Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يا سعودية ستبقين آمنة رغم أنفهم يا سعودية ستبقين آمنة رغم أنفهم
وسيلة محمود الحلبي*

يقول الشاعر:
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ
وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرامُ
ينتابني إعصارٌ داخلي يعتمل في نفسي وعقلي، ينتشلني من أيام عشتها، وما زلت أعيشها في بلد الأمن والأمان سنواتٍ طويلة، ننعم بالأمن (المستحيل في بلاد أخرى) وما زلنا نعيش أمناً طالما أن رجال الأمن والمتعاونين المخلصين من المواطنين والمقيمين فيه يداً بيد في القضاء على هذه الفئة التي لا تخاف الله، والتي تروع الآمنين في مشارق الأرض ومغاربها.
أيعقل أن يكون ابن ا لبلد إرهابياً ومخرباً يريد أذى بلده وإخوته وأبناء وطنه.. حتى لو جارت البلاد، حتى ولو جار الأهل على الأولاد، هل ممكن أن يحدث ما يحدث.. أيعقل أن تمتد يد الغدر الآثمة إلى قتل رجال الأمن الذين يذودون عن الوطن، هؤلاء العيون الساهرة التي لا تنام لينعم الجميع بالأمن والنوم الهادئ المستقر، كم هو محزن هذا المسلسل، وكم هو ظالم.. من الرياض الصبية الحالمة، إلى مكة المكرمة التي توحد الله ليل نهار إلى المدينة المنورة مدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى القصيم الحالمة.. إلى عنيزة الساكنة المخضرة العبقة.. ويحهم ماذا يريدون؟ ولماذا يروعون الآمنين، ولماذا يخربون في البلاد العامرة؟
أسئلة كثيرة تراودني تهد مضجعي، تروعني، هل هم مشوشون عقلياً، هل هم مدعومون من فئات أخرى؟ هل هم ليسوا حقاً وفعلاً من أبناء هذا الوطن الغالي؟ أسئلة كثيرة تؤرق نومي.. تدور في ذهني، تثبط من عزيمتي، تكاد تزهق روحي وتبلد عواطفي.
لماذا الإرهاب؟ ولماذا هذه الأعمال المقلقة العابثة المخلة بآداب الدين البعيدة عن الوطنية والانتماء.
لا بوركت أياديكم.. لا بوركت عقولكم.. لا بوركت أفعالكم.. لا بوركت مساعيكم.. ولتخسأوا أيها الظالمون العابثون.
لا. لن تروعوا الآمنين، لن تهدموا الوحدة الوطنية، لن تزعزعوا الأمن، طالما هناك من المخلصين رجال آمنوا بالله، وأحبوا المليك والوطن، وهم كثيرون و-لله الحمد- من المواطنين والمقيمين يذودون عن الوطن بأرواحهم وأنفسهم..
ما ذنب الأطفال الأبرياء الذين تيتموا، والنساء اللواتي فقدن أزواجهن، والأمهات اللاتي فقدن أبناءهن..
ويحكم أيها الظالمون.. وويح ما تجنيه أياديكم الآثمة، وعقولكم العابثة أين أنتم من العقل، بل أين أنتم من الدين، بل أين أنتم من الانتماء للوطن الذي أعطاكم الكثير الكثير من علم وأمان واستقرار ومال وعطاء لم يحلم به أي عربي آخر في أي بلد آخر..
وأعترف وكلي فخر بأن الجميع خارج مملكتنا الحبيبة يحسدون أهلها على ما يرونه من عطاءات واهتمام من ولاة الأمر، الجميع يتمنى أن يكونوا سعوديين لما في هذه البلاد من عدل وإخلاص واستقرار.
لماذا يرفض هؤلاء الآثمون تلك النعمة العظيمة التي أنعم الله بها عليهم في بلاد آمنة وحكام مخلصين عادلين.
لماذا يرفض هؤلاء وبقوة وبإصرار أن تكون بلادهم آمنة، وأهلهم وذووهم آمنون، لماذا يرفض هؤلاء وبعنف تلك النعمة العظيمة، وتلك العطاءات الوثيرة، وتلك الأمنيات التي يتمناها من يعيش خارج هذه البلاد.
ولا تزال الأسئلة تقلقني، تحيرني، تؤلمني، ولا أرى لها إجابة سوى أن هؤلاء الفاشلين، العاطلين المفسدين في الأرض هم أعداء بلا شك لهذا الوطن.
ألم يروا أن أهالي الشهداء كانوا راضين بقضاء الله باستشهاد أبنائهم في سبيل الله، ثم الوطن، ألم يقرؤوا أو يسمعوا كم أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه يكرهونهم ويحقدون عليهم لأنهم (مخربون) والوطن بريء منهم ومن أفعالهم وأفكارهم.
ألم يشعر هؤلاء أنهم محاربون من كل الفئات الطيبة المخلصة لهذه البلاد، ألم يخجلوا من أنفسهم ومن أفعالهم الشريرة، ألم يخجلوا من أنفسهم قليلاً ليسترجعوا في ذاكرتهم إن كان لهم بقايا ذاكرة ما قدمه الوطن لهم من عطاءات وخدمات وأمن واستقرار لهم ولأسرهم.
ومع كل ذلك لا تزال الأسئلة تقلقني، توقظني من نومي يرتعد لها جسدي، ولا أجد لها أي تفسير..
الرياض الآمنة.. أصبحت مسرحاً لهم (لعنهم الله) الغنية المزارع الجميلة الهادئة التي طالما ذهبنا إليها أيام الإجازات، وقضينا فيها ومع أهلها أمتع الأوقات.. اختبأوا بها، وأثاروا الذعر بين أهلها البسطاء الطيبين.
حي الفيحاء.. حي الروابي الآمن أثاروا الرعب فيه، الحسينية اختبأوا فيها، القصيم تلك البلاد الهادئة الطيب أهلها أثاروا الرعب فيها.. عنيزة الهادئة السابحة في الخضرة والهدوء.. الطيبون أهلها ما ذنبهم يروعون في حادثين قريبين منهم بأم سدرة والزغيبية حقاً إن هذا يدل على الوحشية المتناهية والتشبع بالعدوانية، والانسلاخ عن الإسلام.
أهكذا يفعل من يحب وطنه.. لا.. وألف لا.. هم بعيدون جدا عن الوطنية ولا يعرفون من الانتماء قيد أنملة..
وبعد: أسأل الله العلي القدير أن يحمي هذه البلاد الغالية وأهلها والمقيمين فيها من أيد الغدر والإهانة والعابثين الخاسئين الذين مهما حاولوا زعزعة أمنه، أو قتل الأبرياء فيه من رجال أمن ومدنيين، ومهما أثاروا الرعب والخوف، ومهما خربوا في الممتلكات لن يستطيعوا أبداً أن يثبطوا عزيمتنا في أن نكون يدا بيد ضدهم والتبليغ عنهم حين رؤيتهم، لن يثبطوا عزيمتنا في الحفاظ على الأمن والسكينة، والهدوء النفسي والذود عن هذه البلاد التي نعيش فيها سنوات طويلة بسعادة وأمن.. بأرواحنا وأولادنا (ولا بارك الله في نفس تشرب من بئر ثم ترمي بداخله حجراً).
فنحن لك أيها السعودية، ونحن منك، وكلنا وفاء وإخلاص لك، وللمليك، ولأهلك الكرام الطيبين الذين لم نجد منهم سوى الخير والاحترام والتقدير والمعاملة الجيدة.
بوركت يا بلاد الحرمين.. وبورك أهلك الكرام في كل ذرة من ترابك الغالي وليخسأ الإرهابيون المطلوبون الباغون العابثون الظالمون الذين يخونون الله، يخونون الوطن، يخونون المليك، يخونون الشعب، وقبل أي شيء يخونون أنفسهم..
لحظة عطاء:
أيتها البلاد العامرة بالإيمان
أيتها البلاد الممتدة بالخير للجميع
أيتها البلاد المتسامحة العادلة
أيتها البلاد المطمئنة الآمنة
نحن فداء لك...
مددت يديك مراراً لنا..
فكيف لا نمد أيادينا لجميلك.
بوركت وبورك حكامك وبورك أهلك كراماً.. بررة.

(*)عضو جمعية هيئة الصحفيين السعوديين
كاتبة ومحررة صحفية
للتواصل تليفاكس 2317743


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved