Sunday 11th April,200411518العددالأحد 21 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يا بلادَ الرَّافدين يا بلادَ الرَّافدين
(أنشودةٌ باكيةٌ على ركام مسجد الفلُّوجة)
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

جمِّعوا الشَّمْلَ فإنَّ الخُلْفَ عارُ
واختلالُ الصَّفِّ ذُلٌّ وانكسارُ
حارسُ الظًَّلْماءِ ما زال يُريكم
كيف يُغْتالُ بكفَّيه النَّهارُ
أعلنَ الحربَ على الأمَّةِ حتى
لم يَعُدْ يُخفي دعاواه ستارُ
يدَّعي العدلَ، وللجور رسوخٌ
في سجاياه، وللحقد استعارُ
في ربوع المسجد الأقصى دماءٌ
تحت رجليه، وفي غَزَّةَ نارُ
وله في ساحةِ الأفغانِ جُنْدٌ
أغلقوا بوَّابةَ العطف وجاروا
ظالمٌ، حَظُّ المساكينِ اعتداءٌ
صارخٌ منه، وظلمٌ واحتقارُ
يدَّعي الإصلاحَ، ما أكذبَ دعوى
مُفْسدٍ، إِصلاحُه لَهْوٌ وَبَارُ
ظالمٌ أسكرَه الوهمُ وغطَّى
عقلَه الواعيَ كِبْرٌ واغترارُ
يَنسف البيتَ بصاروخٍ ويغفو
بعد أنْ تَسلبَه الوعيَ العُقارُ
لم يزلْ يحلف باللهِ عراقٌ
إنَّه جاوزَ ما نالَ التَّتارُ
هذه الفلُّوجةُ اشتدَّ لظاها
والدَّمُ المسفوحُ في الأرضِ جُبَارُ
تشهد الأشلاءُ أنَّ الحربَ فيها
لغةٌ صاغ معانيها الكبارُ
آهِ من مسجدها لمَّا تهاوى
ومن المحرابِ أَخفاه انفجارُ
ومن المِئْذَنَةِ البيضاءِ صارتْ
خبراً حدَّثنا عنه انهيارُ
ومن القنبلةِ الرَّعناءِ، لمَّا
أُشْعِلَتْ منها على الرُّكَّع نارُ
رحم الله المصلِّينَ تَوارَوا
وطوى أخبارَهم عنَّا الدَّمَارُ
قُتِلُوا في المسجد الآمنِ غَدْراً
حينما احتجُّوا على الباغي وثاروا
هذه أَشلاؤهم ترفع صوتاً
ربَّما يسمعها حُرٌّ يَغَارُ
يا رجالَ الوعي في الغربِ، لديكم
من علوم العصر فنٌ وابتكارُ
أوَما في علمكم إِنكارُ ظُلْمٍ
من رجالٍ بينكم، فيهم سُعارُ؟
جلبُوا أسلحةَ الرُّعْب إلينا
ورمونا بلظاها وأغاروا
فارْدعوا ظالمكم يا قومُ عنَّا
إنَّ عُقْبى الظُّلْم ذُلٌّ وصَغَارُ
يا عراقَ المجدِ ما زلْتَ تُرينا
عالَمَاً أصبح بالظٌّلْم يُدَارُ
أين بغدادُكَ عنَّا ليتَ شعري
ما الذي يُخفي دخانٌ وغبارُ
كُشِفَ السِّتْرُ، فللغاصبِ وجهٌ
فيه للبغي، وللحقد شِعَارُ
تشهد الكُوتُ، وآلافُ الضّحايا
والرَّماديُّ، وقَتْلٌ وحصارُ
أنَّ ما يدعونَه الإصلاحَ وَهْمٌ
يتلهَّى بمعانيه الصِّغارُ
يا بلادَ الرَّافدينِ الرُّوحُ عَطْشَى
وفَمُ النَّبع جفافٌ وانحسارُ
فمتى يبتسم النَّهْرُ صفاءً
ومتى تُزْهِرُ في الرَّوْضِ الثِّمارُ؟
خاطبي أُمَّتَنا، رُبَّ خطابٍ
صادقِ اللَّهْجَة يتلوه ادِّكَارُ
يا ملايينَ الملايينِ، لماذا
يتولاَّكِ نُكوصٌ واندحارُ؟
أُكِلَ الثَّوْرُ الذي فيه بياضٌ
والذي فيه سَوادٌ واحمرارُ
والذي فيه خطوطٌ باهتاتٌ
لا نراها والذي فيه اصفرارُ
والذي فيه من الألوانِ لَوْنٌ
زَنْبَقي والذي فيه اغبرارُ
والذي، مِشْيَتُه فيها ثباتٌ
والذي مِشْيَتُه فيها ازْورارُ
والذي يحمل قرنينِ، ولكنْ
ما لِقرنيه على الرأسِ قَرارُ
أَلْفُ ثَوْرٍ أُكِلَتْ حتى سمعنا
قِصَصاً ينقلُها عنها الحِمارُ
فلماذا الغَفْلَةُ الكُبْرى، لماذا
ومتى روحُ البطولاتِ تُثَارُ؟
سَاسةَ العُرْبِ وأَصحابَ المعالي
والسَّعاداتِ، إلى أينَ المَسَارُ؟!
تَعِبَ استسلامُكُم منكم، ومَلَّتْ
ساحةُ الذٌّلِّ، كما مَلَّ انتظارُ
اخرجوا من حُفْرةِ الوهمِ وطيروا
بجناحَيْ عَزْمِكُم، فالقومُ طاروا
جمِّعوا الشَّمْلَ، ولو يوماً يتيماً
لتروا، كيف يكون الانتصارُ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved