Thursday 6th May,200411543العددالخميس 17 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
صدور كتيّب (نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام)

* الثقافية - علي سعد القحطاني:
ضمن سلسلة الدراسات المعاصرة الصادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صدر كُتيّب بعنوان (نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام) للدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي وهو في الأصل بحث كان قد شارك به المؤلف في المؤتمر الذي نظمه كرسي الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن خلال المدة من 20-21 شعبان 1424هـ الموافق 16 - 17 أكتوبر 2003م وقد اعتمدت هذه الدراسة العلمية على الأسس والأساليب والمعايير العلمية لتحقيق ذلك المستوى من التمييز، فلا يكون النظر إليها نظراً مجدداً يدفعه الحماسة أو المدافعة عن وجهة النظر، وهذا بلا شك يحتاج إلى رؤية وتجرد وعدل في جانب الباحث، وإلى تحديد وتحرير وتعريف علمي دقيق لموضوع الدرس والمناقشة.
وفي هذا الإطار فإن الإرهاب بمفهوم الإفساد في الأرض، ونشر الرعب والخوف السلبي بشتى صوره وأشكاله- من الأحداث التي رزء بها إنسان هذا الكون، وهو بهذا المفهوم قديم، نجد الإشارة إليه في الحوار الرباني مع الملائكة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }.
فأشارت الملائكة إلى الفساد في الأرض وسفك الدماء، وهما من الإرهاب في مفهومه السلبي، ولكن العليم الخبير قال: إني اعلم مالا تعلمون.
فالإرهاب بذلك المفهوم ليس له وطن ولا دين، وليس حديث النشأة، ومعاناة الإنسان منه ليست للتو، إنما هي سلسلة وتاريخ طويل من الأحداث.
لذا جاءت معالجة هذا الأمر في الديانات السماوية وخاتمتها ديننا الإسلامي الذي أوفى هذا الموضوع حقه في المعالجة الوقائية والعلاجية.
إلا أنه عندما حصلت النكسة الفكرية في الفكر الإنساني في بعض المجتمعات البشرية- وذلك بفصل الدين عن الدولة- تأثرت بذلك سلباً كثير من الأحكام والمواجهات والضوابط والمعايير المرتبطة بالدين وخاصة تلك التي تضبط سلوك الإنسان وتصرفاته.
ونظراً إلى اختلاف المصادر الفكرية والبيئات الاجتماعية والموروثات الأدبية، فقد اختلفت نظرة المجتمعات البشرية إلى تلك الأحكام والمسائل، ومنها الإرهاب الذي عانى منه الإنسان قديماً وازداد عناؤه منه حديثاً، فكان تكثيف التوجه والاهتمام بمعالجته ومناقشته في المؤسسات الحكومية والهيئات والمنظمات الدولية، وفي المؤسسات العلمية والجامعات ومراكز البحث العلمي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved