Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رأي علمي حول قرار الفحص قبل الزواج رأي علمي حول قرار الفحص قبل الزواج

قرأت ما كتبه الأخ عبدالرحمن المساوي في عدد الجزيرة رقم 11507 يوم الأربعاء 10-2- 1425هـ، وقد كان أسلوبه بالطرح رائعاً بحيث يلامس مشاعر القارئ العزيز الذي قد يلتبس عليه الأمر فيتفاعل مع الموضوع قلباً وقالبا،ً ويتمنى أن يتغلب صوت القلب والعاطفة والرحمة على صوت العقل والعلم والمنطق (على رأي الكاتب) غير إني أجد أن ما كتب ماهو إلا نتيجة لعدم فهم الموضوع وإلا لكان القلب والعاطفة والرحمة جنباًإلى جنب مع العلم والعقل والمنطق إذ إن المقصود عزيزي القارئ ليس فقط الفتاة بل والشاب كذلك، ولكي تتضح الصورة أكثر أود أن أوضح ما غفل عنه الكاتب الكريم في نص روح القرار من الناحية العلمية وطريقة هذا الفحص يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
- لا يسمي حامل الجين المصاب، المعتل، الزائد، الناقص بالمريض كما أطلق عليه الكاتب، والسبب أنه يمكن أن يحمل الجين المعتل، ويكون سليماً في نفس الوقت.
- ليس فقط من يحمل الجين المعتل هي الفتاة، ففي هذا الموضوع لا يكون الشاب ( شايل عيبه) بل من حق الفتاة أيضاً أن تعرف بمن سترتبط ثم تقرر، حيث قد شهدنا حالات يكون فيها الشاب مصابا بمرض خطير، ولا يرى أن لمخطوبته الحق في أن تعلم، ويتم الزواج فعلاً، وقد يستمر لعدة سنوات دون أن تعلم المرأة بشيء لأنه (شايل عيبه) وهذه من المغالطات الخطيرة في المجتمع التي من الظلم والإجحاف بحق المرأة أن تجهلها.
- يجب العلم بأن شهادة عدم التوافق تعطى حينما يكون الاثنان الشاب والفتاة حاملين للمرض، وليس عندما يحمله أحدهما فعندما يكون أحدهما حاملاً للجين المعتل (او حاملاً للمرض) فإن ذلك لا يمنع إعطاءهما شهادة توافق، ويمكن أن يتزوجا، ولا يوجد هنا أي مبرر لعدم إتمام الزواج، سواءً كان الحامل للجين المعتل هو الفتاة أو الشاب على حد سواء، فهما قادران بإذن الله عز وجل على إنجاب أطفال سليمين، ولا داعي للخوف والقلق بهذا الشأن.
- ذكر الكاتب مغالطة أخرى وهي أن الشاب لو تزوج بالفتاة المريضة (على حد قوله) وأراد المولى سبحانه ورزقا بطفل مريض ماذا سيكون رد الفعل؟ بالتأكيد لوم وتفريغ وعتاب للنفس وجلد للذات وربما حدثت مشكلة أخرى وهي الانفصال.. إلى أن قال: مسكينة تلك الفتاة ستعاني نفسياً الكثير.. إلى آخر ما قال في هذه الفقرة، على كل أقول له ولك أيها القارئ الكريم أن هذا مغالطة كبيرة إذ عرفت عزيزي القارئ انه لابد أن يحمل كل من الشاب والفتاة للجين المعتل ليكون هناك احتمال لإنجاب طفل مريض، وهنا ليست الفتاة فقط هي الملومة فهما جميعا قد قررا المضي قدماً في مشروع زواجهما بالرغم من الاستشارة التي أعطيت لهما في عيادة المشورة الوراثية التي شرحت لهما الامر كاملاً فلا يلام أحد الطرفين فكلاهما مسئول..
- ثم إن النظام الذي وضعته وزارة الصحة يضمن السرية التامة وبالتالي لا يمكن أن ينتشر الأمر بين الأهل الاقارب والمحيطين، فالأمر يقتصر على من تم فحصه، فإن انتشرت نتيجة الفحص فهو مصدر نشرها، وبالتالي إن كان احد المتزوجين سليما والآخر حاملا لجين المعتل، فإنه تصدر شهادة توافق لهما ويتم شرح الأمر لهما خصيصاً في عيادة المشورة الوراثية، وأنه لا داعي للقلق بصورة يقنع بها الطرفان، وكل ذلك في إطار من السرية التامة كما ذكرت.
- ثم إنه لا يمكن أن يؤجل الفحص إلى أن يقترب موعد الزفاف، وإلا كان هذا تفريطاً في حقوق الآخرين، فالفحص يجب أن يتم بمدة كافية لاتخاذ قرار مصيري وحيوي كالزواج.
- وأخيراً أقول لأخي الكاتب يا حبذا لو سخرت أسلوبك الأدبي الرائع الذي يأسر القلب ويجعل القارئ يحس بحقيقة المعاناة ويستشعرها.. لو سخرت هذا في مساندة المشروع لنكون معاول بناء وارتقاء لمجتمع سليم معافى بإذن الله من جميع الأمراض وخاصة الوراثية منها.

خالد بن عبدالعزيز العبدالرحيم
إخصائي كيمياء طبية والمشرف على المختبرات بصحة القصيم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved