Tuesday 27th April,200411534العددالثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المعلمة هوازن ترد على نورة: المعلمة هوازن ترد على نورة:
أين (المرونة) في التعليم وأنت تجهلين الطريقة (البغدادية)؟!

لقد قرأت الرسالة التي وجهتها الأخت نورة الزهراني في (الجزيرة) بتاريخ السبت 27-2- 1425هـ لوزارة التربية والتعليم وهاجمت فيها تعليم مادة القراءة والكتابة بالطريقة البغدادية، ولم ينتابني الإحباط، بل انتابني حماس شديد لفتح باب المناقشة والحوار معك وإلا فأين المرونة في مجال التربية والتعليم إن لم نكن على جانب كبير من رحابة الصدر وتقبل ما تثبت النتائج صحته، وما خلصت إليه تجربتنا هذا العام في تطبيق هذه الطريقة التي لا أظنك على دراية كاملة بتفصيلات تعلمها وتعليمها؟
(ومن جهل شيئاً عاداه).. لذا فلن أتوجه إليك بلومي ولا بعتابي أبداً إلا بعد دعوتك لزيارة لا أقول لمدرستي فقط، بل جميع المدارس التي اتبعت نهج هذه الطريقة في التعليم وحققت نتائج مبهرة ما كانت لتتحقق لو أننا تمسكنا بالطرق السابقة وتشبثنا بآرائنا.. ولا سيما أن المعلمات اللاتي قمن بتطبيقها كلهن قديرات مخضرمات عاصرن نماذج وأساليب منوعة، قديمة وحديثة وها هن الآن ينادين بتطبيقها، بل حملتها كل منهن شعاراً تبشر به الزميلات أنه:(لا ضعف بعد اليوم) ولعلنا لا نتعارض وإياك أيتها الزميلة المكرمة أننا جميعاً نسعى لغاية واحدة مفادها: الوصول بهذه الأجيال إلى القدرة على التفكير بطريقة إبداعية سليمة متحررة ويتحطم أمامها كل جمود وإلى خلق جيل يتسم بالثقافة التي تعد المطالعة والقراءة للوقوف على كل جديد هي دعامتها الصحيحة، لكن كيف به يقرأ ليتعلم كما ذكرت ما لم يتعلم أولاً كيف يقرأ..؟!
وقبل أن أذكر ميزات هذه الطريقة أود تذكيرك بقوة القراءة وصحة الإملاء والتفوق في تطبيق كافة المهارات اللغوية التي تمتعت بها الأجيال السابقة التي تعلمت بهذه الطريقة حتى انسابت اللغة العربية على ألسنتهم انسياباً رائعاً، توصلوا من خلاله إلى قرض الشعر.. رغم تلقيهم إياها بأساليب قديمة فما بالك الآن وقد صارت تقدم بأحدث الأساليب التربوية مدعمة بأكثر الوسائل تقدماً؟!!
فما المانع إذن أن نأخذ من كل عصر نافعه ومفيده.. وندع ما يضير؟
ثم من قال إن التلميذة التي صارت الآن وبفضل الله ثم بفضل تطبيق هذه الطريقة قادرة على قراءة جمل خارجية طويلة تحوي كلمات جديدة ليست بالسهلة غير متمكنة من فهم ما تقرأ، بل إنها تفهم وتناقش ما تفهم، وتعيد صياغته بأسلوب جديد إن تطلب الأمر ذلك، كيف لا وقد أدرجت الطريقة كخطوة إضافية لخطوات إعطاء الدرس دون أن تطغى على أية مرحلة من مراحله أو أن تلغي خطوة من خطواته أبداً.
فجانب التفكير والإبداع ظل يستحوذ على جميع الأهداف السلوكية إن لم نقل إنه ازداد تألقاً وسرعة في التحقيق، فهي تعوّد التلميذة على الربط لا التجزئة لأنها تحلل وتركّب، بل هي أصلاّ طريقة تراكمية.
عوّدتها الاسترسال لا التلكؤ لأنها تتطلب السرعة، ثم إنها تختصر الزمن لا تزيده - كما تفضلت - لأنها تحقق المثل القائل:(إن أطعمتني السمك فقد غذيتني ليوم، أما إن علمتني كيف اصطاد السمك فقد أطعمتني العمر كله).
فأين مصلحتنا -أختي المهاجمة- في أن نكون المتحمسين لتطبيقها ما دمنا وكل الشهود قد لاحظنا أثرها في تجاوز الأخطاء الاملائية التي كنا نعاني من وجودها، بل إنها تمكن التلميذة من تصويب الأخطاء التي قد تقع عينها عليها.
وسنظل جاثمين من حيث بدأنا إن لم نحاول.. ونجرّب.. وننوّع لنغني مسيرتنا ولنثري رسالتنا التي آمل بعون الله أن تُؤتي أكلها ما دامت النوايا كلها والوسائل جميعها خالصة تسعى إلى تحقيق الأمثل.

المعلمة هوازن الشمري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved