Tuesday 4th May,200411541العددالثلاثاء 15 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كما النخل الباسقات.. تموت واقفة! كما النخل الباسقات.. تموت واقفة!
محمد بن أحمد بن سعود القصير

بالأمس القريب ودعنا الشيخ محمد بن عبدالله الجميح عميد أسرة الجميح المباركة، الذي ووري جسده التراب بعد أن لَبَّى نداء ربه {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي} .. إلا أن الرجل الفذ الذي رحل عن عالمنا سيبقى في ذاكرة الحب والوفاء سيرةً عطرةً لا تنقطع.. كما سيظل اسمه (نخلةً باسقةً) على أرض وطن العطاء، تنشر في سماء جزيرة العرب عبقها وأريجها وأصالتها، دون أن تسقط أوراقها أبداً.
بقلب مؤمن بقضاء الله سبحانه وتعالى أعزي فيه كل الوطن، فقد كان رحمه الله صرحاً وطنياً تجارياً قائماً بذاته، وضلعاً مهماً في مثلث التنمية الوطنية، إذ أرسى وأخوه عبدالعزيز قاعدة بناء واحدة من أهم مؤسساتنا التجارية الرائدة.. وعزاؤنا أنه ترك وراءه جيلاً ممتداً من الإداريين الناجحين الذين تخرجوا على يديه، وفي مقدمتهم: محمد وعبدالرحمن وحمد أبناء أخيه المرحوم عبدالعزيز.
وإذ أسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم آله وذويه الصبر والسلوان.. آمل أن يجد فيه أبناء الوطن القدوة الصالحة في التواضع والصلاح والتفاني في عمل الخير ابتغاءَ وجهِ الله الكريم.. فكم له من أيادٍ بيضاء في بناء وترميم المساجد، والمسارعة في معاونة الأيتام والفقراء والمساكين والأرامل.
لقد استحق في حياته وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، كما نال جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لأعمال الخير.. كذلك كان موضع التكريم والاحتفاء أيضاً خارج حدود الوطن، إذ قلدته المملكة اليزابيث الثانية (وسام القائد) ومنحته الحكومة الايطالية (وسام الفارس).
لكن قضاء الله تعالى شاء -ولا راد لقضائه- أن يترك القائد دفة القيادة، وأن يترجل الفارس الأصيل عن جواده ليلقى برهان ربه ويرحل عن دنيانا الزائلة إلى دار الخلد الباقية.. لكنه كما النخل الباسقات، تموت واقفة ذات طلع نضيد.
رحل عن عالمِنا، لتظل ذكراه العطرة شاهداً على عطائه السخي، وصدق حسه الوطني، وعمق ولائه وانتمائه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved