Monday 5th April,200411512العددالأثنين 15 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كُتَّاب « الجزيرة » وشرف المهنة: لقد أحسنتم الاختيار كُتَّاب « الجزيرة » وشرف المهنة: لقد أحسنتم الاختيار

قرأت في صفحة (مقالات) من جريدة الجزيرة ليوم السبت 29 محرم 1425هـ عرضاً متميزاً وطرحاً جاداً، وصدقاً واضحاً لدى من حرروا موضوعات تلك الصفحة.. فقد عرض الأستاذ - حمد القاضي وفقه الله موضوعاً في غاية الأهمية، فضرر الجراك لا يقل عن ضرر الدخان كما قرر ذلك الأطباء، والمطالبة بإلحاقه به في نظام واحد في مكانها، وتنكر بعض أبناء فلسطين للمملكة امر مستغرب كذلك، كما ذكر الأستاذ حمد، وفي تساؤل عبدالله بن ثاني واقعية وصدق، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تبيح لنفسها شيئاً وتجعله من حقوقها المسلم بها وهو حماية أمنها الوطني، بينما تحرم ذلك على شعوب الأرض، ولا تجد الشعوب منها أي تفهم لمشكلاتها وما تعاني منه من ظل وقهر وتسلط.. ومن عجب أن ما يباح لها في (شريعتها) يباح لاسرائيل دون غيرها من دول المنطقة او غيرها في قارات أخرى!!
أما الكاتبة المبدعة رقية الهويريني فقد طرحت قضية منطقية واضحة، فإن إعلان فسخ الوكالة يصحبه احياناً تشكيك في أهلية الوكيل وإخلاصه وخبرته.. بينما كان محل ثقة الموكل وقد أنجز له أعمالاً كثيرة وحقق له مكاسب وفرصاً جميلة، أوليس من المناسب، والحالة هذه، أن تحفظ له كرامته؟ ويكفي أن نسحب منه الوكالة، وإذا لزم الأمر تخاطب الجهات التي كان يراجعها بأن علاقته بموكله قد انتهت، ويكون ذلك كافياً دون اظهار إعلان في الجريدة يقرأه الداني والقاصي، ولربما لا يراه المعنيون به، فهل يتحقق ما نادت به الأخت الكريمة وتختفي إعلانات فسخ الوكالة وذلك لكي (نسمو بأنفسنا عن التشفي ونكظم الغيظ ونعفو عن الناس ونكون من المحسنين) وهذه معاني أخذتها الأخت الكاتبة من كتاب الله تعالى الذي تربى عليه أبناء بلادنا المباركة، ونشأوا عليه واستقامت عليه احوالهم جميعها، آمل أن يجد هذا النداء استجابة وقبولا.
أما الكاتب العزيز محمد ابو حمراء فقد قدح زناد الهمة والغيرة لدى أهل التوحيد، وكلنا ذلك الرجل، فإن علم بلادنا، أعزها الله وحماها من كل سوء، هو علم التوحيد، ولا يليق بحال أن يوضع بجانب مظاهر سيئة يأباها الشرع وينفر منها الذوق السليم.
ونحن نسأل اولئك القوم - كما ذكر الأخ الكاتب - هل يشرفنا أن يوضع علمنا خلف قوم يرقصون مع شبه عرايا في القنوات الفضائية وغيرها؟ وإن كان بعضهم ينتسب إلى هذه البلاد!!.. انه من الواجب أن نحمي علم التوحيد مما يسيء إليه، وان ننأى عن مظاهر مبتذلة لا يرضاها شرع ولا عقل!!.
ويأتي في قمة الصفحة مقال مهندس الكلمة الأصيلة ابراهيم التركي، فإنه، وإن كان مقاله ينافس رسائل الجوال في اختصاره، فإنه يبلغ هدفه دون عناء، وتنقاد له العبارات، وتستسلم له الألفاظ، ليركب منها شكلاً بديعاً ويرسم لها هرماً رفيعاً ليوصلك إلى ما يريد من اقرب طريق في مدينة معرفية يتوه فيها عشرات المسافرين، وتشكل فيها أقلامهم ليكون بعضهم كالمنبتّ لا ارضا قطع ولا ظهراً ابقى، اما الأخ ابراهيم فإنه يعرف طريقه ويدرك غايته بكل سهولة ويسر.
حقاً أيها المهندس الكريم انها لمسة وما أروع كلمة لمسة فهي لمسة سهلة سريعة تقطع (صوت كل خطيب)، وتكفّ شر كل مشاكس، وتوقف (هذر) كل مفتون بالجدل والمراء والخصومة، في زمن أصبح كل متكلم يجد أو (يحسب) أن رزقه في صراخ عبر قناة او تصريح في بوق، او ابتكار أخبار من الخيال المريض.. إنها كما قال الأخ ابراهيم (لمسة) هادئة ل(زر)، لمسة تنقلك من كذب لصدق، ومن خيال لحقيقة، ومن هدم إلى بناء.. فمن منا تصعب عليه تلك اللمسة.. واجزم أن ( لا أحد) فلنعجل بتلك اللمسة كلما رأينا ما يسوء.
تحيات من الأعماق لكتاب هذه الصفحة ( مقالات) وشكر للجزيرة على تألقها، وإلى مزيد من الأدلة على صدق نهج ( جزيرتنا) الذي يؤكد التزام كتّابها ب(شرف المهنة)، وصدق العرض ووضوح الأسلوب، مما يراه الآلاف من قراء الجريدة يومياً.

عبدالعزيز بن صالح العسكر / الدلم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved