Sunday 2nd May,200411539العددالأحد 13 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدير عام الأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم.. العقيل لـ (الجزيرة): مدير عام الأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم.. العقيل لـ (الجزيرة):
اعتماد (58) مليوناً للأنشطة الطلابية لهذا العام
إنشاء مراكز لتدريب الطلاب على مختلف المهارات التربوية

* الرياض - وهيب الوهيبي:
رصدت وزارة التربية والتعليم مبلغ (58) مليون ريال ميزانية مخصصة للأنشطة الطلابية لهذا العام، وقال مدير عام الأنشطة الطلابية بالوزارة سعد بن عبد العزيز العقيل في حديثه ل(الجزيرة): إن الوزارة حريصة على تفعيل الأنشطة التربوية داخل أروقة المدارس وتزويد الطلاب بمختلف المهارات والاتجاهات الإيجابية التي تساعدهم على التعامل مع المواقف الحياتية اليومية، مشيراً في هذا الصدد إلى إنشاء مراكز تدريبية للطلاب على المهارات الطلابية في كل إدارة تعليمية.
تفعيل الأنشطة
بداية يشير مدير عام الأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم سعد بن عبد العزيز العقيل إلى أن التوجه القائم حالياً يصب في العناية بالأنشطة ودعمها في الميدان وتفعيلها بدرجة أكبر ويضيف: قمنا بدراسة الفترة الماضية التي تم فيها النشاط فوجدنا أن هنالك عدة إشكاليات في تطبيق النشاط، منها أن الكثير من برامجنا أصبحت مركزية على مستوى إدارات التعليم، كما أن هناك ضعفاً في البرامج التي تقام في داخل المدرسة، لذا استهدفنا هذه القضية حتى نقلل من المركزية وتكثيف البرامج داخل المدرسة.
وقال: أما الأمر الآخر، فنتأمل حالياً في مفهومنا للنشاط وماذا نعني به وقد يتجه الكثيرون إلى أن مفهوم النشاط هو التركيز على توجيه الطالب للنشاط برغبته وميوله، لكننا نركز الآن على أن يكون النشاط ذا شقين أساسيين، هما تحقيق الرغبة والميول للطلاب. فهناك طالب يميل إلى المسرح وآخر للرياضة وثالث للبرامج الاجتماعية ورابع للبرامج الكشفية وهكذا.
كما تعد الخطابة احتياجاً ضرورياً للطالب تعلمه كيفية التعامل مع المواقف الحياتية العامة، كذلك نسعى لتنمية اتجاهات الطالب نحو مدرسته ومعلمه ووالديه والبيئة المدرسية وغير ذلك.
ومثل هذه الاتجاهات يجب أن تكون من ضمن ما يقدم للطالب في النشاط.
والأمر الثالث الذي انطلقنا فيه من برامجنا هو محاولة دعم النشاط لدى جميع العاملين في المدرسة. وفي الفترة الماضية ركزنا على عدد من المعلمين والطلاب ولذا نحن الآن نسعى أن يكون النشاط شاملاً لكل الطلاب.
الأمر الرابع الذي نأخذه بعين الاعتبار هو ماذا نقدم للطالب من برامج وأنشطة؟ فنحن نطمح أن تكون البرامج والأنشطة أكثر حيوية ولها ارتباط بالمقرر الدراسي وبالمواقف الحياتية وتهدف إلى إيجاد المواطن الصالح الفاعل في مجتمعه الذي يستطيع في المستقبل أن يدير نفسه وأسرته، وقد بدأنا نفكر في مراجعة ماذا نقدم؟ ونقوم بتبسيط البرامج بطريقة جيدة، فمثلاً أخذنا جانب القيم كالصدق وبر الوالدين والطاعة والانضباط والتفاعل الإيجابي مع المجتمع وهكذا وضعنا في كل قيمة مجموعة من البرامج سميناها أوعية بحيث تصلح في كل قيمة وتركنا للمدرسة حرية تطبيق هذه القيم لكن خلال جدول زمني يتوافق مع خطة النشاط للمدرسة، بمعنى أن هذه المدرسة قد يناسبها في الوقت الراهن أن تركز على الصدق، بينما مدرسة أخرى تركز على بر الوالدين ومدرسة ثالثة تركز على الانضباط وأخرى على احترام المعلم، فهذه القيم عبارة عن أوعية لها برامج وأنشطة خاصة.
المهارات الطلابية
ويؤكد العقيل على ضرورة العناية بالمهارات الطلابية قائلاً: قدمنا بهذا الخصوص برنامج (تدريب المهارات الطلابية) الذي يقام للعام الرابع على التوالي ويهدف البرنامج إلى اختيار مجموعة من القضايا نقوم بتقديمها للطلاب على هيئة دورات تدريبية مكثفة مثل: مهارة الاتصال ومهارة اختيار الصديق ومهارة الإبداع ومهارة التفكير والنجاح ومهارة الحفاظ على الوقت.
ويضيف: قناعتنا بأهمية تدريب الطلاب وأهميتها جعلتنا نسعى لتدريب الطلاب ويتم أيضاً من خلال مؤسسة تدريبية متخصصة.
وهنا أود أن أوضح بأننا شرعنا هذا العام في فتح مراكز لتدريب الطلاب في كل إدارة تعليمية بميزانية وبرامج خاصة تهدف جميعها إلى تزويد الطلاب بالمهارات التربوية المفيدة.
المعلم وحصة النشاط
وحول رفض بعض المعلمين لحصة النشاط بحجة عدم مناسبة المبنى المدرسي وقلة الإمكانات المادية وزيادة الجهد على المعلم يؤكد العقيل أن حصة النشاط واجهت في الميدان بعض الرفض، جزء منه واقعي ويرتبط بطبيعة الاحتياجات المادية لهذه الحصة كالمبنى المدرسي والأدوات والمعلم المناسب، وجزء آخر غير واقعي وفي نظري لأن البعض يهدف من ذلك إلى تقليل اليوم الدراسي وتقليل الجهد الذي يبذله المعلم.
وأضاف نحن نسعى في الوزارة إلى تكثيف برامج النشاط وإيجاد وقت لها في اليوم الدراسي لمزاولتها، إما بأسلوب حصة النشاط أو بأسلوب المقرر الدراسي. فمثلاً هناك خمس حصص لمادة التربية الإسلامية في الأسبوع يمكن أن تكون واحدة منها حصة لنشاط التربية الإسلامية، وكذلك الحال بالنسبة للمواد الأخرى لأن التربويين يدركون أن النشاط والمواقف التعليمية أهم من حصول الطالب على المعلومة من الجانب التلقيني وهذا هو الخلل في تعليمنا، لذلك لا ينبغي التقليل من شأن حصة النشاط لأنها مجال مهم في دعم التوجهات التربوية والأعمال القيمة التي تقوم بها المدرسة.
وفي هذا السياق أود أن أشير إلى هناك مشروعاً قد يكون بديلاً يوماً ما لحصة النشاط وهو اليوم الكامل المفتوح خلال الفصل الدراسي ويشمل برامج متنوعة يشرف عليها جميع المعلمين. وليس بالضرورة أن يكون اليوم المفتوح في المدرسة، بل في أي مرفق حكومي أو في أحد الأندية الموجودة في الحي.
الأمر الآخر هناك جهود تبذلها الإدارة العامة للنشاط الطلابي لمساعدة المدارس في تحديد الأنشطة الطلابية التي يمكن تطبيقها في المدارس المستأجرة، أما المدارس المتكاملة التجهيزات فيجب أن تطبق كل البرامج المطلوبة منها.
سلوكيات خاطئة
وعن دور النشاط الطلابي في معالجة بعض الظواهر السلوكية الخاطئة في المدارس كالعنف مثلاً يقول العقيل: إن أي مشكلة سلوكية موجودة في أي مدرسة يجب أن تعالج فوراً.. وهذا ما نحاول القيام به من خلال تشكيل مجالس بالمدارس هدفها تحديد واقع المدرسة التعليمي وواقعه سلوكياً وتربوياً والسعي إلى معالجة هذه الظواهر عبرها.
وكذلك تحديد البرامج التي يجب أن يقوم بها المرشد الطلابي ورائد النشاط والمعلمون لمواجهة هذه الظاهرة أو المشكلة ومن هنا نقول: إن المدرسة تخطط بطريقة صحيحة لكن أن تكون هناك برامج نقدمها للمدرسة ولا نجد من ينفذها لغياب الجانب التخطيطي فهذه المشكلة. ولذلك نحن في إدارة النشاط بدأنا بخطة نشاط المدرسة منذ عودة المعلمين بعد الإجازة الصيفية وقبل انطلاق العام الدراسي لمعالجة ذلك الأمر.
كما أود الإشارة إلى أن المدرسة عندما تلاحظ بعض الظواهر السلوكية السلبية توجه برامجها ونشاطها لمعالجة هذه الظواهر ولكننا نرمي إلى مشروع بنائي للطالب عند التحاقه بالمدرسة في الصفوف الأولية، ويجب أن يقدم له نشاط يغرس فيه المفاهيم التربوية الصحيحة.
المسؤولية المشتركة
وأضاف العقيل أن مسؤولية التربية الآن لم تصبح على المدرسة فقط وهذا لا أقوله تهرباً كتربوي، لكن التربية الآن مطالب بها الجميع الإعلام وولي الأمر والمسجد والمجتمع المحيط بالحي. فما فائدة أن أعلم طفلاً نبذ العنف ثم يأتي ولي أمره ويقدم له ألعابا إلكترونية تربي الطفل على العنف، أو يأتي التلفزيون ويقدم برامج تربية على العنف، اعتقد أن هناك محاور تربوية يجب الاهتمام بها كثيراً، كما يجب أن يكون هناك خطة إعلامية تقدم التربية من خلال الإعلام.
وعن تعليقه فيما يراه بعض أولياء الأمور عن فتح المدارس خلال الفترة المسائية لتقديم مختلف الأنشطة الهادفة للطلاب قال:
نعم نؤيد هذا الرأي بقوة، والوزارة تسير في تفعيل هذا المجال وقامت برفع عدد مراكز الأحياء من (50) إلى (120) مركزاً على مستوى مناطق المملكة. وأوكد بأن فتح أبواب المدرسة في الفترة المسائية كمحاضن تربوية للطلاب مهم جداً وعرضت هذه الفكرة على مسؤولي الوزارة وهناك قناعة قوية بضرورة تفعيلها. والآن البحث جارٍ للدعم المادي لهذه الخطوة ولن تتأخر الوزارة في فتح المدارس للطلاب إذا ما توفر هذا الدعم.
تعاون إيجابي
من جهة أخرى ثمّن العقيل تعاون الجهات الحكومية والأهلية مع وزارة التربية والتعليم في تنفيذ الأنشطة والبرامج الطلابية وقال: الكثير من برامجنا في الميدان يتم فيها التنسيق مع القطاع الخاص واستثمار هذه التعاون في دعم الأنشطة، بالإضافة إلى ما تحظى به الوزارة من تعاون كبير مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي فتحت أبوابها لخدمة الطلاب وهذا يؤكد اللحمة التي تربط المؤسسات والجهات بعضها ببعض.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved