Tuesday 20th April,200411527العددالثلاثاء 1 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
إسرائيل .. سعيدة جداً..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

تعيش إسرائيل هذه الأيام أسعد أيامها.. إذ حقّقت مكتسبات تعدها إنجازاً عظيماً في تاريخها.. فقد تخلّصت من اثنين من أبرز خصومها.. وأكثرهم قوة وتأثيراً وحضوراً ودوراً..
لقد قتلت إسرائيل.. شيخ الانتفاضة.. وشيخ حماس.. وشيخ العمل الجهادي داخل فلسطين.. أحمد ياسين.. ثم ألحقته بخلفه بعد شهر.. الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي.. في عمليتين إرهابيتين عنيفتين.. تسميان في العرف الدولي (إرهاب دولة) بكل المقاييس.
أما مصدر السعادة الثاني.. فهو إعلان (بوش) موافقته التامة.. على سائر وكامل خطط شارون بدون استثناء أو تحفظ.. وصرف النظر عن خارطة الطريق وسائر الخطط السابقة.. واعتبار الخطة التي تقدم بها الإرهابي مجرم الحرب شارون ناسخة لكل خطة أو مخطط أو مبادرة سابقة..
هكذا قال بوش.. وهكذا تتجه السياسة الأمريكية بكل وضوح.
أما مصدر السعادة الثالث.. فهو أنه منذ لحظة مقتل الشيخ أحمد ياسين.. وبعد مرور أكثر من شهر من توعد ووعيد الفلسطينيين بعقوبة عنيفة.. ومن ردة فعل عنيفة.. لم يحصل أي شيء.. ولم يُقتل حتى جندي واحد إسرائيلي.. بل إن إسرائيل ظلّت تترقّب شهراً كاملاً ولم يحصل شيء.. وعندها.. أدركت أن المسألة.. مسألة كلام.. وأنه ليس في وسع الفلسطينيين أن يعملوا شيئاً.. ولأنه.. لو كان في وسعهم عمل شيء.. لعملوه خلال هذه المدة الطويلة.
نحن لا نلوم إخواننا الفلسطينيين بالطبع.. ولا نطلب منهم فوق قدرتهم.. وندرك أن اختراق إسرائيل اليوم.. أصبح أمراً صعباً.. بل متعذراً.. إن لم يكن مستحيلاً.. وأن أي عملية داخل العمق الإسرائيلي.. صارت اليوم.. شبه مستحيلة.
ثم إن إسرائيل حسبتها.. وأدركت أن العواقب إذا بلغت.. أقسى وأعنف ما في الجعبة الفلسطينية.. فلن تتعدى تفجيراً أو تفجيرين أو ثلاثة.. والحصيلة مهما كانت قسوتها.. ومهما كان حجم عنف التفجير.. لن يجاوز العدد مائة صهيوني.. وماذا يعني مقتل مائة في مقابل قتل تلك الرموز والقياديين ذوي الأتباع وذوي المصداقية والحضور والتأثير داخل الصف الفلسطيني؟
أما مصدر السعادة الرابع.. فهو تشذرم الصف العربي.. وحجم الخلاف في الأوساط العربية بسبب القمة الأخيرة.. التي لم تجتمع بسبب توجهات ونوايا لدى بعض الدول عصفت بالقمة.. وجعل الكثير من الدول العربية.. وبالذات الكبار.. تتحفظ على عقدها في تونس وفي موعدها المحدد.. وهذا مصدر سعادة رابع لإسرائيل.
أما مصدر السعادة الخامس.. فهو الفوضى والمشاكل والخلافات داخل العراق.. بين العراقيين أنفسهم.. مما يعطي مؤشرات حرب أهلية بين الشيعة والسنة.. وبين الشيعة والشيعة.. وبين الشيعة والأكراد.. وبين العشائر والقبائل هناك.. فالعراق التي تعد واحدة من أقوى الدول العربية.. صارت اليوم صفراً. وتحوَّلت إلى ركام.. بل مصدر قلق وإزعاج لجيرانها.
أما مصدر السعادة السادس.. فهو الانتخابات الأمريكية المحمومة اليوم.. ومسارعة كل طرف لإرضاء اليهود.. وإرضاء إسرائيل من أجل كسب ود الصهاينة المؤثرين في القرار الأمريكي.. ولهذا.. كرر شارون زيارته لأمريكا خلال الأشهر الأخيرة.. من أجل (شفط) ما لدى الخزينة الأمريكية.. من مال وقرارات ووعود.. وحصل على كل ذلك بالفعل.
وهناك مصادر سعادة أخرى لإسرائيل في أكثر من اتجاه.. نسأل الله تعالى.. ألا تدوم.. وأن يبدِّل سعادتها.. تعاسة وشقاء وفرقة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved