Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كتائب الحرمين كتائب الحرمين
مضواح بن محمد آل مضواح

كتائب الحرمين!؟ الله أكبر على من طغى وتجبر. كتائب الحرمين وجدناها في بدر وأحد.. في فتح مكة وحجة الوداع.. في القادسية وحطين.. في اليرموك وذات الصواري وجبل طارق. أما الكتائب التي تقتل الأبرياء من النساء والرجال والأطفال فلعمري أنها كتائب الحطمة.. كتائب جهنم.. كتائب السقر والسعير وبئس المصير.. إلا من تاب فعسى الله أن يتوب عليه.
تعازينا لأسر الأبطال الذين قضوا في أشرف واجب من مدنيين وعسكريين، وتعازينا لإخواننا وأخواتنا من الضيوف الأعزاء الذين نالت من أطفالهم وأقاربهم يد الغدر.. تعازينا لأسرة الطفلة وجدان ذي الأحد عشر عاما.. تعازينا لأطفال ما جفت دموعهم يقفزون إلى الأبواب عند كل طارق ينتظرون آباءهم، ألا في جنة الخلد تلقونهم إن شاء الله.. تعازينا للشعب السعودي الوفي في أبنائه الذين قدر الله عليهم أن يتواجدوا في مكان مرت به كتائب الغدر والإرهاب والكراهية.. كتائب الجهلة من طلاب أساتذة الفتاوى الدموية.. طلاب أساتذة التكفير ودروس الموت والتدمير.. خدام الشياطين وذوي العاهات.. ألا بئست الوجوه الكالحة.
على مر الزمن لم تخل الحياة من الصراع بين الخير والشر، وبين دعاة الباطل والمدافعين عن الحق والحياة.. سجال طويل ومرير وينتصر الحق ولو بعد حين. والجرائم التي شهدتها المملكة العربية السعودية هي خير مثال على ذلك: صراع بين حكومة تقود شعابا وأمة لإعلاء كلمة الله بالتي هي أحسن مسخرين في ذلك جميع الإمكانيات، وبين عصابات مجرمة استحوذ على عقولها أشخاص قتلة رضعوا من خير هذا البلد لكنهم تحولوا إلى كلاب تنهش بأنيابها تلك الثدي والأم الرؤوم. فلاهم رعوا معروفا ولاهم حرروا أرضا ولاهم حفظوا عهدا ولاهم صانوا عرضا ولا أهلا ولا نسبا أو ولدا.
لقد مر الشعب السعودي بعدد من الحوادث الإجرامية الغريبة منذ العام 1400هـ كان لها وقع الصاعقة على هذا الشعب لكونه اشترك في تنفيذها نفر من أبنائه، من أهمها:
1- جريمة الاستيلاء على المسجد الحرام بدعوى الجهاد في سبيل الله.
2- جريمة تفجير مقر القوات الأمريكية بالخبر، وهي قوات كان قدومها إلى المملكة العربية السعودية من أجل تحرير دولة الكويت والدفاع عن الحدود السعودية التي كانت على وشك التعرض لعدوان سافر قد لا يقل همجية عن احتلال الكويت.
3- جريمة تفجير مكاتب البعثة العسكرية البريطانية بالرياض وهي بعثة تقوم بتدريب أفراد الحرس الوطني على الأسلحة الجديدة.
4- جريمة تفجير أربعة مجمعات سكنية بالرياض والتي كان يسكنها أجانب معظمهم يعملون في تخصصات مدنية.
5- جريمة تفجير مجمع المحيا السكني الذي كان يسكنه عدد من الأسر السعودية والعربية، ومن أكثر المناظر المحزنة في ذلك الحادث المروع أن إحدى الضحايا كانت تؤدي الصلاة وقد وجد مصحفها إلى جورها.
6- الجريمة الأخيرة بتفجير أحد مباني الأمن العام الذي كانت تشغله الإدارة العامة للمرور بالمملكة، وهو مبنى تحيط به عمائر سكنية ومدارس ومتاجر وشوارع رئيسية.
وفي جميع هذه الجرائم كان المنفذون من مستويات عمرية وعقلية متدنية مما سهل على المجرمين استدراجهم والعبث بعقولهم.
وللأسف الشديد أن الدوافع المعلنة قد اتخذت الدين قناعا والدين منها براء، فالدين الإسلامي يحرم القتل وينبذ العنف، وله آداب وأخلاقيات حتى في المعركة وفي التعامل مع العدو، والدين الإسلامي يرفض الخروج على الحكام، بل يأمر بقتل من يسعى إلى تفريق اجتماع المسلمين وتشتيت كلمتهم. ولم نجد عاقلا من المسلمين يجيز ذلك في أي عصر من عصور الإسلام.
بربكم يا كتائب سفك الدماء.. بربكم يا أصحاب الفتاوى التي تجعل قتل الأبرياء جهادا: هل هذا هو جزاء مجتمع وحكومة أحسنوا الظن بكم فسمحوا لكم بعقد الدروس والندوات والمحاضرات الدينية في المساجد والمدارس والمخيمات ورعوكم ودعموكم بكل الوسائل عندما كانت أهدافكم المعلنة هي الدعوة إلى الله وخدمة الإسلام والمسلمين؟ بربكم الغاضب عليكم متى كان ذبح الأطفال والنساء جهادا؟ متى كان استهداف الآباء والأمهات والإخوة والأبناء بالقتل شرفا مروما؟ متى كان قتل الضيف والمعاهد إكراما ومتى غدا الدم والأشلاء قرا له وغذاء؟.
يا من تدعون نفسكم بالكتائب: ما زلتم أبناء لهذا المجتمع وما زال في قلوبنا مكان نحتضنكم فيه لو اتجهتم إلى الله بتوبة صادقة.
إننا نعلم أنكم ضحية مجرمين لا يخافون الله ولا يرعون للإسلام ذمة ولا يضمرون له خيرا.. مجرمين سخروكم لقتل أهلكم.. قتل آبائكم.. قتل أبنائكم.. قتل بناتكم.. قتل أخواتكم.. قتل أطفالكم.
فيا لله العجب كيف استطاعوا الاستحواذ على عقولكم؟ كيف استخفوا بكم؟ كيف احتقروا فيكم العقل والشهامة والرجولة والدين؟ ويا لله العجب كيف لا تلاحظون أنهم يوجهونكم وهم ينظرون إليكم كما ينظر الراعي إلى قطيع غنمه؟ فيا حسرتي عليكم حسرة من فقد السمع والبصر.. نعم إنني أشعر بالحزن الشديد لما وصل إليه حالكم وأنتم أبناؤنا.. أبناء وطن ينتظر منكم البر والولاء، وينتظر منكم الدفاع عن ترابه، وحراسة أمنه وقيمه الفاضلة، وما زال ينتظر منكم ذلك فالشر والعقوق والغدر والخسة والنذالة صفات ليست متأصلة فيكم وإنما ابتليتم بها، وإني لعلى ثقة أنكم تستطيعون غسل أيديكم من الآثام التي لوثت طهرها، وتنظيف عقولكم من هذه الأفكار التي زرعها أصحاب الدروس والفتاوى الشيطانية.. إننا ننتظر منكم عودا حميدا إلى كتاب الله وسنة رسوله، وبإمكانكم أن تكفروا عن هذه الذنوب التي اقترفتموها بحق الدين أولا ثم بحق أنفسكم وأهليكم ووطنكم.
فلذات أكبادنا: أتحاربوننا؟ وتقتلون أبناءكم وبناتكم؟ أتغتالون البراءة في أطفالكم وتمزقون أجسامهم؟ أتغتالون فيكم نخوة الإسلام وشهامة العروبة؟ هل نسيتم قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} ثم أين أنتم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام حين سئل عن الكبائر فقال: (الإشراك بالله وقتل النفس المسلمة وفرار يوم الزحف).
أبناء الإسلام: أتقتلون أنفسكم وقد نهاكم الله ورسوله عن ذلك؟ أيخلق الله نفسا وأنتم تنتزعون منها حياتها ظلما وعدوانا؟ كيف تحادون الله في علم الغيب الذي اختص به نفسه فتصنفون الناس ما بين كافر ومسلم وكأنكم شققتم عن صدورهم أو اطلعتم على علم الغيب؟ إنه لحري بكم أن تتذكروا في ذلك قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (من قتل نفسه بشيء عذب به، ومن شهد على مسلم - أو قال مؤمن - بكفر فهو كقتله، ومن لعنه فهو كقتله) وما هي حجتكم عند الله يوم يقف الرسول خصما يحاجكم بين يدي الله على ما بلغكم به حين قال: (من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة).
يا أبناء مهبط الوحي ومبعث الرسالة الإسلامية، يا أحفاد من ملؤوا الدنيا عدلا وخلقا ورحمة: إن كان بقي لكم في الدين الإسلامي من عروة تستمسكون بها فدعوني أناديكم بإخواني في الله وأذكركم أن الإسلام دين الودّ والرحمة، دين التسامح، دين العدل، دين أكمله الله وأتمه وارتضاه، وجعله دينا خالداً، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فكيف بالله عليكم تقتلون وتستحلون الدماء باسمه، وكيف تهجرون شريعة الله وعدله وتعتنقون شريعة الظلم والقتل ومذاهب الفساد والانحراف؟ إنه لظلم عظيم أن يوصم الإسلام بالإرهاب بسببكم وهو دين أمر بحفظ النفوس واحترامها، وشدد على أن إحياء النفس الواحدة كإحياء الناس جميعا، وقتل النفس الواحدة كقتل الكل، فما بالكم بعشرات النفوس تزهق ظلما وعدوانا؟.
إنكم تقتلون بدعوى خدمة الدين الإسلامي، وتقتلون بدعوى تنفيذ أوامر الله ورسوله وشتان ما بين حقيقة الخدمة التي يحتاج إليها الإسلام وبين ما تقترفه أيدكم من جرم، وما أبعد سلوككم من قول وفعل عما أمر الله به ورسوله.
ومن يقل منكم بأن دينه يأمره بهذه الأفعال فقد افترى على الله ورسوله والدين الحنيف، وإن مراجعة بسيطة للعقل ونصوص القرآن والسنة وسيرة السلف الصالح كفيلة بعودة القناعة إلى نفوسكم جميعا بأن الدين الإسلامي يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ويحارب الفحشاء والمنكر والبغي؟ فأين أنتم من هذا الدين الذي أكد وحرص أشد الحرص على احترام الوعود والتزام المواثيق وعدم الإخلال بها؟ وأين أنتم من هذا الدين الذي يأمر بالسلم لا الحرب, واحترام الحقوق في أحلك الظروف حتى عندما تحتدم المعارك، فينهى عن قتل المرأة وعن قتل المسن وعن قتل الأطفال والعزل؟.. تالله لقد أتيتم كل منكر نبذه ديننا الإسلامي، وتالله إنكم لتحاولون طعن هذا الدين وأهله في مقتل؟.
لقد جعلتم من أنفسكم مطية للحاقدين على هذا الدين وهذه البلاد المقدسة، وصرفتم الأنظار عن حال انتهاك المقدسات ونهب الأموال والأراضي وانتهاك المحرمات ونقض العهود وخيانتها وقتل المسلمين والتسلط عليهم في فلسطين وأماكن أخرى كثيرة؟.
لقد أغريتم بنا كل عدو شامت ومتربص، لقد صرفتم المسلمين في هذه البلاد عن جهود الدعوة إلى الله، والدفاع عن كثير من قضايا المسلمين، لقد تسببتم في حرمان آلاف الأطفال المسلمين اليتامى من الغذاء والدواء، وفوق ذلك وقفت حائلا دون تعليم كثير من أبناء المسلمين أمور دينهم وقراءة قرآنهم، وتركتموهم نهبا للمبشرين بالأديان والطوائف الأخرى، وأسلمتم رقابهم وأعراضهم لانتهاكات صارخة سيسألكم الله عنها فلقد أصبح ينظر إلى كل عمل من أعمال الخير على أنه دعم للإرهاب.. ومن هنا جفت منابع الخير وأجدبت أرضه في الوقت الذي أينعت فيه منابع الشر على أيديكم.
بربكم: متى كان الدفاع عن الفضيلة هو القضاء على أسسها؟ ومتى كان نشر الإسلام يتحقق بقتل أهله لأهله؟ ومتى كان الدفاع عن مبادئ الإسلام يتحقق من خلال تشويه سمعته بقتل المعاهدين؟ ومتى أمر الإسلام بقتل ضيوفه وهو الذي جعل إكرام الضيف من حسن إسلام المرء؟.
بربكم، إن كان بقي لكم صلة بربكم: متى حظي الإسلام بعد العهد الزاهر بخدمة كما حظي بها في العهد السعودي؟ انظروا إلى المشاعر المقدسة في مكة والمدينة ألم تشهد تطويرا ورعاية لم يسبق لها مثيل؟ انظروا إلى ملايين النسخ من كتاب الله الكريم تطبع وتوزع في أرجاء المعمورة أليس في ذلك مرضاة لله؟ انظروا إلى الأموال الطائلة التي تنفق على مراكز الوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله، وعلى المسلمين وعلى مدارسهم ومعاهدهم ومنظماتهم، وعلى المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية التي تعتني بهم في شتى بقاع الأرض، أليس في كل ذلك أعظم خدمة للإسلام والمسمين؟ انظروا إلى من هجر بريق الألقاب والمسميات وفضل أن يطلق على نفسه خادم الحرمين الشريفين خيرا من مسمى ملك المملكة العربية السعودية، أليس في ذلك تواضع لله تعالى ينبئ عن أصدق مشاعر التقرب إليه والخشية منه، والرغبة في خدمة دينه قولا وعملا؟.
أليس في كل هذا ما يحرك مشاعركم فتعودوا إلى الله وتتوبوا إليه، وتطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر كما أمركم بذلك دينكم؟ أليس من العقل، وقد اتضح لكم أنكم خدعتم من قبل الحاقدين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية والنيل من الدين الإسلامي، أن تترفعوا بأنفسكم عن هذه المهانة وألا ترضوا لأنفسكم أن تكونوا مطية لمن أراد إفسادا في الأرض وعدوانا على الإسلام وأهله.. أناديكم بإخواني في الله لعلي أجد فيكم بقايا من دين حنيف أعز الله به أجدادكم ورفع به أمتكم لا تشمّتوا بنا الأعداء أكثر مما فعلتم، ولا تتسببوا في انتهاك الأعراض، ولا ترضوا لدينكم مهانة وتشويه سمعة.
ومن المؤكد أنه ليس من الصعب عليكم أن تفكروا في جملة من الأمور ذات الصلة المباشرة بما تفعلون، ومن قبيل ذلك أنكم تضعفون قدرة مجتمعكم على مقاومة الضغوط الخارجية، كما أنكم تضعفون موقف المفاوض السياسي في بلدكم ومجتمعكم أمام موقف الساسة الذين يأتون إلى هذه البلاد للتفاوض حول كثير من الأمور التي لها علاقة واضحة بمجمل الأحداث ومؤثرة على مستقبل الإسلام والمسلمين.. دعوني أسوق لكم مثالين على ذلك فقبل وصول وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) إلى الرياض بساعات قمتم بتفجير مجمع المحيا خلال العام المنصرم. وبالتزامن مع وصول نائب وزير الخارجية الأمريكي (ريتشارد آرميتاج) إلى الرياض أيضا قمتم بتفجير الإدارة العامة للمرور.
وتأثير ما تقومون به ينصب على الإسلام بشكل مباشر فقد أصدرت هيئة كبار العلماء بيانا استنكرت فيه ما يتعرض له الشعب العراقي على خلفية أحداث الفلوجة التي تزايدت حدتها في الشهر الماضي، وكأنكم لا تريدون للأمة الإسلامية أن توظف هذا البيان لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين فقمتم بتحركات جعلت الحكومة الأمريكية تصدر بيانا في اليوم التالي لصدور بيان هيئة كبار العلماء تتوقع فيه حدوث تفجيرات في مدينة الرياض، وها أنتم لم تخيبوا أمل أحد من المتربصين بالإسلام وأهله، ومن يريدون إقصاء المملكة العربية السعودية عن دورها الرائد في الدفاع عن القضايا الإسلامية وغيرها من القضايا العادلة في العالم.. نعم إنهم يريدون إقصاء المملكة بما يجعلها مشغولة بنفسها، وبالطبع: لن يجدوا أفضل منكم لهذا الغرض، ولن يجدوا أفضل منكم لتشويه صورة الإسلام بيد أبنائه.
فالله المستعان ونسأله أن يردكم إلينا تائبين صالحين، فالسيرة الإسلامية مليئة بالنماذج من رجال خدموا الإسلام خدمات عظيمة وقد كانوا من أعدائه. رجال تابوا إلى الله فتاب عليهم ووعدهم بالجنة وحسن المآب.. وسنفرح كثيرا عندما تخيبون أمل الأعداء الذين خدعوكم.. عودوا إلى رشدكم إنكم من أبناء الإسلام وكفاكم عقوقا وعصيانا.. لا تقتلوا النفس التي حرم الله، ولا تتبوؤا مقاعدكم من النار في الوقت الذي يتسابق فيه العقلاء إلى الجنة.. توبوا فمن تاب تاب الله عليه وتصوروا أنفسكم تائبين تسجدون لله في بيته الحرام آمنين.. إنه شرف لو تعلمون عظيم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved