Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تستضيفه القاهرة غدا تحت عنوان ( التسامح في الحضارة الإسلامية ) تستضيفه القاهرة غدا تحت عنوان ( التسامح في الحضارة الإسلامية )
وزارة الشؤون الإسلامية تشارك في مؤتمر المجلس الأعلى
آل الشيخ: العدل والسلام أساس العلاقات الخارجية للعالم الإسلامي والإسلام دين الوسطية

* الرياض - الجزيرة:
يشارك معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في أعمال المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، الذي يبدأ أعماله في القاهرة خلال المدة من 9-12-3-1425هـ، الموافق لـ 28-4 : 1- 5 -2004م تحت رعاية فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك تحت عنوان: (التسامح في الحضارة الإسلامية).
وعبر معالي الوزير آل الشيخ عن سعادته بالمشاركة في أعمال المؤتمر, متمنياً من المولى عز وعلا أن تكون المناقشات بناءة ومتفاعلة مع التطورات التي تشهدها مختلف الساحات الإقليمية، والدولية، معرباً في ذات الوقت عن ثقته في أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي وزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف في الدول العربية والإسلامية، والمفكرين الإسلاميين وقدرتهم بإذن الله على التوصل إلى نتائج وقرارات وتوصيات تخدم العمل الإسلامي، وتعزز التفاهم الإسلامي في ظل عالم تموج به الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة.
وأبان معاليه أن أحداث الساعة وما يستهدف الأمة الإسلامية في عقيدتها وكيانها يحتم علينا أن نناقش القضايا المطروحة بموضوعية وأناة من أجل الوصول إلى قرارات تؤكد على الروابط الإسلامية الحقيقية، وتظهر الوجه الحقيقي الناصع البياض للإسلام، وأنه الدين الحق، ودين البشرية جمعاء، ودين العدل والمساواة والسلام الذي ينبذ العنف والتطرف والغلو، ويلتزم الوسطية والاعتدال في كافة الأقوال والأفعال، مصداقاً لقول الله - تعالى -: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (110) سورة آل عمران، وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (13) سورة الحجرات، وكذا في قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (143) سورة البقرة، فهو دين الرحمة والجهاد والعدل والحق جميعاً.
وتناول معاليه - في تصريحه - بعضاً من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال فقال: إن دين الإسلام هو دين العدل والسلام، وإن من ثمرات العدل السلام، بل إن السلام المطلوب في الدنيا والآخرة لا يكون إلا بالعدل مع الله جل جلاله بتوحيده وعبادته، والعدل مع الناس، ومن قام بحقوق الله جل جلاله وحقوق عباده فهو الصالح العادل، وهو الذي ستعطى له السلامة في الدنيا والآخرة.
وأوضح معالي الوزير آل الشيخ أن العدل والسلام أساس العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية، مبرراً أن تعامل الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول والمجتمعات والمنظمات والجمعيات يقوم على أساس ما أمر الله جل جلاله به من العدل. عملاً بقول الله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} (15) سورة الشورى، وهذا العدل يقود إلى السلام، وقال: إن من رام السلام عالمياً فلا بد أن يحقق العدل في الأقوال والأعمال والحقوق، وأن يعطي هذه الأمة حقها.
وأفاد معاليه أن الأصل في العلاقات بين الناس على اختلاف مللهم ونحلهم وفعلهم هو السلام، وليس الأصل هو العداء والحرب، مصداقاً لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } (13) سورة الحجرات، فالله جل جلاله جعل الناس شعوباً لا لتتقاتل، بل لتتعارف، وفي التعارف معاني السلم والسلام، ومعاني السلام في التعامل مع الجميع، وإن الشريعة حثتنا على التعاون مع الآخرين لتحقيق الخير، كما جاء في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (2) سورة المائدة، وقال جل من قائل أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} (208) سورة البقرة، وقال رب العزة والجلال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (8) سورة الممتحنة)، حتى إن الأمة الإسلامية، والحضارة الإسلامية متداخلة مع الحضارات الأخرى، وذلك لأن مفهوم السلام والسلم في التعامل مع الغير هو أن يخدم الإنسان لمصلحته، وليس أن يكون هناك عداء لغير المسلم.
وشدد معاليه على أهمية محافظة الأمة الإسلامية على حقوق الإنسان، مبيناً أن حقوق الإنسان أول من ركزها هو شريعة الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة المنورة، وعماد هذه الحقوق العدل والمساواة والحرية في المجالات المختلفة، فالمحافظة على حقوق الإنسان مبنية على العدل, والعدل أساس هذه الملة، وأساس هذه الشريعة، فلن يوجد نظام يحمي حق الإنسان بعمومه، ويخلص الإنسان من تسلط هوى الإنسان عليه في أموره وفي حقوقه، وفيما يصلح له، مثل هذه الشريعة، لأنها من الله جل جلاله والله يقول:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (14) سورة الملك، ويقول الله في شأن نبيه - عليه الصلاة والسلام - :{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4}.
وقال معالي وزير الشؤون الإسلامية: إن من معالم العدل في هذه الأمة، وحرصها على ذلك أن هذه الأمة عادلة في تعاملها مع الطوائف والمذاهب والآراء والديانات، فلا يفترض أن يكون المتفقون في المذهب والدين أو الوطن شيئاً واحداً في آرائهم، فالعدل أن لا يحمل على أحد لأجل رأيه ما لم يمس أصلاً من أصول هذا الدين، مؤكداً على أهمية أن يكون التعامل بين المختلفين على اختلاف أنواعهم تعاملاً بالعدل ليس فيه طغيان، ولا ظلم، ولا اعتداء، ولا مصادرة للرأي، مشيراً إلى أن العدل من أعظم الآثار في نشر رسالة الإسلام، فإذا كنا أهل عدل حقاً في جميع أقوالنا وأعمالنا وتصرفاتنا، فإن هذا الدين سينتشر، وسيرتفع قوياً في كل مكان.
وتناول معاليه - في سياق تصريحه - ظاهرة الغلو والتطرف، فقال: إن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال الذي يحارب الغلو، وينهى عنه، قال الله جل جلاله:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (143) سورة البقرة، وهذه الوسطية والاعتدال ظاهرة بينة في جميع عقائد الإسلام والتشريعات، ويجب أن نكون وسطاً بين المغالين وبين الجافين في التفكير، وحتى في رؤيتنا لبعضنا البعض يجب أن تكون وفق المنهج الوسط، وضرورة أن نحض عليه لأنه أساس الإسلام، وكذا النهي عن الغلو، قال الله جل جلاله في أهل الكتاب:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ} (171) سورة النساء، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أيضاً عن الغلو فقال: (إياكم والغلو، إياكم والغلو، إياكم والغلو).
وفي السياق ذاته شدد معالي الوزير على حاجة الأمة الإسلامية إلى بيان متصل في خطورة الغلو قديماً وحديثاً ومظاهر الغلو الموجودة في الناس والاهتمام بالوسطية والاعتدال، بل ومحاربة الغلو، ومحاربة المناهج الدخيلة من أعظم الواجبات التي بها نحافظ على منهجنا الوسط، وعلى بقاء الدين وتمسك الناس بالدين، لأن الزيادة والتشدد تنفر الناس، وبالتالي لن يقبل بهذه الملة إلا القلة من الناس.
وأكد معالي الشيخ صالح آل الشيخ على أهمية تجديد الخطاب الديني اليوم، لأن المقصود من الخطاب الديني هو الأسلوب والوسائل التي توصل ما نحمله من الخير إلى الناس، وأن هذا يحتاج إلى تجديد وتنوع في الأسلوب بحسب اختلاف الزمان والمكان والوقائع والأحوال والعادات، من خلال دراسة دائمة للمجتمع الذي يواجه تحديات كبيرة ويواجه صعابا، فلا يصح أن يكون أسلوبنا اليوم في التفكير والتبليغ هو نفس أسلوب الماضي قبل عشر سنوات، مبيناً أن من معالم تجديد الخطاب الديني أن يكون في جهة تفكيرنا في كثير من القضايا، لأن هذا سينتج عنه الكثير من الفوائد في الحكمة والتواصل مع المجتمع على اختلاف أنواعه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved