Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. المصلح:الأحداث الأخيرة نبّهت الغرب للاطلاع على الدين الإسلامي وعلينا العناية الدقيقة بترجمة بحوث السيرة د. المصلح:الأحداث الأخيرة نبّهت الغرب للاطلاع على الدين الإسلامي وعلينا العناية الدقيقة بترجمة بحوث السيرة

* الرياض - (الجزيرة):
أكد فضيلة الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنّة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المصلح أن تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالسنّة والسيرة النبوية) هو أمر عظيم، خاصة إذا روعي في ذلك كله ما يوائم الآخرين من أساليب, مما يعين على حسن فهمهم بشكل صحيح ودقيق.
وشدد الدكتور عبد الله المصلح - في تصريح له بمناسبة عقد الوزارة الندوة في المدة من 15 - 17-3-1425 هـ على أن الخطاب الدعوي الموجه للشعوب غير الناطقة باللغة العربية يجب أن يكون ميسراً لأولئك الناس ومتناسباً مع مستوياتهم وأحوالهم، حيث إن الترجمة تعني نقل المعاني التي تدل على الألفاظ من لغة إلى لغة أخرى دون زيادة أو نقص؛ لذلك فهي قضية مهمة في مجال العلم والثقافة ونقل الخبرة والتراث.
وقال فضيلته: إنه لا يخفى على الجميع مقدار ما تقضي إليه في مجال التطور الحضاري وتطوير العلاقات الحيوية بين الأمم, حيث إنها تمثل إضافة قناة عظيمة من قنوات التفاهم بين الشعوب، ولذلك فإن الترجمة الأمينة والدقيقة أداة بناء وإصلاح إذا قام بها الأكفياء من ذوي الخبرة والحكمة.
وأكد أمين عام الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مجال التطوير الإيجابي لتلك الترجمة على أهمية تهيئة مترجمين مهرة، عارفين بشتى اللغات التي يراد منهم مزاولة الترجمة إليها، وإقامة المراكز والهيئات العلمية والخيرية والجامعات بإنشاء مراكز متخصصة بفن الترجمة مع تجاوز منعطفات الشعارات الرنانة وتوخي تحقيق الأهداف المرجوة، واختيار المترجمين من أبناء تلك الشعوب لأنه كما قيل: (أهل مكة أدرى بشعابها) ومن ثم تقام لهم الدورات الكافية؛ لتأهيلهم بشكل مناسب، وهكذا نجد قوله تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ } (2) سورة الجمعة، وقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } (4) سورة إبراهيم.
وأضاف الدكتور عبد الله المصلح أنه في مجال التطوير الإيجابي لتلك الترجمة على الذين يراد منهم أن يضطلعوا بأعباء الترجمة أن يتم اختيارهم من العلماء في السنة والسيرة مع تمكنهم باللغة العربية، اللغة التي يترجمون إليها، وجعل الترجمة مبرمجة ومتدرجة بحيث يمكن للقارئ أن يستوعب بيسر وسهولة فهناك ترجمة مختزلة, وهناك ترجمة مشروعة، كما ان هناك ترجمة مبسطة ولقد ورد ما يدل على وجوب تنويع ذلك حسب المستويات من كلام السلف الصالح خصوصا قول الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنه: (خاطبوا الناس بما يفهمون)، وتخصيص لجان لدراسة الترجمات قبل النشر تكميلاً لها واستيفاء لما قد يكون من خلل أو نقص أو غموض، وأن تكون عملية الترجمة مستمرة، ونتابع فيها الجهود بشكل دوري، ومتطور مع تطور أحوال تلك الشعوب لكي تكون عملية الترجمة ملائمة ومتطورة مع تطور أحوال تلك الشعوب لأن كل ذلك من الحكمة التي أرشد الله إليها بقوله {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} (125) سورة النحل.
ومضى في السياق نفسه يقول: حبذا لو كانت الترجمة مصنفة حسب اللون العلمي للمواضيع المتنوعة التي يراد عرضها وبيانها وبالتالي يستحسن تقسيم المترجمين إلى فئات يؤهل كل منهم حسب اللون العلمي الذي أنيط به ونضرب مثالاً على ذلك: فإن من يخصص لترجمة ما يتعلق بالإعجاز العلمي يؤهلون للتعامل مع هذا اللون بحيث يكون أداؤهم لما يناط بهم واضحاً ودقيقاً ومنهجا هادفاً، وبالتالي يفضي إلى النتائج المرجوة على أكمل وجه، وكذا مع المترجمين ذوي الشخصية المتوازنة والسلوك المثالي يكون مفيداً جداً، حيث انه ينظر إليهم من مقبل المدعوين على أنهم قدوة، وبالتالي يكون للاختيار المناسب لهذه النماذج الأثر الطيب في نفوس الآخرين الذين نريد إيصال الخطاب الدعوي لهم؛ ولذلك علينا ان نحسن اختيار الصفوة ممن يمكن ان نطلق عليهم وصف (القدوة الحسنة) ليكونوا موئل اتباع بعد الاستماع لهم.
واستطرد الدكتور المصلح قائلاً: ومن وسائل التطوير الإيجابي لتلك الترجمات أن نشفع وسائل الإيضاح المناسبة مع الترجمة الكلامية، خصوصاً في مجالات الإعجاز الذي يراد منه تقويم البراهين التي تكسب اليقين للمؤمنين، والإثبات المقبول على صحة الرسالة الإسلامية لغير المسلمين، ولكن الحذر من إعطاء ذلك أكثر مما تقتضيه المصلحة بحيث تصبح العناية بالشكل على حساب المضمون والجوهر، مواصلا القول: إنه من موقع تخصصنا بقضايا الإعجاز العلمي فإني أؤكد على ضرورة العناية بترجمة ثمرات هذا الفن بأحدث أساليب الترجمة، سواء في ذلك البحوث، والمقالات، كذلك كل الثمرات المسموعة والمقروءة، لأن ذلك من أنسب القنوات الدعوية، خاصة أن القرآن الكريم هو المعجزة المستمرة للعرب، وغير العرب، وفيه الشاهد القوي والبرهان الساطع على صدق الرسالة المحمدية؛ فترجمة بحوث الإعجاز العلمي يرتجى فيها زيادة التأثر ببحوث السيرة والسنة، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التي نبهت الغرب ودفعتهم للاطلاع على ما يتعلق بالدين الإسلامي، والثقافة الإسلامية بشكل عام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved