Monday 5th April,200411512العددالأثنين 15 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ولى زمان (استنوق الجمل) للمرأة فقط ولى زمان (استنوق الجمل) للمرأة فقط
غالب العوفي

ربما كانت هذه العبارة دليلاً سحيقاً يُستدل به عند البلاغيين على اشارات نقدية خاصة بالابداع الأدبي.. لكن في زماننا الحالي بدت لي كدليل اجتماعي بعد أن انقلبت هذه العبارة رأساً على عقب ففحواه اليوم (استجملوا الناقة) ويتعلق بنصف المجتمع (المرأة) فقد كثرت الأبواق الداعية إلى حقوق المرأة المنبعثة من الغرب المنهار اخلاقياً إلى المرأة المسلمة والعربية.. بدعوات مغلفة بالدولية تحت مسميات تخفي الغايات الأصيلة. عبثوا في بعض العقول فحققوا تقدماً في بعض البلاد العربية والإسلامية.
عجيب ما نراه تجاه التجاوب مع الدعوات الهدامة فيما يخص حريات المرأة والدعوات المستمرة والمشتعلة في كل منبر للتحرر بل للترجل ودخول مجالات الرجال وكأن نتاج التبعية مغيب عن نواظرهم في حين أن الإسلام شمل اطاراً ومضموناً يضمن للمرأة الحق التام موصوفاً بالوسطية والمرونة ليشمل الزمان والمكان على قدرٍ من الدقة والتحديد.
ولعل تلك الدعوات الظالمة اغفلت التركيب الفسيولوجي ومناسبة المهام. والتي وازن بينها الإسلام - حيث إنه تشريع إلهي - فكيف تدخل المرأة في التنظيمات السياسية والإدارية والعملية الشاقة وفي التركيب العسكري بمثابة الند للرجل...وهناك الحمل والأمومة والحداد ناهيك عن الطلاق وستكثر اسبابه في تلك المساواة بالاضافة إلى دورها كأم بالتربية وتنظيم المنزل من جميع النواحي, اضافة إلى الصفات الخلقية العائقة وابرزها (العاطفة) وهي من أهم أسباب فشل القيادة والإدارة والتأثير على الأحكام واصدارها. أما إذا رجعنا إلى أولئك الداعين إلى الحركة.. فأين ذهبت جهودهم بالمرأة المسلمة والعربية في كثير من مواطنهن بأفغانستان والعراق كمن تركوا من ثكلى قد فقدت وحيدها.. اين الأمن هل وفروه ،قد ملكوا الأدوات المؤهلة لذلك ،لماذا توانوا عن تحقيقه؟. وأين هم عن الأسيرات والجريحات في الأرض المحتلة القابعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ،هناك مايربو عن ثمانين ، منهن 18 أماً لمتوسط 5 من الابناء في غياب الخدمات الصحية, بل غياب أدنى مستوى من الحياة الإنسانية والمعايير الدنيا للمعاملة ناهيك عن الحصار وتداعياته فوق ظلم الاضطهاد والاحتلال.
إن هذه الدعوات الكاذبة والمنمقة هي لغايات جلية تستهدف المجتمع المسلم بالتفكيك ليسهل القضاء عليه تلقائياً وليبقى في صف التبعية لا ينهض منها.
فهم يدركون أن التطور والرقي إنما ينبع من التركيب الصحيح للمجتمع ولذلك استهدفوه.

* بريدة - ص.ب 27270


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved