Friday 23rd April,200411530العددالجمعة 4 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

زيتون القريات غزارة في الإنتاج وكساد في التسويق زيتون القريات غزارة في الإنتاج وكساد في التسويق
المزارعون يؤكدون حاجتهم لتوجيهات مرشدي الزراعة

  * القريات - هاشم ابوهاشم -تصوير - حمدان حسين:
الزيتون يعتبر محصولاً ذا مردود مالي مقارنة بما ينفق عليه اذ إن الشجرة منه الا تأخذ الا النزراليسير مما يعطي لأي شجرة اخرى.. ولكن القريات اصبحت اليوم الارض التي نجحت فيها زراعة الزيتون وحققت انتاجية عالية لا تقارن بأي منطقة اخرى وذلك لسببين رئيسيين هما: برودة الجو وانخفاض الحرارة الى مادون الصفر وامتدادها الجغرافي لدول حوض البحر الابيض المتوسط.
وهاهي القريات اليوم واحة خضراء تحتضن اكثر من (ثلاثة ملايين شجرة) وهذا الرقم هو العدد الاجمالي للاشجار التي تم غرسها حتى الآن وامام هذا النجاح وهذا الاقبال والحماس الذي يدفع المزارعين لزراعة هذه الشجرة المباركة (حرصت الجزيرة)على اعداد هذا التحقيق والذي رغبنا ان نضمنه تعريفا بشجرة الزيتون.. اين عرفت ومتى ومن أي فصيلة هي؟ بالاضافة الى كل ما يهم ويبحث عنه القارئ حول هذا الموضوع.
الزيتون:
شجر مثمر زيتي من الفصيلة الزيتونية ويعتبر من اقدم النباتات التي عرفها الإنسان وغرسها واستثمرها واستخرج زيتها واستعملها في كافة الأمور،، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم في اكثر من سورة كما ذكرت في التوراة والانجيل.. وروي عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله (كلوا الزيت وادهنوا به فأنه من شجرة مباركة) وهي شجرة معمرة ويصل ارتفاعها لعدة امتار مستديمة الخضرة واوراقها رفيعة منتظمة الترتيب متقابلة على الاغصان وتمتاز بالكثرة.. وهناك فرق بين الزيتون البري والزيتون المثمر بكون الصنف الاول اوراقه ادق واقصر.
وتنتشر زراعة الزيتون في كثير من دول العالم وعلى الأخص دول حوض البحر الابيض إذ ان هذه الدول تشكل ما نسبته 98% من إجمالي ناتج العالم من زيت الزيتون ومن أهم البلدان المنتجة للزيتون اسبانيا وايطاليا واليونان وتركيا والمغرب وتونس وفلسطين والاردن وسوريا ولبنان وشمال المملكة وتمتد زراعة الزيتون بين خطي عرض 44-27 شمالا و15-44 جنوبا وافضل المناطق التي تجود بزراعة الزيتون التلال والاراضي المرتفعة.. وتتحمل شجرة الزيتون درجات الحرارة المنخفضة.. اكثر من اي شجرة فاكهة مستديمة الخضرة كما وتتحمل درجة الحرارة المرتفعة صيفا كما ان الصيف الطويل يساعد على زيادة كمية الزيت ونسبته في الثمار.
وتنمو اشجار الزيتون في جميع انواع الارض وتتحمل مساوىء الارض رديئة التهوية ويمكن ان تنمو في الاراضي الفقيرة غير العميقة وكذلك الاراضي الضحلة كما انها تنمو في الاراضي (المالحة)كما انها وبقليل من الماء تعطي محصولاً معتدلاً.
زيت الزيتون
زيت الزيتون من افضل الزيوت النباتية القابلة للأكل ويحتل مكانة هامة في كثير من البلدان المنتجة (ونجد انه بالقريات ما من منزل يخلو من زيت الزيتون او الزيت والزعتر، ويتكون الزيت منذ العقد وحتى موعد القطاع ويلاحظ ان كمية الزيت في الثمار تتأثر بعدة عوامل منها:
- كلما كبرت الشجرة عمراً ازدادت كمية الزيت.
- كلما ازداد تلون الثمر باللون الأسود زادت كمية الزيت.
- المناخ السائد له تأثيره على كمية الزيت.
وهناك عوامل اخرى كتطور المعصرة والري والعناية بالشجرة من تسميد وتقليم.
الشتلات والثمار
ويمكن اكثار الزيتون (الشتلات) بعدة طرق منها استعمال البذور بعد نقع الثمر بالماء وهرسها وفركها بالرمل ثم تحفظ النواة في رمل رطب.
- العقل الطرفية.
- العقل الخشبية.
- الاكثار بالسرطانات.
- الاكثار بالتطعيم.
وتصل الثمار مرحلة النضج بعد 6-8 شهور من التزهير اذ ان الثمار تصل الى اقصى وزن واعلى معدل من الزيت حين يتحول لون الثمر الى اللون الاسود خاصة لاصناف الزيت اما للتخليل فيجب قطفها قبل تحول لونها من الاخضر الى الأسود.
وأصناف الزيتون اسكلانو، نوسيلار، فرانيتو، سيراسولا، النابالي المحسن وهي الشجرة المغروسة بالقريات وتعطي انتاجية ممتازة.
وهناك اصناف عديدة منتشرة في سوريا والاردن وفلسطين منها (الخضرين والمعرين والمجهول الصوراني، والجلط)
الزيتون في الطب
مغذ مدر للصفراء، مفتت للحصى، محارب للامساك مفيد لمرضي السكري، والدمام، وفقر الدم والاكزيما، وتشقق الايدي من البردن والكساح، وتساقط الشعر، والعناية بالجلد.
غرس الزيتون بالقريات:
تجمع الآراء على ان شجرة الزيتون ثم غرسها في القريات منذ عام 1400 هـ ولو انه سبق غرسها ولكن بشكل محدود وهذا في العصر الحالي اما في التاريخ القديم فأن هناك دلائل على غرس الزيتون بالقريات واستثماره.
ويلاحظ ان الزيتون لا يثمر كل عام.. اذ ان هذه الشجرة تحول سنة وتثمر سنة وان اثمرت فان محصولها قليل جدا لذلك العام.
ولكون القريات احتفلت قبل عدة اشهر بجني ثمار الزيتون كان (للجزيرة) لقاءات مع المزارعين حدثونا عن تجربتهم مع الزيتون . حيث قال رجل الاعمال الاستاذ -يوسف بن محمد العجاج مالك احدى معاصر الزيتون ومزرعة بالقريات.
يقول: محصول مزرعتي هذا العام يتجاوز الخمسة عشر طناً وسبق وان عصرت المحصول وحصلت على 150 تنكه زيت والانتاج بالقريات طيب ولله الحمد.
وتكمن المشكلة بعملية التسويق حيث تقف في طريق انتاجنا وتجعلنا لا نتحمس اكثر فالبلد مكتفية ونطالب شركة المنتجات الغذائية بتنفيذ مصنع تعبئة وتخليل الزيتون الذي حصلت على تراخيصه، واضاف العجاج قائلا : اعرف تماما ان اهالي المدن يميلون كثيرا الى زيتون وزيت القريات كونه منتجا محلياً، وايضا كما هو معروف ان زيتون القريات صنف النابالي المحسن الممتاز الوفير الانتاجية.
واختتم العجاج حديثه للجزيرة بقوله: اتمنى ان تحظى زراعة الزيتون بالدعم والتشجيع من قبل وزارة الزراعة كونها تحتاج الى مؤازرة تحقق تطلعاتنا وانتشار هذه الزراعة بشكل مدروس ومنظم.
وقال المزارع نايف بن فندي الفندي: لدي بمزرعتي اكثر من 300 شجرة البها مثمرة وانتجت مزرعتي هذا العام 13 طنا من حب زيتون, اتيت بمحصولها الذي خصصته للعصر اما الحب الاخضر المخصص للكبس فقد بعنا الكيلو جرام ب_2 ريال.
والقريات مكتفية والتسويق مشكلة والعرض اكثر من الطلب، لهذا نضطر لتكديس محصولنا او بيعه بسعر قليل، وهناك منافسه من زيوت مستوردة غير متكافئة الجودة مع انتاجنا وتمنى الفندي ان يعطى المزارع حوافز تشجيعية وكذلك التوجيه والنصح للمزارعين وقال: كما سمعنا مؤخرا ان احدى شركات المنتجات الغذائية الوطنية طلب وفق اعلان لها 10 اطنان زيتون وذلك ليشتروا الكيو بريال ونصف فاين هو التشجيع.
كما التقت الجزيرة مع المزارع رفيد جدعان اللحاوي حيث قال محصول مزرعتي هذا العام اكثر من 30 طنا وسبق وان عصرت المحصول وحصلت على اكثر من 220 تنكة زيت ونرى ان القريات مازالت بحاجة الى عدة معاصر للزيتون وتواجهني وتواجه الجميع مشكلة عملية التسويق، فترى معظم اهالي القريات يعتنون بهذه الشجرة وتجد ان محصوله مكدس، ولدينا اشجار كثيرة لم تثمر حتى الان فكيف يصبح الوضع لو اثمر ما يقرب من مليون ونصف مليون شجرة زيتون.
وكم نتمنى ان نجد شركة تتولى شراء محاصيلنا او تسويقها في الداخل. واضاف سبق وان قمت ببيع اكثر من 60 تنكة لاناس بالرياض لكونه مرغوبا فيه هناك.
واختتم اللحاوي حديثه قائلا : ان هناك من يرتكب اخطاء من المزارعين بجني المحصول قبل وقته،، وايضا لابد ان يعرف الجميع ان الزيتون ذا اللون الأخضر مخصص للكبس.
والزيتون الذي تحول لونه الى الأسود فهو مخصص للعصر؟
كما التقت الجزيرة مع المزارع فرحان فنطول الخضير كزارع قرية العقلية يقول لدي 1200 شجرة زيتون البعض منها مثمر وقد جنيت منها هذا العام ما يزيد على 25 طناً للعصر.
اماالشجر الباقي ففي طور اكتمال نموه ليثمر.. وارى ان انتاج العام الماضي اقل كون الزيتون يعطي عاما ويقل في العام الذي يليه وهكذا هو الحال.
ويضيف المزارع الخضير بان اغصان شجر الزيتون قد تكسر من ثقل الحمل والشجرة بالقريات تعطي انتاجية عالية.
ويشير الى ان عملية التسويق هي المشكلة التي تواجه المزارعين وان محصول القريات من الزيت والزيتون يغطي نسبة كبيرة من احتياج السوق المحلي. ويطلق مثلا دارجا وهو يضحك اهل القريات اصبحوا مثل (بايع التمر على اهل خيبر) وخيبر مشهورة بالتمر فنحن اصبحنا نجلب زيتوننا على بعضنا.
واختتم حديثه للجزيرة قائلا: زراعة الزيتون حققت نجاحا منقطع النظير ولهذا فان الحاجة ملحة لايجاد وسيلة تسويق لايصال منتجاتنا الى مناطق المملكة وكذلك مصنع للتعليب والتخليل فبدلاً ان نستورد من الخارج فبلادنا خيرها فيها ونتمنى من شركة المنتجات الغذائية المبادرة بتنفيذ مصنعها.
مشتل خاص
ولاستكمال جوانب الموضوع كان (للجزيرة) هذا اللقاء مع رجل الاعمال ومالك احدى معاصر الزيتون الاستاذ عثمان اليوسف صاحب مشاتل ومالك اكبر مزارع الزيتون بالقريات حيث اشار في مستهل حديثه ان زراعة الزيتون اصبحت نشاطا زراعيا قائما ومهما جدا في حياة المزارعين بالقريات, واصبحت القريات تمثل الحقل الاول بالمملكة لهذا المحصول ونظرا لاهتمام المزارع بشجرة الزيتون وتسهيلات للحصول على شتلات مناسبة وذات انتاجية عالية قمت بأنشاء مشتل تتوافر فيه كافة انواع الاشجار المثمرة وبتركيز خاص على الزيتون ومن خلال الاستعانة بكفاءات على مستوى عال من الخبرة والدراية.
ونستنبت الشتلات في الموقع دونما حاجة لاستيرادها وطاقة المشتل تصل الى اكثر من (نصف مليون) سنويا وقمنا بإرسال كميات الى خارج القريات والشتلة المستنبتة هناك يناسبها الجو وفي تربتها الطبيعية وتأقلمت مع الاجواء السائدة بالقريات.
واضاف اليوسف قائلاً لدي حاليا بمزرعتي اكثر من 900 شجرة البعض منها مثمر
والبعض الاخر في طور النمو وقد حصلنا منها هذا العام على مايزيد عن (150) طنا خلاف ما خصص للكبس مع ان لي تجربة في الكبس العام الماضي، اذ قمنا بكبس (2000) تنكة وعانينا في تسويقها.
وفي تصوري ان بالقريات اشجار زيتون تتجاوز (ثلاثة ملايين) شجرة، وهذا الانتاج في تصاعد كل عام والامر يتطلب بحثا عن كيفية ووسيلة للتسويق تحقق للمزارع مداخيل مالية وعوائد تجعله يعطي بسخاء وكون ان سوق القريات او المناطق المجاورة مكتفية ولابد من مصنع للتعليب والتخليل.
فالذي ألاحظه ان قيام كل فرد بكبس محصوله غير مجد وكذلك اعتدنا في العبوات الحالية التنك وهي كبيرة الحجم والتجار يبحثون عن العبوات الصغيرة التي يقبل عليها المستهلك وفي تصوري ان وجود مصنع له حسنات كثيرة.
اولها تشجيع للمزارعين وتحفيز لهم بتصريف محصولهم ثم التعبئة تكون بطريقة آلية وكذلك توفر الشروط الصحية.
هذا واعتقد بل اجزم ان انتاج القريات من الزيتون والزيت يضاهي المستورد بل افضل منه.
نعم للمنافسة ولكن البقاء للاصلح والاجود فلابد من وجود مصنع يتولى تنفيذ كل هذه الاعمال وعلى ضوء ما اشاهد فان زراعة الزيتون بالقريات تمثل حاليا نشاطا رئيسيا للمزارع لذا فانني اتمنى على وزارة الزراعة ايجاد كوادر تتولى توجيه المزارعين وتقدم لهم النصح والتوجيه وكذلك اختيار الاصناف المحسنة وعقد الندوات وحثهم على استخدام الميكنة في عملية الجني ومواعيده والاساليب الحديثة في هذه الزراعة الهامة جداً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved