Thursday 8th April,200411515العددالخميس 18 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الاقتصاد في الاقتصاد
مهارات عمل
د. سامي الغمري

عندما تتفشى المحسوبية في دور عمل تبرز أمام العاملين بوادر تراجع نجاحها، يشكل فيها الموظفون مجموعات وتكتلات مزاجية يسابق بعضهم بعضا على المناصب الإدارية العليا وعلى الترقيات السنوية والعلاوات. ظاهرة سلبية يتحول فيها التفرغ والاهتمام العملي من مواجهة المنافسين وتطوير المنتجات في السوق، إلى التباحث لمعالجة أمور جانبية خط مسارها الحقد والكراهية والحسد بينهم. وهي غالباً ممارسات شخصية محدودة تتآكل فيها جذور الثقة بين الأطراف المضادة وتتصدع قواعد التفاهم والتعاون، فيسقط الجميع في حتمية متوقعة النهاية. إن أهم المهارات التي يجب أن يتحلَّى بها مديرو وموظفو المؤسسات الاقتصادية هي الانضباط والقدرة والالتزام على الحياد التام بين زملاء العمل حتى يتم فيها تقييم الكفاءات والمهام بعيداً عن تاريخ أو جغرافية العامل. ووضح أن معالم المحسوبية أصبحت معروفة، وسرعان ما يكشف عن هوية صاحبها وشخصيته الحقيقية وما يتطلع إلى إنجازه من خلال منهجه التقليدي في التميز والمحاباة. فالمتحيز للظاهرة يحاول أن يفاصل ويفاضل بين الموظفين على غير هدى أو قواعد عملية سليمة، يستند فيها التقييم على أصول وكفاءة وإنتاجية الموظف لا على قرابته أو فصيلته. هذا الطراز التعاملي القديم سرعان ما يعرفه الجميع ويعاملون تلك الشخصية بالمثل وبخداع وألاعيب كلها تتم عن نفاق لا صدق فيها ولا تقدير له. وبغض النظر عن المؤسسة الاقتصادية التي يعمل فيها الموظف فإن العلاقة المميزة مع الزملاء والعملاء المبنية على الاحترام والتقدير تعتبر هنا ميزة لا تضاهى. وهي في الواقع مستقبل الموظف كله والتي يمكنه خلالها أن يتقلد أرفع منصب في شركته أو أي شركة أخرى إذا تفاءل بقدرته على تحقيق النجاح. فالتفاؤل موقف إيجابي يدفع الفرد الى الطريق الصحيح للعمل ويبعد عنه هواجس الفشل السلبية ولا يحسب أن الموقع الوظيفي الذي تهفو إليه معظم أفئدة موظفي الشركات الاقتصادية إنما هو مجرد منصب بدون مسئوليات أو أنه مفخرة دون التزامات، فالأمر على النقيض تماماً. وإذا لم يدرك الموظف المتلهف لتلك المناصب الأبعاد الحقيقية للعمل، أو إن لم تكن لديه القوة الدافعة للقيام بمهام العمل على أكمل وجه، فمن الأفضل له ألا يفكر ولا داعي لأن يحلم به ومن المؤكد أنه سيجده مختلفاً عما كان يتوقع منه أو تصوره في مخيلته. يبدو لنا أن العالم اليوم أصبح صغيراً جداً، والناس اليوم يتغيَّرون بسرعة ويترقون ويعملون في مواقع عمل مختلفة، وعلينا أن نملأ عالمنا بالأصدقاء، فمن ترأسه اليوم في العمل قد يرأسك غداً، ومن يزاملك اليوم قد يتبعك غداً، فما تقدمه اليوم تجده غداً. وكل الأصدقاء والزملاء من صنع أيدينا لا من صنع أيديهم. الإنسان نفسه يصنع صديقه في العمل ويصنع موقعه الوظيفي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved