Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كلنا في وجه الإرهاب يد واحدة!! كلنا في وجه الإرهاب يد واحدة!!
ناهد بنت أنور التادفي

كارثة أخرى حلت على رياض الخير والامن والطمأنينة والنماء والرخاء والتعايش والمحبة والوئام تحمل توقيع أيادٍ خبيثة غمست أيديها في الضلالة والإفك وغذت عقولها بداء الحقد الدفين وعاهدت شيطانها على مواصلة حفر المجرى النتن لسكب دماء الأبرياء وإراقة دموع الثكالى والصغار والركع والرضع وأنقياء القلوب والسريرة والمؤمنين بالله رباً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً وبالكتاب منزلا وبالإسلام ديناً، مخالفة بفعلها الشنيع إجماع الأمة على الحق والرسول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تجتمع أمتي على باطل) لكن ما بال أناس ما زالوا في ضلالهم القديم لم ينتفعوا بالنصائح الناصعة ولم تقنعهم الادلة الساطعة ولم يلتفتوا إلى التبيان المبين في أقوال علماء الأمة الناصحين الذين أكدوا لهم مراراً وتكراراً وفي كل حين أن الطريق الذي يمشون فيه كان طريقاً معوجاً وأرضاً زلقا ولم يكن مستقيما ابداً، ولم يكن آمناً ولا نافعاً وكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟، ثم لم يثوبوا إلى رشدهم رغم كل نداءات الأهل والأمهات اللائي ولدن هؤلاء الإرهابيين من أرحامهن وحملنهم وهناً على وهن وما كن يدرين في يوم من الأيام أنهن سيحصدن حسرة وندامة وهن يرين بأم أعينهن أن الأبناء قد تحولوا إلى معسكر إبليس الرجيم بعدما أصابتهم لوثة التطرف والإرهاب وركبوا موجة القتل وعشقوا هلاك الأرواح، فلا عزاء لهن إلا قول المولى عز وجل: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} وقوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، ومن هذا الضياء الرباني تقتبس أولئك الأمهات الصابرات المؤانسة والتسليم لأقدار الله ويتفاعل المجتمع مع هذه النازلة بتصميم أكيد على السعي لاجتثاث ما تبقى من أعوان الطاغوت.
إن أحداث الأربعاء الدامية التي استهدفت مبنى الأمن العام بالرياض كشفت وبكل جلاء مدى العدوانية التي وصل إليها أولئك الخوارج، وكذبت كذلك دعواهم الباطلة التي كانوا يضللون بها بعضاً من الفئات التي تعاطفت معهم إلى حين؛ فقد انكشفت أقنعة الوجوه المزيفة وسقطت دعواهم (نحن نحارب الكفار) فبالله عليكم أروني هل يوجد في مبنى الأمن العام كافرون كما يدّعي الخوارج، أم أن المستور قد انكشف تماماً وأصبح هدف هؤلاء واضحاً وأفعالهم تترجم ما يكنون في أنفسهم بأن يجعلوا هذا البلد الآمن عرضة للخراب والدمار منفذين بذلك المخططات الخفية لأعداء الأمة؟
ومما يؤسف له أن كل ذلك يتم تحت غطاء الإسلام والجهاد، ومما حز في نفسي أكثر أن تقحم هذه الفئة الخبيثة مسمى الحرمين الشريفين في معاركها حينما تنسب نفسها جوراً وبهتاناً إلى الحرمين الشريفين، والحرمان بريئان وشريفان أن ينتسب إليهما السفاحون ومصاصو الدماء ومزهقو أرواح الأبرياء. آي والله لقد انكشف زيف وكذب تلك الشرذمة الضالة المنحرفة وتعرت أمام الجميع واتضحت النوايا الخبيثة لأولئك المارقين؛ إذ بعملهم الجبان الذي استهدف الأبرياء يبرز السؤال المؤلم: ما ذنب الذين قتلوا وأزهقت أرواحهم دون ذنب في مبنى يرتاده رجال أخلصوا لله ثم للوطن، رجال يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وعليه فإن حادث الامن العام وما سبقه قد أكد وبما لا يدع مجالاً للشك نوع المعركة المنتظرة مع فلول الخوارج؛ {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}، وها هي الأمة كلها قد تجيشت وتمترست في خندق الحق؛ دفاعاً عن الدين والوطن والعرض والمال، لمواجهة الباطل الذي يسعى أولئك الخوارج لفرضه علينا، فقد سقط القناع وبانت الأهداف الخبيثة والأفعال السيئة، ولم يبق مكان في قلب عاقل أو منصف للتعاطف معهم، بعد أن فقدوا كل مصداقية وهم لم يصدقوا أبداً، وبعد أن ظهر تعطشهم للدماء والخراب وهم يدّعون الجهاد وليتهم جاهدوا أنفسهم المريضة المليئة بالشر والحقد، فكأني أراهم الآن وهم محصورون في جحور مظلمة ليس أمامهم إلا الاستسلام أو الموت، وهذه نهاية كل ظالم يغتر بظلمه، فقد بيّن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله - عز وجل - يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الظلم ظلمات يوم القيامة)؛ فهذا مآلهم في الدنيا وفي الآخرة، والثقة في حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وافرة ولا تحدها حدود، وراية الأمن لن تسقط أبدا ما دامت بين يدي رجل الامن الأول في مملكتنا الحبيبة سمو سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ومعه بقية أركان وزارته الأبطال الميامين الذين على أيديهم سيندحر آخر ما تبقى من أشتات الخوارج وفلول الضلالة وعصابات القتل، وقد بات علينا جميعاً ان نعي مسؤولياتنا وأن نحرص على اقتفاء اثر الإرهاب أينما وجد وحيثما حل وأن نكون صفاً واحداً خلف قيادتنا المخلصة وأن نكون عونا لرجال الأمن في معركتهم مع هذه الفئة الباغية المنحرفة؛ لاجتثاث جذور الفتنة وتحقيق الأمن والرخاء في ربوع هذه البلاد، إذ كلما ظهرت بقعة سوداء على الثوب الأبيض النقي الذي تمثله مملكتنا الحبيبة سعى الجميع لإزالة تلك البقعة بالتماسك والالتفاف وزيادة اليقين حول ولاة امرنا - حفظهم الله - والوقوف معهم صفا واحداً ضد هؤلاء المنحرفين والمخربين وضد دعواتهم المضللة التي اخرجتهم عن الصف والولاء والطاعة، ونحمد الله أن قيادتنا الرشيدة - أيدها الله بنصره - قد خبرت مواطن الداء وبشرتنا على لسان سمو وزير الداخلية بالسعي الحثيث لإطفاء تلك الشرارة اللعينة في مهدها وملاحقة الجناة في جحورهم المظلمة وأوكارهم البائسة؛ فانقلب الجميع بنعمة من الله وكرم ورضوان بفضل البشريات المتلاحقة والوعود الصادقة بالنيل من أولئك الأشرار ممن خانوا العهود وأنكروا المعروف، وها هم رجال الأمن البواسل يسعون بكل إمكاناتهم وجهودهم لتطويق من يريدون أن يخترقوا أمن هذه البلاد، وأن يهددوا مصالحها؛ ليتساقط افراد الطغمة الفاسدة تباعاً أمواتاً وأحياء.
ومؤخراً تواترت الأنباء المفرحة عن قتل عدد من المارقين في جدة، لنزداد فرحاً وثقة في حكومتنا الرشيدة ورجال أمننا البواسل، وندعو لهم بالثبات والتوفيق وأن يمكنهم الله تعالى من كل فساد، وأن يعيد على أيديهم الأمن التام لنفوس الناس، وأسأله سبحانه أن يحفظ المملكة من كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يتغمد من استشهد من المسلمين بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته؛ إنه سميع مجيب.

(*)عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
الرياض - فاكس 014803452


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved