن الان ان يتفهم رجال الاعمال العرب من المحيط إلى الخليج ان يتفهموا هذه الحقيقة وان يقدموا ما يستطيعون لامتهم.
ثم جاء دور المؤرخ ورئيس النادي الادبي بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد في كلمة حول دور الافراد والاندية في إثراء الساحة الادبية والثقافية والذي اردف قائلا :ان ما يميز الامم المتحضرة انها تجمع في نهضتها بين الاقتصاد والمادة وبين الثقافة والعلوم وان نظرة إلى تراثنا العربي والإسلامي نظرة تأمل وادراك تؤكد هذه الحقيقة عبر العصور وان المتأمل في جهود الاشخاص والمجالس والصالونات الخاصة يرى بام عينيه هذا الجهد المتألق لدعم الثقافة وتنمية الفكر والادب ابداعا وبحثا ومناظرة يشهد بذلك تلك الشخصيات والمجالس الادبية التي تنتشر في بلادنا العزيزة سواء في جدة او الرياض او الاحساء أو غيرها وبما في ذلك خارج المملكة ..لاشك ان هذا الجهد الشخصي يعطي اضافة جديدة واسهاماً متألقاً يضاف إلى المؤسسات العلمية والثقافية كالجامعات والاندية الادبية وغيرها مما يخدم الثقافة وبذلك تتكامل الجهود ويورق الحرف وتنمو مشاكل الابداع وتألق الفكر هنا وهناك وفي طليعة تلك الشخصيات التي اسهمت في دعم الثقافة وتشجيع الادب والفكر في عالمنا العربي الاستاذ الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الذي يحل اليوم ضيفا على مدينة الجبيل وعلى مثقفيها الذي يأتي في طليعتهم الشاب المؤرخ الاستاذ محمد بن علي الخاطر فجميل ان تحتضن مدينة الجبيل مثل هذه النماذج المتألقة المشرقة في حضارتنا العربية المعاصرة مما خاض غمار الصعاب ودرس واهتم بالادب ولم تغرهم المادة ولا التجارة عن تشجيع العلم واهله ولن تجذبهم الحوافز المادية عن تنمية الثقافة والوعي الادبي وما احرى برجال المال والاعمال ان يحذوا حذو هؤلاء الذين يقف في طليعتهم الشاعر الاستاذ عبدالعزيز البابطين.
ايها الاخوة اننا حينما نحضر لتكريم المخلصين أو للمشاركة في تكريمهم واهل الفضل ليس لاجل المديح لذاته وانما نجيئ ونحضر لنؤكد مبدأ ونسجل حقيقة وندعو إلى فكرة اما المبدأ فهو تشجيع الادب والادباء واما الحقيقة فاعطاء كل ذي حق حقه من التكريم والاشادة واما الفكرة فهي الدعوة إلى مزيد من الاسهام وإلى حث الاخرين للسير في هذا الطريق وانت ايها الاخ الكريم الاستاذ محمد الخاطر تقدم اليوم البرهان الحي لاسهام مدينة الجبيل في رعاية الثقافة والمثقفين وكيف لا وهي المدينة التي نشأ فيها وترعرع اصحاب مجلة الفجر الجديد وكتاب الادب في الخليج العربي في وقت مبكر إلى جانب غيرهم ممن ساهموا في الفكر والادب في هذه المنطقة..
ايها الاخوة ان تكريم الاستاذ عبدالعزيز البابطين يحمل اكثر من معنى فهو تكريم لكل من اهتم بالادب وشجع الادباء وتكريم لكل شاعر واديب وتكريم لكل من اسهم في ثقافة الامة وحضارتها بل هو تكريم لكل عالم واديب ..
مرة أخرى اعتقد ان مدينة الجبيل تشمخ اليوم وهي تستقبل هؤلاء الصفوة من الادباء والمفكرين والوجهاء وتحتضن هذا الرجل الفذ انها تتحول اليوم من مدينة صناعية إلى مدينة للثقافة والادب وما اجمل ايها الاخوة ان تتحول المدن من الصناعة إلى الثقافة ما أجمل ان ندرك هذ المظهر الحضاري وان نعيد عادات وتقاليد عربية قديمة في تقديم الثقافة والمثقفين واجمل من ذلك ان ندرك ان الجبيل ليست مصانع واقتصاداً فقط وانما رجال ثقافة ثم يأبى الشعر الا ان يشارك هذا العرس الادبي وان يسجل حضوره في هذا المحفل وذلك بقصيدة لشاعر الاحساء الاستاذ سعد بن عبدالرحمن البراهيم بعنوان (ابابطين يا علما) والتي جاء فيها:


أأندب الحرف أم استنهض القلما
أم للرؤى وقفة تستنطق الكلما
ام يخبر الدهر والاسفار معلنة
من ذا هناك ومن ذا في الديار سما
ابابطين رعاك الله يا علما
من ذا يطاول هذا الطود والعلما
كتبت في مهرجان العلم ملحمة
كم من اديب بها من حسنها اتسما
وكم عظيم تسامى في معاجمكم
كتبتموها رأينا الجهد قد عظما

إلى أن قال:


هاذي الكواكب بالآلئ مبهجة
من الخاطر فازدانت بذاك سما
فالشكر يهدى إلى الضيف الكريم كما
للمحتفين ثناء عاطرا نسما
بقدر جود لكم تهمي سحائبه
حبا يحاكي هنا النوار حيث هما
أو قدر ما في الحسا من لينة بسقت
او قدر ما تحجت فيها العيون يما

وما كادت ان تلبث القصيدة الأولى في اذهان الحضور حتى عاد لاسماعهم قصيدة للشاعر المؤرخ عبدالرحمن بن عثمان الملا بعنوان (اغاني الهزار) القاها نيابة عنه بكل فن الاستاذ يوسف التركي والتي جاء فيها:


هزار الشعر يصدح بالثناء
عليك ابا سعود بلا رياء
يغني خالص الشكر المزجى
لكم منا محلى بالدعاء
نزلنا في جنانك فارتوينا
بغيث نداك مع غيث السماء
وما همت السماء بخير مما
غمرت به القلوب من الهناء

إلى أن قال:


فيا شيخ القريض وانت أدرى
بان الحب يذكى بالجفاء
ترنم للجمال وعاشقيه
ولا تحفل بمهمهة المرائي
فكل القوم عشاق اذا ما
بدت للعين ساحرة البهاء
واي غضاضة في الشق ان لم
تجاف خطاه درب الاتقياء
واغلى الحب بين الناس حب
يعم سحابه كل الوراء
كذلك كان حبك فهو ورد
يعطر بالشذى حتى العداء
فأهلا في جبيل الخير اهلا
بمقدمكم لفخر الاصدقاء
محمد الذي نسجت يداه
رداء العرس في هذا المساء
سليل اماجد شم سراة
اباة من اجل الاوفياء

ثم تلتها مشاركة المؤرخ سعود بن فهد الزيتون الخالدي بورقة تناولت نبذة عن سيرة البابطين ومكانتها في المجتمع العربي والخليجي استطاع من خلالها ومن خلال بحثه ذكر تاريخ الاسرة ونسبها ومآثر رجالاتها ..فبعدها كان للدكتور الشاعر عبدالعزيز العبد الهادي امين سر نادي المنطقة الشرقية مداخلة جاء في سياقها فليس لي بعد ماقيل من نثر وشعر حول ضيفنا الاستاذ عبدالعزيز البابطين من ايضاح فما سبقني إليه استاذنا الشيخ عبدالرحمن العبيد قد وفى وكفى وان اي مزيد لا يعدو نافلة القول التي لا تضيف جديداً واضاف انه لم يسبق له اللقاء مع الضيف من قبل بيد ان مشيئة الله وفيض كرمه قد جمعني بشخصكم الكريم في عمل خيري كانت لكم فيه اليد الطولى وكان لي فيه جهد المقل وكان ذلك في مدينة زنجبار الإسلامية بدولة تنزانيا الاتحادية حيث كان شخصكم الكريم من ابرز المتبرعين لمشروع انشاء كلية التربية هناك وكان لي شرف العمل فيها مستشاراً تعليميا لذا أجدها مناسبة عزيزة وفرصة سانحة لأتوجه إليكم بخالص الشكر والتقدير ثم تلته مداخلة للاستاذ عبدالعزيز الموسى صاحب السبتية الاحسائية حيث قال انه لا يكفينا ان نشيد بها الرجل ونثني عليه انني ارجو من اخواني الكرام رجال الاعمال ان يقتدوا بهذا الرجل خدمة لهذه البلاد وانه ليس بالغريب على تجارنا ورجال اعمالنا بالشرقية خاصة وبالمملكة عامة انهم اهل لهذا السخاء والكرم وحب الوطن فما ارجوه من الاخوة الكرام ان يوسعوا مجالاتهم الخيرية إلى مجالات الادب والعلم والثقافة لبلادنا وهي كما قال شيخنا الفاضل عبدالرحمن الملا انها مهد الحضارة والعلم والادب.
ثم لم يهنأ مقدم الحفل الاستاذ خليل الفزيع وينفك حتى ان قام ووجه الدعوة للضيف الكريم عبدالعزيز البابطين (الشاعر) بان يمتع الحضور ويطفئ شغفهم بقصائده لتكون مسك الختام لهذا المهرجان الادبي حيث لبى الضيف الدعوة ويقدم قصيدتين الاولى غزلية والثانية وطنية فالاولى عنونها بنسيم الصباح ومنها:


نسيم الصباح طاب شذاك عندي
فقد حملت ريا كل صبح
وعانقت التي في بردتيها
عطور الغاب تلفح اي لفح
ورحت تسامر الانغام تلهو
بشعر قل فيه الف جنحي
ولامست العيون بلا رقيب
وهامست الجفون بلطف بوح

ثم قال:


وتبخرها بجرحي إذا تناءت
ولولا نأيها ما كان جرحي
وتقرؤها سلاما من حبيب
من الامال شيد الف صرحي
ولكن الزمان جنا عليه
وادمته الشجون بحد رمحي

إلى أن قال:


فأنت رسول ايامي اليها
فاخبرها باشجاني ونوحي
نسيم الصبح لا تقطع وصالي
وزرها ثم زرني كل صبح

ثم تلتها قصيدة وطنية كتبها بعد تحرير الكويت واسماها بعرس الزمان ومنها:


عرس الزمان بمواطئ مزدان
تزهو به الاشكال والالوان
عرس به في كل بيت منشد
طربا وفيه شاعر فنان
والناس كل الناس في اعماقهم
تتغازل الاشعار والالحان
وطني وقد حل السلام بأرضه
والرعب زال وأورق الريحان
في السلم لاطاغ ولا متجبر
فيهم وفي يوم الوغى ما هانوا
عاشوا بحب الاخرين وعذرهم
في حبهم ان الورى اخوان

إلى ان قال في مدح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود:


اعظم بفهد والصباح كليهما
فهما لعزة يعرب عنوان
يا فهد يا علم الجزيرة خافقا
بسمائها شرفت بك الأزمان
فقت الملوك مهابة وجلالة
وعدالة ماشابها نقصان

إلى أن قال:


يزهو سرير الملك تحتك راسخا
وعلى جبينك تفخر التيجان
فلا انت في ليل المكاره ان طغت
امل ينير دروبه الايمان
بك عاد للبيت العتيق اميره
عمرا وعاد لملكه مروان
آل سعود جميعهم عزا لنا
فليرعهم رب الورى الديان
واخوك جابر مجدنا وحبيبنا
رخصت له الارواح والابدان

ثم جاء دور التكريم حيث قدم الاستاذ محمد بن علي الخاطر راعي الحفل درعاً تذكارية مع هدية مجسم الطوية ثم تلته هدية رئيس تحرير جريدة اليوم محمد الوعيل ودرع من رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن العبيد واهداء كتاب الجبيل ودرعين من اثنينية النعيم ومن الشاعر علي الدرورة وقبل ان يبدأ العشاء كانت هناك مداخلتان بدأها الشيخ عبدالرحمن العبيد حيث قال: الذي تتجه إليه الانظار في جميع المؤسسات الثقافية يكون لها مجلس ادارة وتكون مؤسسة ثقافية مستقلة ويوضع لها وقف خاص حتى تستمر هذه الاعمال الخيرية والثقافية. فاجابه البابطين:
بدأنا في بعثة سعود البابطين للدراسات منذ ثلاثين عاماً ومنذ بدأنا ايضا في انشاء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري وكنت اتساءل بيني وبين نفسي هذا الجهد الذي بذلناه وهذا العمل الذي قمنا به مع زملائي اعضاء مجلس الامناء الذين بذلوا من الجهد الكبير لايصال هذه المؤسسات إلى ما وصلت إليه والحقيقة هذا العمل لم اقم به انا ولم يقم به مجلس الامناء انما قام به المثقفون العرب الذين وقفوا معنا وقفة جادة واوصلونا إلى ما وصلنا إليه دون مقابل.. هذا العمل الكبير كنت افكر بأنه سينتهي بنهايتي وهذا يعتبر ظلماً للثقافة العربية وظلماً لهذا الجهد الذي بذل وظلماً للاخوة الذين عملوا في هذه المجالات فبدأت افكر جدياً لعمل وقف يجعل هذه الاعمال الاربعة تستمر إلى ما شاء الله وفعلا تقدمت بطلب لحكومة الكويت وتم اعطائي ارضاً في احسن منطقة بمدينة الكويت بمساحة (5000) متر مربع والان المهندسون يعملون لعمل التصاميم لاخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في بناء المباني وسنقيم ان شاء الله مبنى من (50) دوراً ويعتبر اعلى مبنى في الكويت وسوف يسلم بعد الانتهاء من بنائه إلى وزارة الاوقاف لتقوم بتأجيره والصرف على هذه المسارب الثقافية الاربعة ليستمر إلى ما شاء الله.
ثم وجه له العميد متقاعد عبدالعزيز بن عبدالوهاب الموسى صاحب سبتية الموسى سؤالاً حيث قال عن امكانية اقامة مركز ثقافي بالاحساء وان رجال الاعمال مستعدون للتعاون معه على ان هذا المركز الثقافي يحمل اسم عبدالعزيز البابطين فاجاب الاديب البابطين بانني لا ارغب بان اضع اسمي على اي عمل اقوم به انما اجبرت لوضع اسمي لجائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري لاصرار الاخوة في احد الاندية في مصر حيث اصروا على وضع اسمي واقنعوني لاني كنت سوف اضع الجائزة باسم عمي الشيخ عبدالمحسن البابطين الذي كان رئيس القضاء بالجبيل وكان شاعرا بالعربية وله ديوان وهو معروف اكثر مني لكن اصرار رابطة الادب الحديث في مصر الذين اخذوا بايدينا منذ البداية سنة 90 على ان تسمى باسمي لانهم سألوني هل ابناء الشيخ عبدالمحسن يهتمون بالادب والثقافة والحقيقة له ولد واحد كان سفير الكويت في بون وهو بعيد نسبيا عن الشعر فقالوا اذا سميت باسمك سوف يطول عمرها اكثر لان ابناءك سيهتمون في هذه المؤسسة بعد ذهابك لان الشيخ عبدالمحسن انتقل إلى رحمة الله وابنه غير مهتم بالشعر والثقافة ومن هذا المنطلق رضيت بان تكون باسمي هذا اولا وثانيا عرض علينا فتح مراكز ثقافية في المغرب وفي البحرين ومن جهات عليا وفي الحقيقة لم يكن اعتذاري عن اقامة هذه المراكز هو نوع من التوفير ولكن لكي لا اوزع جهدي إلى عدة اتجاهات واخشى ان تضيع وتفلت من يدي ادارة هذه المؤسسات. عندما بدأت بمؤسسة سعود البابطين الكويتية بدأت بها واحدة ثم بعد مرور خمسة عشرعاماً عملت الثانية وبعد مضي عدة سنوات عمل الثالثة وكانت بالتدريج فلا استطيع العمل في عدة مجالات في وقت واحد لان فيها صعوبة ولكن بالتدريج استطعنا ولله الحمد ان نسيطر على الوضع.
وفي حديث خاص ل(الجزيرة) للاستاذ عبدالعزيز البابطين قال:
الجبيل هي قاعدة للثقافة قبل ان تكون قاعدة للصناعة فمنذ تقريبا سبعبن عاماً كان فيها مجموعة من الكويتيين يعملون هنا من ضمنهم حمد الفواز وحسين الغربلي وعبدالعزيز النفيسي ومحمد الفرج وخالد الفرج وكانت مقراً لاشعارهم وقصائدهم وكانت منتدى ثقافياً في ذلك الوقت. فيسعدني الان سعادة كبيرة ان اجدد بوجودي دور هذه المدينة الثقافي ولقد سعدت كثيراً وانا ارى وجوهاً ثقافية من المنطقة الشرقية ..من الاحساء والدمام والخبر ومن مناطق متعددة جاؤوا إلى هنا يدفعهم دافع المحبة والتعاون والتقدير وانا ملء قلبي محبة لهؤلاء الذين تجشموا عناء السفر وجاؤوا إلى هنا برغم ان بعضهم من كبار السن وهذا بلا شك يدل على وعي ثقافي كبير لدفع اولئك الذين يعملون في الساحة الثقافية لان يزيدوا من عطائهم للثقافة العربية وأنا اعاهد هؤلاء جميعاً بانني سأبذل كل ما استطيع لاعلاء كلمة الشعر في الوطن العربي.
وعن الشعر النبطي قال اننا لا نهتم له مع محبتي له وتقديري الكبير له فجدي انا ابن لعبون فانا اعتز بشعر النبط لكن نحن لا نرغب في تشجيع شعر النبط لاننا لو شجعنا شجعنا الزجل والملحون المغربي وبهذا جزأنا الثقافة العربية والشعر العربي وهذا اخر ما تبقى لنا من اواصر جميعها تقطعت فلم تبق سوى اواصر الثقافة فنحن لا نريد بان نقطعها بالشعر النبطي ولهذا السبب لا نشجعه.
ثم بعد ذلك تناول الحضور طعام العشاء الذي اعد على شرف الاستاذ البابطين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved