Sunday 9th May,200411546العددالأحد 20 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفضائيات العربية.. ما دورها ؟!! الفضائيات العربية.. ما دورها ؟!!
محمد أبو حمراء

يعج الفضاء بكل ألوان الطيف العربية، عشرات القنوات التي تبث أفكارها، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها، وهي في مجملها تضييع لوقت المشاهد.
لكن السؤال هو: لمن توجه تلك القنوات؟ أو: من هو المقصود في تلك القنوات؟ قد يقول قائل إنها موجهة لشعوبها التي تنطلق منها، ثم هي أيضا موجهة للآخرين من الذين يعرفون لغتها سواء الفصحى أو المحكية!! وقبل الإجابة عن السؤال أقول: دعونا نحاول ان نحصي قنوات الدول العربية، ونقول إنها تجاوزت العشرات من المحطات الفضائية، هذا غير المحطات الإذاعية على الشورت أو الميد أو إف إم!!
لكن هل كل تلك المحطات موجهة إلى الشعب ذاته؟!! ثم هل الشعب بحاجة إلى تلك الشروحات التي تأتي عبر تلك القنوات، وهل المسلم في تلك البلاد أو غيرها بحاجة إلى ان يشرح له أحد عن إسلامه الذي يمارسه منذ صغره حتى شاب فوداه؟ أو هل الشعوب بحاجة إلى ان يشرح لها طريقة عادة شعبية هي تمارسها دون شروحات؟
أما من ناحية ما يدور في بلادها من حوادث فلا شك ان الشعوب تعرف ما يدور في بلادها وبكل وضوح.
إذن هناك جهود تدور في الفضاء عبر مئات القنوات، ويصرف عليها مئات الآلاف من الدولارات لتستمر، ومع ذلك فالمردود الإعلامي والفكري والتوجيهي ضئيل جداً، ويكفي محطة واحدة لتخاطب أمة واحدة، ثم انه يجب علينا إذا كنا نريد ان يعرفنا الطرف الآخر ان نتوجه له بلغته وبالمقاييس التي يرغب ان يستعملها للتخاطب، لا أن نوجه جهدنا لشعوب منا وفينا ولنا ونحن لها، ونغرقهم بتلك المحطات التي جهود أكثرها إعادة الأفلام الوثائقية الغربية أو العربية لنراها مع سبق إصرارنا ومعرفتنا بما سيقولون فيها سلفاً!!
الشعوب العربية لم تعد في حاجة إلى التوجيه (ولا تستغني عن التذكير فقط) لكن هناك من لا يعرف عن المملكة العربية السعودية سوى انها خيام عند آبار نفط، أو من لا يعرف عن أي بلد عربي سوى ما يصنعه وينتجه الإعلام هناك، فلماذا لا يكون إرسال القنوات العربية الكثيرة بلغات مختلفة، مثل الفرنسية والإيطالية والإسبانية واليابانية والصينية.. الخ، ونطلعهم على ما عندنا مباشرة دون ان يكون هناك وسيط غربي يشوّه ويخدش حياءنا الذي نعتز به، أي أنه إذا كان عند الدولة العربية الفلانية أربع أو خمس محطات أكثرها للفن والغناء والكرة والمسرح، فلماذا لا يكون هناك محطة رسمية متزنة، وتحوّل الآخر إلى لغات غربية وشرقية لنكسب احترام الآخرين وتعاطفهم وفهمهم لنا؟
وما قيمة ان تقول لي ان الغرب متغطرس وانه فعل وفعل وان العرب مظلومون، لأني أعرف ذلك مسبقاً بالمحسوس والمعايشة، لكن لماذا لا يكون هذا الكلام موجهاً لرأي آخر أكسبه إلى صفي؟!!
هنا فاجعة التفكير وفكر الفاجعة.. والله المستعان.

فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved