Friday 23rd April,200411530العددالجمعة 4 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
محاور واقعية لبيان مكانة السنة والسيرة
سلمان بن محمد العُمري

تعقد الندوات عادة من أجل معالجة قضية، أو ظاهرة ما تهمّ مجتمعاً ما، وبقدر أهمية تلك الظاهرة، ومدى استيعابها، ودرجة الاهتمام بها وبحلها، وبمستوى الذين يشمرون عن سواعدهم لمناقشتها تكون أهمية الندوة، فالندوة بأصحابها وبقضيتها وبالفكر الذي يصدر عنها، ولقد تبارت الهيئات، والمجتمعات، وحتى الدول في جعل ما يعقد في رحابها من ندوات على مستوى من الأهمية، لأنه يعبر عن هيبة، ومكانة المجتمع، وكذلك مدى رقيه الحضاري.
وفي الأسبوع القادم نشهد انعقاد ندوة دولية تحت عنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) تلك الندوة التي تعقد في رحاب طيبة الطيبة منتصف الشهر الجاري وتنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدنية المنورة، هذا الصرح العملاق الذي شهد له القاصي والداني بإنجازاته واستمراريته في تقديم عطائه السخي في طباعة كتاب الله الكريم، وترجمات معانيه وكتب السنة والسيرة النبوية، وكذا تنظيمه ندوات علمية ذات قيمة ووزن ثقيل، ولقد أحسن المجمع صنعاً في تنظيمه هذه الندوة بعد النجاح الكبير الذي حققه في الندوتين السابقتين، ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) وندوة (ترجمة معاني القرآن الكريم، تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل).
وخاصة في هذه المرحلة التي يتعرض فيها الإسلام والمسلمون لأبشع أنواع الظلم والطغيان، وبث الأحقاد والسموم تجاه القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية؛ ولأنه من الأهمية بمكان لبيان مكانتهما وتعميق الوعي بأهميتها في التشريع الإسلامي، والرد على الطعون والشبهات التي تحاك ضد السنة والسيرة النبوية، وهذا ما لا يتحقق إلا بوجود صفوة من العلماء والباحثين المتخصصين ليبحثوا ويناقشوا في ملتقى علمي كبير تلك الأهداف المهمة التي وضعتها الندوة.
إننا نعيش عصراً كثر فيه المتجرؤون على السنة والسيرة النبوية، وصارت عمل من هو أهل لها ومن هو غير أهل، وكثرت الالتباسات على أبناء الأمة باسم العلم والاجتهاد، وخاض الكثيرون في مجالات ليسوا من أهلها فضاعوا وأضاعوا، ولهذا كان لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها ووضع الضوابط قيد التنفيذ، فلكل أمر أصوله، ولا يجوز التهاون بذلك، ولذلك لا عجب أن نجد خمسة محاور رئيسية للندوة سوف تركز - إن شاء الله - على مكانة السنة، وعناية المسلمين بالسنة والسيرة النبوية، والاهتمام بهما بغير العربية، والرد على الطعون المثارة حولهما، وكل محور من هذه المحاور الرئيسية يندرج تحته جملة الموضوعات المهمة كتب فيها أكثر من ثمانين بحثاً من قبل كوكبة من العلماء والباحثين المتخصصين، ذكوراً وإناثاً.
إن مشاركة النخبة في الندوة سيثرون جلساتها الستة عشرة، وأن الفائدة العلمية الناجمة عنه فائدة جمة لا تقدر بثمن؛ لأنها لا تبحث في نظريات، ولا تعطي أحكاماً سابقة، وإنما تناقش واقعاً، وتعطي الحلول الموضوعية المنطقية لها وفق تحليلها لكل المعطيات والظروف بما يصب في مصلحة الأمة، إن هذا المجمع الذي عودنا النجاحات المتواصلة لحريٌّ به أن يواصل المسيرة في تنظيم مثل تلك المنتديات العلمية التي تبحث في شؤون وشجون وقضايا الأمة.
ولا ريب أن القائمين على الندوة بقيادة ربانها الماهر معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ والعاملين في اللجنة التحضيرية برئاسة الاستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام للمجمع، قد أرادوا الفعل قبل القول، ولم يضعوا المحاور، والموضوعات للنقاش المجرد، أو لاستعراض الآراء، بل كان شغلهم الشاغل التنفيذ ووضع الأمور في سياقها الطبيعي على أرض الواقع، وهذا هو النجاح المنتظر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved