Thursday 6th May,200411543العددالخميس 17 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

11-6-1391هـ الموافق 3-8-1971م العدد 354 11-6-1391هـ الموافق 3-8-1971م العدد 354
مؤتمر ينعقد في باريس لدراسة قضاياهم
في العالم الحاضرة 35 مليون أطرش

ينعقد كل أربعة أعوام في احدى العواصم الكبرى مؤتمر عالمي للتباحث في قضايا المصابين بعاهة شائعة جداً هي عاهة الطرش أو الصمم حسب المصطلح العلمي فان عدد الصم في أنحاء العالم أصبح يجاوز 35 مليون إنسان في الوقت الحاضر.
وقد انعقد سابقا مؤتمر الصم في روما ثم في زاغرب بيوغوسلافيا ثم في فيسبادن بألمانيا الغربية وفي ستوكهولم وفارسونيا.
أما هذه السنة فسينعقد بباريس في مركز منظمة اليونسكو في مطلع شهر أغسطس (آب).
ويجتمع في هذا المؤتمر مشاهير الأطباء والاختصاصيين وكل من له صلة قريبة أو بعيدة بهذا العالم المحروم من السمع. وتجري فيه المناقشات حول شتى وجوه قضايا الأطرش في الحياة اليومية. فقد لا يعرف الكثيرون أن لهذه العاهة وجوها نفسانية كثيرة وانعكاسات اجتماعية أليمة جدا.
وفضلا عن كل ذلك، تحاول الأوساط الطبية والهيئات الاجتماعية أن تجد وسائل حديثة لتهذيب كل من المصابين بالطرش وغيرهم من السليمين العائشين حولهم، حتى يتم دمج المصابين في البيئة الاجتماعية فيستطيعون مزاولة مهنة ويتعلمون لغة خاصة للتفاهم والتخاطب.
لغة جديدة مبنية على مدلول الاشارة
يستعد الاختصاصيون لعرض أفلام سينمائية ومحاضرات في مؤتمر باريس القادم، لتفسير طريقة جديدة للتفاهم بين الأطرش وأهله ثم بينه وسائر الناس. فانهم يريدون أن يضعوا لغة دولية للأطرش على نحو لغة (براي) للعميان، أو اذا شئت تشبيها آخر فهي أشبه بلغة (المورس) المصطلح عليها، ولكن هذه اللغة مؤلفة كلها من اشارات مصطلح على مدلولها سلفا بحيث ان كل اطرش يفهمها في كل أنحاء العالم.
وواضح أن البلدان النامية أحوج من البلدان الصناعية إلى المساعدة في هذا المجال أيضا. فان عدد الصم فيها أعلى مما هو في البلدان الغنية، ثم ان عدد المدارس والاجهزة الاخرى الخاصة بتربية الاطرش منذ الطفولة قليل جداً.
فبموجب احصاءات اليونسكو ليس في كل القارة الآسيوية سوى 20 مدرسة للأطفال الصم. وكذلك في القارة الأفريقية.
وأخطر من ذلك أن البلدان النامية ليس لديها مؤسسات طبية خاصة باكتشاف اعراض الطرش الاولى وتشخيصها منذ المرحلة البدائية. فإنما الطرش نوعان فمنه الوراثي ومنه (المكتسب) ان صحت هذه اللفظة في المرض!!
ولذلك سجل الاحصاء أعلى نسبة للأمية لدى المصابين بالطرش اذ لا أحد يهتم للطفل الاطرش وتهذيبه وتلقينه المعارف الضرورية له. فان اكثر من نصف المصابين بالطرش اميون، غير أن هذه النسبة نسبة عامة، وهي تختلف بين دولة واخرى، ففي أمريكا الجنوبية قد تبلغ نسبة الامية لدى الصم 80 بل 90 بالمائة وتهبط في الولايات المتحدة إلى 5 بالمائة.
الطرش التام والطرش الجزئي
بديهي أن عدد المصابين بالطرش الجزئي أعلى من عدد المصابين بالطرش التام. وانما يعني بالطرش الجزئي ما نعنيه عامة بقولنا عن فلان انه (ثقيل السمع) أو (سمعه قليل).
وعلى هذا القياس يلاحظ أن في يوغوسلافيا مثلا 47 ألف أطرش تام، ونحو 200 الف أطرش جزئي وفي تركيا يبلغ عدد المصابين بالطرش التام نحو 60 ألفا وأصبح الطرش في هذه البلاد (آفة وطنية) حسب عبارة اليونسكو. ويبدو أن فرنسا مهتمة أكثر من غيرها ببناء المدارس والمؤسسات الخاصة بمعالجة المصابين بالطرش التام او الجزئي. ففيها أربع مؤسسات قومية وثلاث مؤسسات اقليمية فضلا عن 32 جمعية خاصة تهتم بالمصابين سواء للمعالجة الطبية أو لتلقينهم المهن المناسبة لوضعهم أو لتزويجهم أيضا وتوفير أسباب معيشة طبيعية لهؤلاء الناس الذين حرموا حاسة السمع أما كليا واما جزئياً.
وعسى أن يأتي مؤتمر باريس القادم بوسائل جديدة لتخفيف الوطأة عن هذا الجمهور الغفير المؤلف من 35 مليون إنسان محروم من سماع تغريد البلابل وترنيم العصافير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved