Sunday 2nd May,200411539العددالأحد 13 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الملك فيصل.. حلم التضامن الإسلامي الملك فيصل.. حلم التضامن الإسلامي

في مثل هذا اليوم 13ربيع الاول من عام 1395هـ، توفي المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز، ثالث أبناء الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وثالث من تولى الحكم في المملكة العربية السعودية.
ففي منزل الوحي وأرض الرسالة الخالدة تفتحت عينا (فيصل) على الدنيا، فتشربت نفسه منذ الصغر بعبق الإيمان، وأريج الإسلام، وشبَّ ليجد كل ما حوله عربيًا، وكل من حوله عربيًا، وحين أصبحت مدارك فيصل الطفل قادرة على الاستيعاب عرف أنه الأمير العربي ابن الملك العربي، وأنه ابن الجزيرة العربية، وليد أرض المقدسات، وسليل أسرة عربية عريقة.
نبوغ منذ الصغر
ولد (فيصل) ابن الملك عبد العزيز آل سعود في الرياض في (شوال 1324 هـ، نوفمبر 1906م)، وكان مولده في اليوم الذي انتصر فيه الملك (عبد العزيز) في إحدى معاركه الفاصلة، وهي معركة (روضة مهنا).
ونشأ الفيصل نشأة إسلامية كريمة وتشبعت روحه - منذ الصغر- بالفضيلة، والقيم النبيلة والأخلاق الحميدة، فجاءت مع علو الهمة وسمو النفس، وعكس سلوكه الخلق الإسلامي القويم، والفضائل العربية الأصيلة. وقد تميز الفيصل بنبوغه المبكر وشخصيته المتفتحة منذ حداثة سنه، وعندما اكتشف أبوه ذلك اهتم به وشجعه على تنمية تلك الملكات في سن مبكرة، فدفعه إلى العالم الخارجي وهو في أولى سنوات شبابه، فقام بأكثر من (13) رحلة رسمية في السنوات بين عامي (1345 هـ، 1926م) و(1363هـ، 1943م)، وكان هذا التجوال مدرسة عالمية يسّرت له ما لم يتيسر لغيره من الزعماء والحكام، وأكسبه خبرة سياسية كبيرة، هيأت له نضجًا سياسيًا مبكرًا، وكان الملك (فيصل) هو الوحيد من بين حكام عصره الذي قابل أكبر عدد من الساسة والقادة.
الفيصل ملكًا
بعد فترة ولاية للعهد استمرت أحد عشر عامًا، بويع (الفيصل) ملكًا على البلاد وهو في الثامنة والخمسين من عمره في (27 من جمادى الآخرة 1384 هـ، 2 من نوفمبر 1964م) فعمل منذ اللحظة الأولى على جمع كلمة العرب والمسلمين، وقد ألهب حماسته وأشعل عزيمته إحساسه بضعف المسلمين وتخاذلهم أمام صلف وغرور اليهود خاصة بعد حريق المسجد الأقصى.
وقد بذل (الفيصل) جهودًا كبيرة في سبيل تحقيق تلك الغاية السامية والأمنية النبيلة، فزار عددًا كبيرًا من الأقطار الإسلامية في (إفريقيا) (وآسيا)، ودعا إلى إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، لتجمع كل الدول الإسلامية تحت مظلتها.
الفيصل في المعركة عندما وقعت
هزيمة (5 من يونيو 1967، 26 من صفر 1386م) كان الملك فيصل: من أوائل الذين وقفوا إلى جانب الرئيس (جمال عبد الناصر في محنته، وعلى الرغم من الخلافات القديمة، فإن هاجس الهزيمة وضياع (سيناء) والجولان والضفة الغربية (والقدس)، وكان كل ذلك أقوى من كل خلاف، وعندما التقى الملك (فيصل) بالرئيس، عبد الناصر في مؤتمر الخرطوم في ( جمادى الآخرة 1387 هـ، أغسطس 1967م)، قال (الفيصل): (إن مصيرنا واحد، ونحن مطالبون أمام الله ثم أمام شعوبنا بأن نتكاتف وننسى كل شيء، إن معركتنا مع العدو لا تنتهي بالهزيمة التي لحقت بنا، وإن المملكة العربية السعودية على استعداد للقيام بما يقضي به واجبها العربي في شتي الميادين). وفي حرب (10 من رمضان 1393 هـ، 6 من أكتوبر 1973م) كان (الفيصل) شريكًا في الإعداد للمعركة، وفي خوضها، وفي مواجهة آثارها، وكان التنسيق الذي تأمنت له أسباب السرية التامة بينه وبين الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد واحدًا من أهم العوامل التي حققت عنصر المفاجأة في تلك الحرب. واستطاع (الفيصل) أن يستخدم سلاح البترول في تلك المعركة في الوقت الملائم ليكون له التأثير المناسب والفعال، وليحقق الهدف الذي استخدم من أجله وهو الضغط على أوروبا وحلفاء إسرائيل حتى تحقق النصر للعرب في النهاية.
وكان الفيصل يؤمن بأن سبيل العرب إلى تحقيق النصر إنما يتم بالتمسك بالعقيدة والاجتماع تحت لواء الإسلام، فيقول: (إن عقيدتنا الإسلامية ليست فيها عنصرية ولا قومية ولا جنسية إلا حقيقة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإذا تمسكنا بهذه العقيدة فنحن بحول الله منتصرون).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved