Sunday 25th April,200411532العددالأحد 6 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستشفى الملك فيصل التخصصي مستشفى الملك فيصل التخصصي
د. عبدالإله ساعاتي

شهد عام 1390هـ بداية انطلاقة تشييد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عندما وضع الملك فيصل - يرحمه الله- حجر الأساس لإنشاء هذا المستشفى الذي افتتحه الملك خالد -يرحمه الله- في 12-4-1395هـ؛ ليكون صرحاً طبياً عملاقاً وواجهة حضارية رائدة منذ إنشائه وحتى الآن وإلى ما شاء الله بإذنه تعالى.
وعلى امتداد تاريخه الحافل بالمنجزات الطبية الريادية ظل هذا المستشفى العملاق مركز إشعاع طبي أسهم في مد مظلة الرعاية الصحية الطبية التخصصية لأبناء الوطن، وشكل محوراً حيوياً في المنظومة الصحية الوطنية، وحجر زاوية لمقتضيات الأمن الصحي في البلاد.
وظل هذا الصرح الطبي العتيد مركزاً مرجعياً يضاهي أرقى المراكز الطبية على مستوى العالم، ولقد تواصلت منجزاته بالمقاييس الدولية التي كثيراً ما أدخلت في نفوسنا كمواطنين دواعي الفخر والاعتزاز أمام العالم.
وفي الكثير من المؤتمرات الخارجية التي شاركت بإلقاء محاضرات فيها كان اسم ومنجزات هذا المركز الحضاري الخلاق تسبقني وتبعث في نفسي دواعي الفخر والاعتزاز.إن مستشفى الملك فيصل التخصصي بحق من أبرز معالم بلادنا الغالية، وشموخه ومنجزاته شاهد حي على اهتمام ولاة الأمر بصحة الإنسان وعلى حضارية الرؤية السعودية.بل إن في وجود هذا المركز الطبي الحضاري العملاق واستمرار عطاءاته الطبية الرائدة أبلغ ردٍّ على أرجاف المغرضين الذين ينفثون تساؤلاتهم الحاقدة حول عائدات النفط.
ومن هذا المنطلق، فإن علينا أن نحرص على هذا المكتسب الوطني العظيم، وأن نرتقي في تعاطينا معه.
لقد حقق المستشفى إنجازات كبيرة لا يسع حيز المكان لذكرها، ولكن لعل حرص إدارة المستشفى على الخروج من داخل أروقتها لتصل إلى المواطنين حيث يقيمون في مناطق المملكة المختلفة من خلال تقنيات الطب الاتصالي، ومن خلال العيادات المتخصصة يعد - في تصوري- أحد الإنجازات الرائدة المشكورة؛ حيث وصلت المستشفى بخدماتها التخصصية إلى المرضى في مقار إقامتهم في مختلف أرجاء البلاد.
وكان المستشفى قد حقق نقلة نوعية كبيرة عندما دشن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في يوم 11-4-1416هـ مشروع ربط المستشفى بالمراكز الطبية المتخصصة في الولايات المتحدة عبر الأقمار الصناعية، وتحدث- يحفظه الله- على الهواء مباشرة بالصوت والصورة مع أحد الأطباء السعوديين المبتعثين من قِبَل المستشفى أثناء قيامه بإجراء عملية جراحية بأحد المراكز الطبية الأمريكية الكبرى.
ولقد راقني قرار مجلس الشورى رقم (109-75) الصادر في 1-2- 1425هـ الذي أكد على ضرورة التوسع في إنشاء العيادات المتخصصة في مستشفيات وزارة الصحة بالتعاون بين الوزارة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لتقديم الرعاية الصحية المتخصصة للمرضى في أقرب مكان لإقامتهم.ولقد جسدت المستشفى حقيقة أن المرضى من الخارج يفدون إلى المملكة طلباً للاستشفاء، بعد أن كنا إلى عهد قريب لا نجد ملاذاً طبياً تخصصياً سوى في خارج البلاد.ولعل آخر ما قرأتُ في هذا الصدد خبر نشر في الصحف قبل أيام عن نجاح عملية زراعة رئتين لمريضة من دولة الإمارات العربية الشقيقة، فالعملية دقيقة وكبرى، والمريضة قدمت من دولة أخرى لإجرائها في هذا المستشفى العملاق، فلقد اختارت هذا المستشفى دون مستشفيات العالم.كما أسعدني مؤخراً نبأ تعيين مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مركزاً متعاوناً مع منظمة الصحة العالمية للوقاية من السرطان ورعاية مرضاه. وهذا الاعتراف المتجدد يؤكد المستوى العالمي للمستشفى.ولا ريب في أن مركز علاج الأورام بالمستشفى يعد مركزاً رائداً وعريقاً، فقد عالج أكثر من (52.500) مريض مصاب بالسرطان، وهو عدد كبير بالمقاييس الدولية، كما أجرى (1.411) عملية زراعة نخاع حتى نهاية عام 2003م، وإجمالاً بلغ عدد عمليات زراعة الأعضاء والخلايا (2.455) عملية، وهذه العمليات لا تجرى سوى في المراكز الطبية العالمية. ولقد ظل هذا المستشفى على مدى نحو ربع قرن يقوم بعلاج الحالات المستعصية التي تحال إليه من مختلف مناطق المملكة.وظل المستشفى مركزاً رائداً لإعداد وتطوير القوى العاملة الصحية الوطنية، ولا سيما الكوادر الطبية. ولقد عايشتُ من خلال عملي السابق كمدير عام للتدريب والابتعاث بوزارة الصحة الدور الكبير الذي يضطلع به المستشفى في تدريب الأطباء والفنيين الصحيين السعوديين.
فلهذا المستشفى مبادرات رائدة في مجال تنمية القوى البشرية الصحية، بل إنه (مدرسة) تخرج منها الكثير من الذين انتشروا بعد تخرجهم مسلحين بروافد العلم والمهارة الطبية في مختلف أرجاء الوطن، ينثرون خبراتهم علاجاً شافياً للمرضى، وابتعث الكثيرون إلى أرقى المراكز الطبية العالمية.
والواقع أن إنجازات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لا يمكن حصرها في مقال، وتظل هذه مجرد أمثلة محدودة لمعطيات ضخمة.
ولقد تعاقب على إدارة المستشفى شخصيات متميزة، أذكر منها معالي الدكتور فهد العبد الجبار، وهو من الشخصيات التي أعتز بها؛ حيث استطاع بما يملك من قدرات أن يقود المستشفى إلى ميادين التطور، ثم انتقل إلى الشؤون الصحية بالحرس الوطني؛ ليحيل المستشفيات إلى مدن طبية تضاهي ما هو موجود في دول العالم المتقدم.ثم تولى الدكتور أنور الجبرتي بما عُرف به من فكر نيِّر وتجربة رائدة في الشأن الصحي لا تزال بصماته واضحة في الكثير من المنجزات الماثلة عندما كان يشغل منصب وكيل الوزارة المساعد ثم وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير بوزارة الصحة.ولقد واصل الدكتور الجبرتي قيادة المستشفى في مسيرة الرقي والتطور بنجاح ملموس، وامتاز بحرصه ليس فقط على تحقيق التطور المادي، وإنما أيضاً على تحقيق التطور البشري؛ حيث قام بصناعة جيل قيادي سعودي جديد، فأصبح شباب الوطن يقودون مستشفى الوطن بنجاح يدعونا إلى المزيد من الفخر والاعتزاز بهم وبالمستشفى.
إنجازات عديدة حققها المستشفى بقيادة الدكتور الجبرتي يصعب حصرها، وللحقيقة فإن جميع هذه الإنجازات الرائدة التي حققها المستشفى لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً، ثم دعم واهتمام ولاة الأمر، يحفظهم الله.
وللحديث بقية...

www.Dr-abadalelahsaaty.com


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved