كبائر الإثم في جريمة الوشم

جمعت جريمة التفجير الآثمة كلَّ الموبقات من قتلٍ للنفوس المعصومة وترويعٍ للآمنين وتدميرٍ للممتلكات والمكتسبات، وأشاعت فوق هذا وذاك أجواءً من الحسرة والوجوم، ومع ذلك فإنَّ الثِّقة لم تهتز في النفوس في قدرة رجال الأمن على التعامل والتصدي لمثل هذه الشرور بكلِّ كفاءة واقتدار.
ورغم بشاعة الجريمة ودمويتها، فإنَّها أكدت على أهمية تكاتف الجميع رجال أمن ومواطنين من أجل مواجهة هذه الحقائق المرة.. وقد جرى التأكيد على ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها سمو وزير الداخلية وعددٌ من المسؤولين والمواطنين الذين عبروا عن أسفهم وغضبهم من هذه الفعلة الآثمة.
ولن يجد هؤلاء المجرمون الذين أقدموا على تنفيذ هذه الجريمة ما يمكن أن يبرروا به قتل طفلة أو إصابة أخريات وإزهاق أرواح أبرياء عديدين وجرح آخرين، بل سيجد هؤلاء المجرمون كلَّ ما يدينهم وينبذهم.. فليس هناك من يستهويه النظر إلى الأشلاء المتطايرة والجثث المتناثرة والممتلكات المدمرة، إلا أن يكون به شيء من العطب النفسي أو الميل المتأصِّل نحو الإجرام، أو أن يكون من شاكلة هؤلاء الذين يصعب تصنيفهم بين الأسوياء من البشر.
إنَّ المجتمع بحاجة فعلاً للحماية من هؤلاء، بل إنَّهم يحتاجون إلى من يحميهم من أنفسهم ومن هذه النوازع الشريرة التي تتلبسهم.. والأدهى والأمر أن يسعى البعض إلى تبرير هكذا فظائع!!.
ويظلّ الأسلوب الأمثل في المواجهة هو ذلك الذي يتضافر فيه جهد المواطنين مع جهود رجال الأمن، كما أشار سمو وزير الداخلية عقب الحادث المؤلم بقوله: إنَّ كل مواطن جندي.. وسيظلّ تشديدُ الخناق وتتبُّعُ المجرمين ومحاصرتهم أمراً مهمَّاً، وذلك من خلال رصد كلِّ ما يمكن أن يقود إليهم والرفع بذلك إلى الجهات المختصة حقناً لدماء المسلمين وحمايةً للبلاد.