Friday 23rd April,200411530العددالجمعة 4 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في يوم كانوا فيه الأروع ..أبناء الفيحاء يلامسون المجد صعوداً في يوم كانوا فيه الأروع ..أبناء الفيحاء يلامسون المجد صعوداً

* المجمعة - ناصر إبراهيم اليوسف
من البوابة الأصعب وفي الزمن الأخطر وفي المنعطف الأخير وفي مرحلة الحسم حيث الخيل الأصيلة تلحق تالي حقق الفيحاء بالأمس الصعود لدوري الدرجة الأولى فقد اختار نجومه الطريق الشائك للوصول لمبتغاهم فتحقيق الصعود من خلال صدارة دوري من ثماني عشرة مباراة لم يكن كافيا ولا مقنعاً إنما أراد أبناء الفيحاء أن يكون الصعود مختلفا ومن الطريق الأصعب والأطول ليكون له طعماً خاصاً ومذاقاً مميزاً ونكهة رائعة ولسان حال لاعبيه يقول (يا مدور الهين ترى الكايد أحلى) فكانت الدورة الثلاثية هي الحاسمة لتبرز الأقوى من بين الأقوياء فرغم ظروف الفريق الغريبة ودخول اللاعبين الاختبار الأصعب من خلال أعصاب مشدودة وأجساد مرهقة وضغط نفسي متواصل وفي المباراة الأخيرة التي لا تقل أنصاف الحلول فإما فوز وفرح وإلا انتظار موسم آخر وفرصة قد لا تعود وأمام فريق قوي نصب المتاريس الدفاعية بكل أشكالها وبحضور جماهيري فيحاوي لم يكن له مثيل آزر وشجع وساند وحول المدرجات الى الألوان الأجمل، البرتقالي والأزرق فكان نجوم الفيحاء أهلا للمسؤولية تخطوا التحدي بنجاح واجتازوا المباراة بهدفين للنجم القادم بسرعة الصاروخ (فهمي حريص) والظهير المبدع (ناصر حديب) هدفين هم الأغلى منذ عدة مواسم مع مجهود رائع من بقية اللاعبين الذين كان التصميم والروح شعارهم فحلقوا بشعار ناديهم ابداعاً وامتاعاً واخلاصا وحماسا يلامسوا عنان السماء في مساء كان فيه الفيحاء الأجمل والأروع والأبهج حيث عودته الى المكان الذي سوف يوصله بإذن الله الى حيث يجب أن يكون في الممتاز عن طريق دوري الدرجة الأولى الذي يشهد له بمكانة عالية ومنافسات سابقة متميزة. فبالأمس وبعد صافرة الحكم أطل الفيحاء بانتصار هو الأثمن منذ أكثر من خمسة عشر عاما كانت مليئة بالانتظار ليكون موعد الاحتفال ومواكب الفرح ودموع الانتصار ويتعانق رجال المجمعة وأبناء الفيحاء في مشاهد مؤثرة تزاحمت فيه العبارات وتعالت فيه لغة الكلمات واختلطت فيه المشاعر فقد كان يوما غير عادي تراقصت فيه نخيل بلد المليون نخلة طرباً وغردت فيه طيورها ابتهاجا وازداد جبل منيخ شموخاً ليردد صدى أهازيج أبنائه الذين صاغوا قصيدة الانتصار بقوافي مدادها تاريخ المجمعة الناصع وسطروها بحروف من ذهب على صفحات بيضاء نقية كنقاء قلوبهم، وتحول هدوء المجمعة الى صخب غير عادي اشترك فيه الجميع فقد أمسى الفيحاء أحد الصاعدين لدوري الدرجة الأولى رغم أنه وقبل نهاية الدوري بثلاثة أسابيع كان الصعود أشبه بالمستحيل (وإن كان حلماً يراود البعض)، فقد كان الفريق في نظر بعض محبيه للهبوط أقرب حيث هبت عليه رياح الغيابات والاصابات والايقافات مع استهانة البعض بقدرات ما بقي من لاعبيه حيث راهنوا على وداع الفريق لدوري الدرجة الثانية الى حيث الثالثة ولكنهم لم يعرفوا معدن لاعبيهم ولا معنى ارتداء شعار الفيحاء ولا سر الانتماء لهذا الكيان فلم يفتشوا في صفحات التاريخ ولا في أوراق المجد الفيحاوي ولم يقرؤوا سطور الحب الذي يملأ صدور أبنائه ولا التضحيات التي تميز رجاله ركن البعض للمحبطات ونسوا المحفزات تذكروا السلبيات وتجاوزوا الايجابيات ليكون لنجوم الفريق كلمة الفصل في يوم الحسم من خلال هدفين بطعم العسل استقبلتها شباك الوطني فاصدروا بهذين الهدفين عقوبة لكل من شكك في جدارتهم وشددوا العقوبة لمن تمنى هبوطهم وضاعفوها على من حاول التطاول على ناديهم وتجاوز حدوده فقد استفزت لاعبيه بعض التصرفات والكلمات لتدخلهم في صراع التحدي الذي خرجوا منه منتصرين بعد ما يقارب التسعة أشهر من الصراع والتنافس مع فرق تخطط للصعود وتبحث عما يبحث عنه الفيحاء وسط امكانات أفضل وتجارب أكثر وخبرة أوفر، تسعة أشهر من السفر والتنقل والمعسكرات بعيداً عن الأضواء والشهرة، لاعبون قدموا تضحيات كبيرة فكانت النتيجة قطفاً لثمار العطاء والجهد والعرق صعوداً مميزاً يعد انجازاً بكل المقاييس، وعملاً كبيراً يستحق الاشادة والثناء، وانتصاراً يدعو للفرح والاحتفال، ونقلة تاريخية يجب المحافظة عليها، فخلف هذا الانجاز عملاً كبيراً وتخطيطاً مسبقاً وقاعدة غنية لمعين لا ينضب من الرجال المخلصين والعاملين الأوفياء والمحبين الباذلين تسلحوا بالجد والاجتهاد والعطاء المتواصل المليء حباً وتضحية وإيثاراً من رجال وقفوا أنفسهم ونذروا جهدهم لهذا الكيان الفيحاوي فدفعوا من جيوبهم وضحوا بوقتهم وأعطوا من صحتهم متخطين الصعاب بطموح أكبر من المعوقات وأقوى من المحبطات دون كلل ولا ملل غير منتظرين لكلمة ثناء أو خطاب شكر دافعهم حب الفيحاء وتحمل أمانة مئات الشباب في النادي بعد أن اتفقوا على هدف واحد وهم رفع اسم الفيحاء فالقائمة أطول من أن تذكر والأسماء أكثر من أن تحصر خصوصا ممن هم قريبون من الفريق بعطائهم ومالهم فهذا الانجاز امتداد طبيعي لجهود الادارة المتعاقبة على هذا النادي فكل ادارة مكملة لما قبلها وتحصد جهد من سبقها وتزرع لما بعدها وهذا هو سر الفيحاء الكبير فلم نسمع ولم نشاهد إدارة أنكرت جهد من سبقها أو حاربت من أتى بعدها، كل يساهم ويعطي حسب جهده فلكل مرحلة رجال أوفياء ولاعبون مخلصون ومدربون متمكنون يجمعهم اسم الفيحاء فهو الثابت في هذه المعادلة تماما كما هو ثابت في قلوب عشاقه وراسخ بألوانه في أذهان أبنائه وإن كانت هذه المرحلة الأجمل فقبل سنتين صعد الفريق للدرجة الثانية واليوم للدرجة الأولى وغداً بإذن الله الى مكانه الطبيعي في الممتاز، فقد واكب هذا الانجاز وجود هذه الادارة الشابة التي يأمل الجميع أن يكون هذا الصعود حافزاً لها وتشجيعا لعطائها وداعما لتوجهاتها فقد كانت فال خير على الفيحاء حيث تحقق الصعود في ظل ظروف أكثر صعوبة وإن كان أبناء الفيحاء قد اعتادوا على كسب المواقف الصعبة لكونهم يعرفون جيداً أنهم ينتمون لنادي النخبة النادي الذي من السهل دخوله القلوب ولكن من الصعب أن يخرج منها فالفيحاء مغروس في خاصرة الزمن وجذوره في عمق التاريخ الرياضي فليس حالة طارئة وليس غريباً على الانتصارات فهو كيان شامخ مولود من ذهب امتدت بطولاته في جميع الألعاب الفردية والجماعية والمسابقات الثقافية والاجتماعية فهو النادي الأكثر تميزاً في بلادنا وقد لا يدرك ذلك إلا من يعيش بين جنباته ويعرف أسراره أو يتحمل المسؤولية في رعاية الشباب أو أحد الاتحادات الرياضية ليقدر قيمة الفيحاء وعطاء وتميز رجاله ومثالية أبنائه فلا تطاول على الآخرين ولا خروج على الروح الرياضية ولا استفزاز يتجاوز حدود الأدب إنما سمو في الأخلاق وروح مثالية عالية ومبادئ رفيعة وارتقاء عن سفاسف الأمور، محاضرات دينية وندوات أدبية وأمسيات شعرية ونشاطات اجتماعية لا تشاهد مدخناً ولا تسمع مالا يليق ولا تلاحظ مستنكراً وهذا ليس غريباً على نادي تخرج من بين أركانه رجالا كانوا الأبرز في حمل مشعل العلم والادب والثقافة والشهادات العالية والمكانة الاجتماعية الرفيعة والمناصب الادارية البارزة ليقدموا من خلال كل ذلك عطاء سخياً للوطن. فالفيحاء وهو يحقق الصعود يضيف صفحة جديدة من صفحات التميز الرياضي والثقافي والاجتماعي فتاريخه حافل بالمجد والصفحات المضيئة الخالدة ومن تلك الصفحات زيارة الأمير الراحل فيصل بن فهد لنادي الفيحاء عام 1395هـ وكان من أول الأندية التي زارها لمكانة الفيحاء في قلب سموه رحمه الله. كذلك ولتأكيد مقدر تميز الفيحاء وأنه نادي النخبة اختاره أعضاء مجلس الشورى ليكون محطتهم الأولى بين الأندية السعودية أما أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين وأبرز الأدباء والمفكرين والشعراء الذين زاروا الفيحاء فقد تطول القائمة بذكرهم وما سجلوه في سجل الزيارات من عبارات لا تغيب عن الذاكرة. لذلك يجب أن يتذكر أبناء الفيحاء دائما أنهم ينتمون لنادي النخبة، حب كبير لناديهم دون الإساءة للآخرين، احتفالات دائمة ومناسبات سعيدة، وفاء لناديهم وفخر بماضيهم وفرح بحاضرهم وتخطيط لمستقبلهم، اهتمام بأمور ناديهم دون الالتفات للمتربصين بهم، أو الساعين الى الصعود على أكتافهم.
فألف مبروك لجميع الفيحاويين بجميع فئاتهم ولجميع رجال المجمعة بمختلف توجهاتهم هذا الانجاز المشرف الذي ينقل الفيحاء الى حيث يجب أن يكون الممثل الشرعي لمدينة المجمعة ليتواكب مع تطور هذه المدينة والنقلة الحضارية التي تعيشها والمكانة الرفيعة لها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved