Sunday 18th April,200411525العددالأحد 28 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحرص على المواطن المثقف! الحرص على المواطن المثقف!
فاروق صالح باسلامة

بلادنا ذات الثروة الجوهرية في المقدسات والشخصيات أو المال والأعمال ومظان المعرفة ونور العلم والإيمان اليقين، والبذور الصالحة المنبت والثمار والأخلاق السلوكية وحسن سيرة أهلها ومواطنيها، كيف تتم الثقافة لإنسانها؟ آداباً ومعارف وعلوماً وديناً وسلوكيات عملية في حياة جادة وحركة حيوية، وعمل متواصل واستقراء وبحث وتفعيل للدربة وإعمال للخير، أو تنشيط للحركة، وهكذا دواليك!!
إنه الحرص على ثقافة المواطن تشرئب له الأعناق استشرافاً واستطلاعاً واستقراء للمواطنة الحقة، نعم فالبلاد تمر بمرحلة زمنية فاعلة، ومنعطفات معنوية وقوية مناضلة في التعليم والعمل أو الترشيد والرعاية والصحة والفلاح، كل أولئك له مسؤولية وطنية وإنسانية واجتماعية بارزة، تحفز المواطن على جمع المعارف والاستفادة من العمل، وتوفير الطاقات الحيوية الاستهلاكية برشد ومراقبة وملاحظة وهذه معالم للنهضة بعد التنمية، والتقدم بعد النمو، والقوة بعد التريث التأملي.
فثقافة المواطن صلاح لأمره وتقوية لرشده، وبلوغ لأمله، الأمر الذي يشي بالمضي قدماً في عصر النهضة المرحلية الحالية والحركة الفاعلية للتقدم والتعلم والتثقيف والتفعيل.. تفعيل المعرفة والأدب والعلم والدين والخلق، في ميادين الحياة ومجالات النجعة والحيوية والسلوك في واسع رقعتها الفسيحة وسعة دنياها العالية هنا وقمة آمالها ورجاء تقدمها ونهضتها في كل المجالات والأمكنة والأزمنة والفصول والغايات المادية والأدبية والعلمية والعملية والدينية والدنيوية والأوليات والكماليات والضروريات والأمور الثانوية، إنها متطلبات لكي يثقف المواطن مواهبه ويصقل ملكاته ويهذب سلوكه فهذا هو مسلك الثقافة ومظان العلم ورعاية المواهب وتربية الأجيال!
لذلك، ينبغي الحرص على ثقافة المواطن العلمية والعملية والتوعوية والارشادية والاستطلاعية والاستقرائية، إنه زمن الطموح والاستشراف نحو الأفضل في وقت عملي وقياسي، وزمن سائر سريع، لا يتوقف إلا قليلاً ليمضي سريعاً مرة أخرى وهكذا دواليك، فالتأكيد على ثقافة المواطن ضربة لازب، وأمر واجب وشأن عظيم. وإليه يشير البنان وترفع الأيدي وتشرئب الأعناق والرقاب.
فالعبرة من الماضي وبناء الحاضر يعني مستقبلاً باسماً وزاهراً ومنتظراً وركائز العلم والدين والأخلاق والخير، هي للمستقبل الثقافي نعم المبادئ والقواعد والأسس وهي الآمال المعلقة على الأفكار السديدة والمعلومات المفيدة والقيم الحميدة والخصال الأدبية لمستقبل ثقافي يأمله المفكرون ورجال الإصلاح في الأمس لا في الحاضر فحسب، بل منذ زمن بعيد وتاريخ حافل، وماض جميل، عرفه أعلام الدين والأدب والعلم والعرفان، والخير والحق والرشد والسؤدد قبل زمننا هذا وعهدنا المعاش الذي نحيا فصوله ومجالاته ونفتح أبوابه ،فالمواطن المثقف هو الصالح فكراً وسلوكاً، والأديب حقاً وحقيقة لذا ينبغي الحرص عليه والتأكيد لثقافته الملقاة بين يديه: قراءة وأمناً وحرصاً وحفاظاً، وثروة وتراثاً، وأدباً وديناً وعلماً وعملاً، إنه التثقيف النظيف والوعي الحسن، والعقلانية الراشدة الآخذة بزمام المبادرة إلى النور والعرفان، والثقافة والمعرفة والدراية والقراءة ونيل المنى ببناء الفكر، وخوض غمار الحياة السعيدة بأسلوب ماتع وغاية هادفة مستهدفة للخير والحق والجمال.
عندها ينشأ الإنسان المواطن الصالح بعلم نافع وأخذ جامع ونقد مانع بناء يحفظ لأخيه الحق ويرعى أمانته ويبث معرفته وينشر ثقافته ويطبع سلوكه الأخلاقي الخير في فجاج الأرض ودوربها السابلة السالكة إلى الهدف المنشود من العلم والمعرفة والخلق والأدب.
وعندها كذلك نكون قد حققنا:
( الحرص على الواطن الصالح المثقف )


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved