|
|
| |
يمر المجتمع العربي بمرحلة حرجة جداً، فلا واقعه مُرْضٍ لأفراده وجماعاته ولا طموحه موجود ونَشِطْ، يمكن تعلّق الرجاء به؛ حتى يحقق آماله، ويقوم بتفعيلها في سبيل النهوض بهذا الواقع، وذاك الطموح في حركة الحياة العامة. وإذا كان الواقع الفكري في هذا المجتمع مشهودا له بالرثاء لغلبة الكلام على الفعل، والمثالية على الواقع، والآلام على الآمال؛ فإن على المفكر العربي أن يقوم بمسح فعلي في ميدان مجتمعه ويسأل: لماذا تغلب السلبية على الحياة العربية العامة؟ ولماذا يظل الفرد من أفراد هذا المجتمع يدرك الحق ويسكت! ويعلم الصواب ويخطئ! ويعرف الحقيقة وينكرها! كل ذلك يشهد عليه الصمت العربي العام في قضايا الأمة الحاضرة مثل الذي يحدث في كل من العراق وفلسطين! أو قضايا الأمة الاجتماعية والإعلامية والعلمية والاقتصادية والثقافية التي تمس واقع الذات العربية، في حين يقوم العالم بتفعيل سياسات القوى العظمى من أجل استخدام العرب كأمة تملك الثروة، وهي مدينة، ولديها الاستراتيجية الجغرافية، وتحرس حدودها قوى أجنبية، ولديها الروحيات والمقدسات وعوامل كثيرة أخرى لها صلة بالقوة الذاتية من إيمانية وعلمية وثقافية واقتصادية وإنسانية عامة، وشعوبها مغلوب على أمرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إن الفكر العربي ذو واقع مرير ومؤلم؛ جداً، فلا ساسته أقوياء بصنع القرار -وأقرب مثل عليه اختلافهم على انعقاد القمة- ولا علماؤه قادرون على توجيه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -على سبيل المثال- ولا شعوبه بحيوية يمكنها من تفعيل النشاط العملي في رحابه حتى ينعدم التسول والبطالة من على ساحتها الإنسانية والاجتماعية!! إن أمتنا تملك المقدرات بجميع الأنواع والصنوف، ولكن المردود سلبي! وتملك الإيمان ولكن بلا ورع، وتملك الأسباب ولكنها لم تعمل بهذه الأسباب ؛ وتملك الأموال ويوجد بين أفرادها البخل والتبذير والإسراف والسفه، فأيُّ واقع اجتماعي هذا؟ وأين طموحات الفكر وعوامل العلم والإيمان؟ التي نأملها من الجميع، والناس بين عجزٍ وفقر وتفلت وإذلال؟!! أو بين غفلةٍ وجهلٍ واندحار؟!! لقد آن للفكر العربي أن يفيق، وعلى قادته الأخذ بزمام المبادرة في عرض واقع الحال إلى أولي الأمر كي ما يتم إصلاح حقيقي وتصحيح واقعي، وينجلي الأمر عن حق، وينداح المسار الاجتماعي العام إلى حياة جديدة تخلو منها عقبات الحياة العملية والعلمية والمادية والاقتصادية والأدبية والدينية. لأن ثمة أجيالا صاعدة، فما أعددنا لمستقبلها، وهَيَّأنا لآمالها؟ وأين التمهيد لحياتها القادمة، التي يأمل آباؤهم وأولياء أمورهم أن تكون حياة كريمة، ودنيا هنية، وعملا فعالا وعلما نافعا، في مستقبلها وغدها!!. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |