Sunday 25th April,200411532العددالأحد 6 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أيها (المغرر) بك يا (طائش) الرأي هذه رسالتي لك أيها (المغرر) بك يا (طائش) الرأي هذه رسالتي لك

تابعت ما تنشره صحيفتنا الرائدة الجزيرة حول ما تقوم به الفئة الضالة وفي الحقيقه منذ أمد بعيد وأنا اريد الكتابة ولكنني اتردد لا لكون الامر لا يهمني فهو يهم كل مسلم غيور على امته ولا لكوني لا استطيع الكتابة ولكن عندما قرأت مقالات كثير من العلماء الأفاضل واهل الرأي والفكر ترددت كذلك واني قد جادت قريحتي بقصيدة ولم أظهرها بل وضعتها بين طيات كتبي وثنايا أوراقي وكتاباتي الخاصة.
ولكن بعد أن قرأت تلك التغطيات التي تميزت بها صحيفة الجزيرة عن متابعة الأحداث الاخيرة وبعد أن تناولت الوسائل الإعلامية تلك الأخبار لافعال شنيعة تقوم بها (طغمة فاسدة) تروع الآمنين وتنتهك حرمات أرواح المؤمنين حتى تجاوزوا كل حدود القيم والأخلاق الاسلامية وانتقلوا من قتال برصاص ومسدسات الى اطلاق القذائف الصاروخية على رجال الأمن وسط بيوت ومساكن الآمنين، إلى ايقاف دوريات أمن الطرق التي تساعد الناس وتؤمنهم فيقتلون الضباط ويحرقون السيارات ويعتدون على حرمات وممتلكات الدولة، حقا انها لقرمطية حديثة، ومفسدة عظيمة وفتنة موقدة. وقد أيقظها اعداء الله بهذه الديار الطاهرة الآمنة -حماها الله- وهذه الأفعال الشنيعة ليست عادة ولا خلقا لابناء الإسلام في هذه البلاد.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الفتنة نائمة لعن الله موقظها) ويقول (ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا).
وهنا أريد أن اطرح سؤالا وأبين وأظهر حقيقة: ما وجه الحق في قتل الأبرياء سواء كانوا رجال أمن أو مواطنين او رجال حسبة، ام مستأمنين أتوا لهذه البلاد طلبا للرزق والعمل؟ ليقل القائل فيهم ما يشاء، فإن ولي الأمر ينظر بعين البصيرة والمصلحة العامة للوطن والمواطن والمقيم وقد خفيت هذه الحقيقة على كثير من الناس ومنهم هذه الفئة الضالة التي لا تميز الحق من الباطل ولا تتثبت من أمورها، بل تنساق خلف الأهواء وقلة العلم والتضليل.
على الانسان الذي يدعي الغيرة على الإسلام وأهله قبل الاقدام على قتل الناس أن يتذكر قول الله سبحانه وتعالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.
فلينظر الفاعل الغيور: هل بارك الله فعله هذا؟ ام هدده وتوعده؟ هل سيكون بقتله المؤمنين من الذين يقال فيهم سلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار؟ ام يقال لهم سلام قولا من رب رحيم؟
لا والله ثم والله ثم لا والله، لم يحصل في ذلك شيء، بل جزاؤهم جهنم خالدين فيها، وغضب الله عليهم، ولعنهم، واعد لهم عذابا عظيما.
انها نتيجة خاسرة بلا شك أو ريب، فالدنيا إن ضاعت، فهناك آخرة قال الله فيها {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى} أما إن ضاعت الآخرة فذلك هو الخسران المبين والكسر الذي لا يجبر، فنسأل الله العفو والعافية وان نعود لرشدنا.
لا أريد الاطالة فلدي الكثير والكثير لو أردت ان اسطره، ولكن لنرجع بعقولنا وحكمتنا وافكارنا السليمة إلى العصر الأول للدولة الإسلامية ولنأخذ قتلة الخلفاء الراشدين -عمر وعثمان وعلي- رضي الله عنهم أجمعين ونناقش ما فعله قتلتهم ونضعه بميزان الحق والعدل، هل قدموا هؤلاء القتلة للإسلام خيرا، هل رفعوا راية او اتوا للمسلمين بعزة؟ لا والله.
انهم فرقوا الشمل ومزقوا تلاحم الأمة وقطعوا الرحم، واذهبوا الريح فضاعوا واضاعوا، تلك فتن قد قادها وبرع فيها عبدالله بن سبأ اليهودي الماكر وأتباعه ومعتنقو آرائه وافكاره، واليوم بعد أربعة عشر قرنا يعيد التاريخ نفسه فتخرج علينا ثلة من الرعاع تعانق تلك الأفكار الهدامة وترفع لها الرايات ويصير لها اتباع فقد ظهر لابن سبأ خلفاء جدد.
فقد ورد بالأثر عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله:( إن هذا العلم دين فلينظر احدكم عمن يأخذ دينه).
أخي في الله أيها الضائغ:
إن امتنا لا يلزمها التفرق، اكثر مما هي عليه، ولا يلزمها اتباع الهوى فقد عصفت بها كل الرياح والاهواء، وليست بحاجة لمن يغمد السيوف في رقاب أبنائها، كفانا سيوف اعداء الإسلام.
أيها المغرر بك، يا طائش الرأي إن رمت النجاة وان تكون في الآخرة من الفائزين فعليك أن تقيس اعمالك على كتاب الله وسنة رسوله فان عميت عليك فارجع إلى أهل العلم والصلاح الذين يريدون الخير ويأمرون به فاسألهم، فقد سأل من هو أحسن منك وأعلم منك.
وانظر إلى افعالك هل بها رضا الله ورسوله الداعي إلى سواء السبيل؟ هل بها حسنات ام سيئات؟ فالتوبة بابها مفتوح والمغفرة لا يستطيع أن يحجبها أحد قال تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر.
وأذكر نفسي وأياك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). وتذكر يا أخي قول رسول الله (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه.
وهذه قصيدة نصح أقدمها لنفسي ثم لكل محب للحق:


عد برشدك أيها الشاكي السلاح
وزن الأمر بميزان الصلاح
هل ترى حقا ودينا قيما
أن تبيح النفس فيما لا يباح
هل ترى حقا عدوا غاشما
من يقم الخمس أوقات الفلاح
أي دين أي عدل عند من
يقتل الإنسان في نص الصحاح
ام ترى قرآن ربي قد عفا
عن ظلوم يفسدن كل البطاح
عد رشيدا حكم الشرع ولا
تأخذنك اليوم هاتيك الرياح
أيها العادي علينا هل ترى
قد غرقنا بضلال او سفاح
عد الينا اننا اهل التقى
دمنا في ارضنا ليس مباح
خدمة الاسلام فرض واجب
تاج عز يعتلي فوق الرماح
عد إلى الله وفارق كل من
ضلل العقل بأفكار وقاح
واحذر النفس وخالفها الهوى
واهجر الشيطان إن رمت النجاح
أعلن التوبة إن رمت البقا
فرضى الرحمن أن تلقي السلاح

علاء الدين بن احمد الفراتي- الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved