Wednesday 14th April,200411521العددالاربعاء 24 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أوروبا مستعدة لإرسال قوات وأمريكا تتعجل السلام بين الخرطوم وقرنق أوروبا مستعدة لإرسال قوات وأمريكا تتعجل السلام بين الخرطوم وقرنق
مخاطر التدخل الأجنبي والعقوبات تلوح في الأفق السوداني

  * لندن - واشنطن - نيويورك - الوكالات:
في الوقت الذي ارتفعت فيه روح التفاؤل بوضع أكثر هدوءاً في ولايات دارفور في غرب السودان عقب اتفاق الهدنة بين المتمردين وحكومة الخرطوم الذي تم توقيعه الاسبوع الماضي، فقد برزت مرة اخرى ارهاصات التدخل الاجنبي اثر تردد انباء عن استئناف القتال في المنطقة، حيث اتهمت واشنطن الخرطوم والمتمردين بانتهاك وقف اطلاق النار، وفي ذات الوقت حثت واشنطن الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية على الاسراع بإبرام اتفاق للسلام والا فانها ستسمح بتطبيق عقوبات على الخرطوم.
فقد اعلن الجنرال الفنلندي غوستاف هاغلاند المسؤول عن اللجنة العسكرية في الاتحاد الاوروبي، ان قوات من الاتحاد الاوروبي قد تتدخل في منطقة دارفور. وقال الجنرال لصحيفة فايننشال تايمز في عددها الصادر أمس الثلاثاء ان السودان مدرج في لائحة الامم المتحدة لمهمة حفظ سلام.
واضاف ليس هناك اي سبب يمنع الاتحاد الاوروبي من الذهاب، الى السودان على سبيل المثال.. واوضح اعتبر ذلك امرا قابلا للتحقيق.
وقد اوقعت الحرب في دارفور اكثر من 10 آلاف قتيل وهجرت نحو 760 الف شخص منذ اندلاعها في شباط - فبراير 2003.
وقال الجنرال هاغلاند ان اي مهمة للاتحاد الاوروبي يجب ان تكون تحت سلطة الامم المتحدة.. واضاف هذا جزء من مفهوم مجموعة التدخل. وتعهد وزراء الدفاع في الاتحاد الاوروبي بتشجيع(مجموعات التدخل) القادرة على الانتشار سريعا لدى اندلاع ازمات في اي بقعة من بقاع الارض. ويأمل الاتحاد الاوروبي في ان تصبح هذه القوة التي اقترحت فرنسا وبريطانيا انشاءها، جاهزة في 2007، وهي مؤلفة من 1500 رجل.
وقالت الحكومة والمتمردون ان وقف اطلاق النار مازال صامدا لكن وزارة الخارجية الامريكية قالت يوم الاثنين ان لديها تقارير غير مؤكدة تفيد ان ميليشيات مدعومة من الحكومة السودانية تواصل شن هجمات في منطقة درافور على الرغم من اتفاق الهدنة.
واوضحت وزارة الخارجية الامريكية ان المعلومات التي تلقتها في الساعات التالية لتطبيق وقف اطلاق النار تفيد ان الحكومة السودانية والمتمردين لا يحترمون ابدا هذا الاتفاق، على حد قولها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية حول هذه النقطة، لم نلحظ تغيرا جوهريا على الارض في دارفور منذ اتفاق يوم الخميس.
واضاف ان المعلومات الاولية تتحدث عن تراجع حدة المعارك بعد بدء تطبيق وقف النار، لكن ما زالت لدينا مؤشرات تفيد بأن الحكومة والميليشيات التي تستفيد من دعمها، تشن هجومات في بعض المناطق في غرب وجنوب دارفور.
واشار المتحدث الى ان هذه المعلومات تتحدث ايضا عن عمليات قصف جوي كما حصل في العنقة شمال غرب الخرطوم صباح يوم الاثنين. واعلن ان الميليشيات التي تدعمها الخرطوم ما زالت متمركزة في مواقع قريبة من معسكرات المهجرين وتمنعهم من العودة الى قراهم. وقال باوتشر ننتظر من الاطراف ان تحترم وقف اطلاق النار.
وقد اكدت الحكومة السودانية والحركة من اجل العدالة والمساواة(متمردة) انهما تحترمان وقف اطلاق النار.. الى ذلك رفعت وكالات دولية تابعة للامم المتحدة يوم الاثنين تقديراتها السابقة للمساعدات المطلوبة لمعالجة ازمة الازمة الانسانية التي تشهدها منطقة دارفور.
وقال مسؤولو الامم المتحدة ان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة حدد مبلغا مستهدفا جديدا هو 115 مليون دولار لتوفير مواد غذائية ورعاية صحية ومساعدات زراعية وامدادات اغاثة اخرى مطلوبة بشكل عاجل في منطقة دارفور وذلك بدلا من مبلغ 23 مليون دولار كانت قد اطلقت حملة في سبتمبر ايلول الماضي لجمعه من اجل اغاثة المنطقة المنكوبة.
ومن المتوقع ان تتحسن الاوضاع الانسانية بفضل الهدنة التي بدأ سريانها يوم الاحد الماضي.
وقال مسؤولون امريكيون ومن الامم المتحدة ان فريقا للامم المتحدة يرأسه يان ايجلاند منسق اغاثات الطوارئ سيصل دارفور يوم الاحد لتقييم الاوضاع الانسانية.
ومن جانب آخر وفي ما يتعلق باتفاق السلام، بين الشمال والجنوب في السودان، ذكرت الخارجية الامريكية ان امام الطرفين حتى 21 نيسان - ابريل للتوصل الى اتفاق وإلا فانهما قد يتعرضان لعقوبات امريكية.
وقال وزير الخارجية الامريكية كولن باول الذي اتصل هاتفيا بنائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وجون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان، (نكرر للطرفين القول ان الوقت حان لانهاء المفاوضات).
ويتزامن 21 نيسان - ابريل مع الاستحقاق المقبل في اطار القانون الامريكي (سودان بيس اكت) الصادر في العام 2002 والذي ينص على فرض عقوبات اذا لم تبذل الجهود الحقيقية نحو السلام(حظر على الاسلحة تفرضه الامم المتحدة وفرض قيود على الارصدة المرسلة الى الخرطوم وقطع العلاقات مع الجيش الشعبي).
واعلن الطرفان يوم السبت ان توقيع اتفاق السلام بين الخرطوم والجيش الشعبي الذي كان يفترض ان يتم في نهاية الاسبوع لن يحصل قبل بضعة ايام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved