Wednesday 14th April,200411521العددالاربعاء 24 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
توجيه الأنظار من العراق إلى تكساس
جاسر عبدالعزيز الجاسر

التنقل من قضية الى أخرى, وتحويل اهتمام الرأي العام إلى موضوع أقل إحراجاً ليس اختراعاً أمريكياً، بل هو أسلوب تلجأ إليه الإدارات السياسية منذ أن أصبحت العلوم السياسية وإدارة الأزمات وقيادة الدول علوماً تدرس ولهذا فإن استثمار الإدارة الأمريكية للأجندة الموضوعة مسبقاً لزيارات ثلاثة من رؤساء الدول في منطقة الشرق الأوسط لتحويل أنظار واتجاهات الرأي العام الأمريكي من الحالة الحرجة والمأزق الذي يحاصر الإادارة الأمريكية بعد تدهور الأوضاع في العراق بعد حرب الصمود في الفلوجة وانتفاضة المدن العراقية في جنوبه.
وهكذا وجد الرئيس بوش في زيارة الملك والرئيس ورئيس الحكومة مخرجاً في تحويل أنظار الأمريكيين عما يجري في العراق إلى ما سيحدث في فلسطين, ولأن الأمريكيين أكثر تقبلاً لما يعرضه الإسرائيليون فإن بوش وجد في زيارة الرئيس المصري حسني مبارك والمحددة مسبقاً التي تمت يومي الاثنين والثلاثاء والزيارة التي ستبدأ اليوم الأربعاء التي ستعقبها زيارة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسبوع المقبل.
هؤلاء الزعماء الثلاثة الذين التقاهم وسيلتقي بهم في مزرعته بوش في كروفورد بتكساس ستتركز مباحثاتهم على تحريك خطة بوش المسماة بخارطة الطريق، إلا أن كلاً من الرئيس مبارك والملك عبدالله ومعهم الفلسطينيون الغائبون الحاضرون عن هذه المباحثات يتخوفون من أن يشغل رئيس الحكومة الإسرائيلية شارون، حليفه الرئيس بوش، بخطته المتعلقة بسحب المستوطنين في قطاع غزة لتكون (خطة بديلة) عن خطة الطريق التي يفترض أن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية. هذا التخوف لم يخفه الرئيس مبارك في مباحثاته مع الرئيس بوش في كروفورد إذ قال: إن خطة الانسحاب المقترحة من شارون ستكون تطوراً إيجابياً، ولكنها لن تكون مقبولة إذ لم تكن في إطار خطة السلام الدولية ( خطة الطريق)، موضحاً أن العرب يقدرون أي انسحاب من الأراضي المحتلة ولكن يجب أن يتزامن هذا الانسحاب مع تنفيذ خريطة الطريق.
الرئيس بوش الذي ظهر إلى جانب الرئيس مبارك بعد مباحثاتهما أيد وجهة نظر نظيره المصري مؤكداً أن خطة شارون بالانسحاب من غزة ليست بديلاً عن خارطة الطريق.. إنما جزء منها.
أقوال بوش هذه يظهر أنها لن تتطابق مع نوايا شارون، و(طمعه) في أن يجر بوش إلى أفكاره، إذ أكد قبل توجهه إلى أمريكا، أن إسرائيل ستحتفظ بأكبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
مشيراً إلى أن: (المبادرة السياسية الإسرائيلية هي وحدها التي ستبقي على قبضتنا بقوة على الكتل الاستيطانية الكبيرة والمناطق الأمنية).
هذا القول طبعاً يتعارض مع أقوال بوش، فكيف تكون المبادرة السياسية الإسرائيلية وحدها التي تحقق لشارون أهدافه والرئيس بوش يعمل على إنجاح خطته (خطة الطريق)؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved