Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
الإثارة مفتاح التأثير
د. فارس الغزي

** يصح القول إن لكل شيء في الحياة نوعاً من الاستثارة ونمطاً من الاستجابة. وبقدر ما تكون قوة الاستثارة تتحدد قدرة الاستجابة.
** عليه فالإثارة - إعلامياً - هي مفتاح التأثير حيث ان القليل منها قمين بلفت الكثير من الأذهان إلى درجة الاستجابة فاستيعاب الرسالة..
** وبما ان تأثير ما يحمله الأثير يتحدد وفقاً لمقادير طرائق إثارته للذهن ومدى خلوه من بذور الملل وبثور الرتابة والنمطية فإعلامنا خصوصاً في هذا الوقت بحاجة مسيسة إلى خلع رداء النمطية والثورة على التقليدية.
** غير انها ثورة يتوجب ان يكون عمادها الإثارة النفسية والإيحاء وخداع التقنية وتأثيرات الألوان.. وحتى في قسمات أوجه الإعلاميين ولغتهم الجسدية. حيث ان منهجية التجهم ومنهاج إلغاء لغة الجسد يلغيان لا شك غريزتي سمع وبصر المشاهد.. فينقطع اتصاله الذهني بسبب ذلك.
** فهلا تخيلت كيف سيستفيد مشاهد مكتئب من برنامج محوره السعادة.. غير ان إطلالة مقدمه كئيبة.. جامدة.. ساكنة..؟! إذن يصح القول انه يدخل في باب الإثارة ضرورة مخاطبة المشاهد أو السامع لا حسب عمره وزمانه ومكانه وثقافته بل أيضا وفق مضمون كل برنامج. بمعنى آخر للإثارة نسبية كما ان لكل زمن نوعه الخاص من الإثارة مما يحتم صياغتها حسب زمان البث ومكانه وطبيعته ونوعية شريحته المستقبلة وحقيقة الأهداف المتوخاة من بثه.. إلى آخر قائمة ما تعنيه - وتفرضه كذلك - نسبية الأشياء.
** ويدخل ضمن مجال الإثارة أيضا حقيقة ان أي برنامج تثقيفي موجه (للآخر) لا يتقمص مقدمه عقلية هذا الآخر مصيره الفشل في التأثير، ولا سيما حين يتعامل هذا المذيع مع أذهان الآخر الثقافية بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع العقلية الثقافية لأبناء جلدته، حيث لأنه في مثل هذه الحال سوف يحس المتلقي الأجنبي بان هنالك خللاً ما.. في فرد ما.. بل في أحد اثنين.. إما في شخصه هو أو في شخصية المذيع ذاته وهنا سيبرئ نفسه فينشغل عن جوهر الرسالة بحثاً عن مكمن الخلل ليطوي في النهاية ستارة المشهد وينقض على ريموت كنتروله لينفض من حول هذا البرنامج.. إلى آخر...


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved