Sunday 25th April,200411532العددالأحد 6 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
ضحايا.. سوق الأسهم
عبدالرحمن بن سعد السماري

أسعار الأسهم هذه الأيام.. أشبه بالمجنون الذي يقفز ثم يسقط.. ولا يزال كذلك حتى يطيح أو يركض بدون توقف..
** أسعار الأسهم (طارت) ووصل المؤشر إلى أرقام قياسية لم يصل لها في تاريخه.. وضخ مليارات الريالات في الأسهم.. ودخل مستثمرون جدد في هذا السوق.. وهم أجهل الناس بالأسهم.. لدرجة أن بعضهم لا يعرف كيف ينطق (محفظة أسهم) فينطقها.. ساعة (حافظة) وأخرى حفيظة.. وثالثة حفَّاظة وهكذا.. بل إنه في كل مرة.. ينطقها باسم مختلف..
** دخل هؤلاء سوق الأسهم بمبالغ كبيرة.. وصاروا مكسباً للهوامير الكبار وللمحترفين.. الذين يعرفون كيف ينقضون.. ويعرفون كيف يهربون.. بل إنهم يتلاعبون في السوق على كيفهم..
** تخيَّل.. سهم في شركة واحدة.. الفرق بين الافتتاح والإغلاق.. أو ما بين أقل وأعلى سعر.. أكثر من مائة ريال للسهم الواحد.. وهذا.. رقم عالٍ جداً.. ويظهر أن العملية غير مؤسسة.. ولو كان الفرق ريالاً أو حتى خمسة.. لهانت المشكلة..
** تخيَّل.. شركة كان سعر سهمها.. أقل من عشرة ريالات..
** واليوم.. يقارب المائة.. كيف ذلك؟
** اليوم.. دخل مئات المستثمرين الجدد.. وتحوَّل الكثير الى مضاربين.. وبعض الموظفين أخذ اجازة.. وبعض موظفي القطاع الخاص.. ترك وظيفته.. وبعض سائقي الليموزين والتكاسي (قرَّش) السيارة وعسكر في البنك..
** وبعض الموظفين.. انقطع فجأة عن وظيفته.. فيما شهدت البنوك عمليات استدانة متلاحقة من أجل الحصول على (كاش) والمضاربة بها في السوق..
** أما بعض النساء.. فقد (بعن) ما تيسر من المجوهرات وسائر ما يمكن.. ودخلن في السوق.. وخذ بيع.. وشراء.. ومضاربة بالاسهم..
** مشكلة البعض.. أن عنده سكر وضغط.. والمسألة.. ليست هينة.. إما مكسب (50%) أو خسارة (70%) في أيام بسيطة.. والبعض الآخر.. مهيأ لهذه الأمراض ببساطة..
** والمشكلة.. أن بعضهم.. لديه (كاسترول) في الدم.. وبنسبة مرتفعة جداً.. وهو مؤهل لجلطة في أي وقت.. ومع ذلك.. فهو يفحط في البنك بكل قوة.
** وبعضهم.. باع بيته.. وبعضهم.. باع السيارة وصار يأتي في تكسي..
** وبعضهم.. استدان.. وبعضهم تسلَّف.. وبعضهم.. يُضارب له ولغيره.. بمعنى.. أنه يشتغل لأكثر من شخص.. وقد حصل على مبالغ منهم.. وقد نترقب مشاكل مالية وقضايا في المستقبل تبعاً لكل ذلك..
** أتوقع.. أن تكون نتيجة هذه المضاربات المتسارعة المخيفة.. كالتالي:
** أولاً: زيادة الإصابات بالسكر والضغط والأزمات القلبية.. وعلى العيادات والمراكز المتخصصة.. الاستعداد لذلك..
** كما أن على مراكز الطوارئ.. التحسب لحالات جلطات أو سكتات مفاجئة لهذا السبب..
** ثانياً.. زيادة عدد المفلسين وطالبي صكوك الاعسار.. بعد أن يلفظهم السوق.. لأن أكثر المضاربين اليوم.. هم مستثمرون جدد.. ومن فئة (العليمية) والأسواق المالية.. لا تحتمل (العليمي) أبداً.. وفوق ذلك.. هناك هوامير مهمتهم شفط ما لدى هؤلاء من (طفسة) وكذلك زيادة عدد العاطلين لاحقاً.. من ضحايا سوق الأسهم.. (وقَرْشُوا مواتركم) و(سَلْسْلُوا.. حتى اسطوانات الغاز)..
** ثالثاً: زيادة القضايا والمشاكل في الشرطة والحقوق المدنية والمحاكم.. لأن هناك (أسلاف) و(ديون) و(شراكات وهمية) واتفاقات كلامية.. وكلها أو أكثرها.. سيتبخر.. وتظهر الحقيقة.. وعندها.. سيدخل هؤلاء في مشاكل واتهامات.. و..و..
** رابعاً.. قد يصنع ذلك.. بعض الوعي الاستثماري.. وقد يقود ذلك.. إلى جوانب إيجابية ولكن.. بعد أن يقع الفأس في الرأس..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved