Sunday 2nd May,200411539العددالأحد 13 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
وفي مسألة المرأة...
خيرية إبراهيم السقاف

يمتلئ القلبُ بسعادة تغمره في وقتٍ حلَّ فيه من الألم ما لا يزيله إلاَّ الأمل في الله تعالى، ثمَّ في هذا التَّكاتف على الحقِّ...؟ فمقالةُ يوم الجمعة أمس الأوَّل جاءت عن مسألة المرأة. وهي مسألة لا أحسب أنَّ أحداً في مجتمعنا لا يُجْمِع عليها، مهما تفاوت فهمه، أو علمه، وعْيه، أو جهله... فالمرأة المسلمة في أصقاع العالم تعي تماماً أنَّ هويَّتها الإسلاميَّة تضع لها التزامات أمام خالقها، لا يعفيها هذا العصر بكلِّ ما فيه من تداخل المفاهيم، واختلاط الرُّؤى، من أن تلتزم بهذه الالتزامات كونها تحمل صفةً دينيةً تربطها بخيريَّة أمَّتها، وبخير رسالات الله تعالى في أرضه، إذ ارتضى سبحانه وتعالى بأن يكون الإسلام تمام الأديان، ورسالة محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، هي خاتمة الرِّسالات فقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}
ويوم أكمل الله تعالى هذا الدِّين في جمع عرفة المشهود، وبخطبة الوداع، أتمَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصاياه، وكان منها وصايته بالمرأة. فهي الأمُّ الحاضنة الَّتي بين يديها سعادة الإنسان أو شقائه، فهي القدوة بعد الاحتضان في الأحشاء، وهي الحاضنة بعد الوصول إلى الأرض، وهي التي تُلْقم مع رشفة الحليب، ودفء الحنان، القيَم، والمبادئ، والتَّوجُّه...، وهي الزَّوجة المؤتمنة على رعايتها بمفهوم الرِّعاية الدَّقيق، والعام، في أمور تخصُّها، وأخرى تخصُّ منزل الزوجيَّة، وأمور تخصُّ الزَّوج، فالولد، فالأقارب، والأرحام، فالمجتمع الذي تقدِّم له نتائج حرْثها، وغرْسها الأبناء الَّذين هم العملُ لها، فإن صلحوا فإنَّ في ذلك صلاح عملها، وإن فسدوا فإنَّ في ذلك خلل عملها...، ويبقى لكلِّ امرئ ما يُناط به بعد بلوغ رشده، وربط أموره بذاته، إذ هو في نهاية الأمر مسؤول عمَّا يفعل، بمثل ما كان سائلاً عمَّا يُقَدَّمُ له. والمرأة صانعة فأيُّ صناعة نماءٍ يمكن أن تقدِّم في ضوء هذا الدَّفع العارم بها لأنْ تذوبَ ضمنَ شلاَّلات الإغواء، والإغراء، والتَّفريط والدِّعة؟! فيما هي بإسلاميَّتها قويَّةٌ عند الحقِّ، صلبةٌ أمام الجَرْف؟؟
إنَّ مجتمعنا مجتمعٌ خيِّرٌ، فيه بإذن الله الصَّلاحُ رغبةً في إرضاء الله تعالى حتى لو اختلف أسلوبُ التَّعبير، فقويَ بعضُهُ، ووهنَ بعضُهُ الآخر، تبقى هناك اجتهادات النَّاس، فإنْ أصابتْ فلهم الأجران، وإن أخطأت فإنَّهم لا يُحْرمون منه.. ذلك لأنَّ الشُّعور بخطر ما يُحاك للمسلمات، في ضوء تداخل المفاهيم، يجعل المبادرة للتَّعبير عن السَّعادةِ بالتَّوافق في الرَّأي، على محبَّة ما يُرضي الله تعالى..، جعلني أشكرُ كلَّ من بادر بالالتفات لقراءة المقال إياه، ثمَّ بادر بمواصلتي تعبيراً، صادقاً عن هذا التَّوافق.
ولئن كنَّا جميعنا في قافلة واحدة، فإنَّنا جميعنا أيضاً نسعى لمرضاة الله تعالى وهي المَقْصد، سائلينه برحمته أن يُثبِّتنا جميعنا، وأن يحفظَ محاضنَ البشر في أمانٍ ممَّا نخاف، ويلطف بنا في أمورنا جميعها، ويختم لنا بالحسنات، ولا يُرينا سوءاً ويطهِّر النِّيَّات، ويُعين على تجاوز مدارك سوء هذه المرحلة التي نعيش، في مناحي الحياة جميعها. اللَّهم آمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved