|
|
|
إن الكلمات تعجزعن التعبيرعمايختلج في النفس من آلام ومعاناة شديدةوقاسية بسبب هذا الوضع المأساوي الذي طاشت فيه عقول وذهلت فيه أفهام، فحادت عن الحق وانحرفت عن الطريق القويم فأخذت تستفرغ سماً زعافاً يغيظ المسلم ويفرح العدوالمتربص،ونحن في زمن وظرف ينبغي أن تلجم فيه أفواه السفهاء وتكبت فيه أصوات أهل الأهواء، حتى يسود صوت الحكمة التي لا تطيش عن صواب تستهدي بنور الشرع والعقل جاعلة نصب عينها مصلحة الوطن والأمة في المقام الأول، فلا يكون للشيطان مدخل ولا لأهل الدسائس الشريرة مجال لإشعال الفتنة فالمؤمنون إخوة مهما طاشت سهام جانحة وزاغت عقول غائبة فما تلبث بقول لين إلا أن ترعوي للحق وتتذكربنور البصيرة،ومن شذ بعد فلكل مقام مقال، وعليه فإني رغم هذه الأصوات الهادرة والاستنكارات المتتابعة التي لا ألومها إذا ما التزمت بالهدي النبوي فالخطب جلل والمصاب عظيم، سيكون حرفي مستكيناً وصوتي خافتاً رنيماً لأسمع مفهومه إلى المقصود لعله يصحو من غفوته ويعود إلى رشده ولا تأخذه عزة بإثم وهذا هوالمأمول،فيا من تدعي جهاداً اغبرَّت قدماك في ميادينه تجاهد المعتدين وتذود عن حرمات المسلمين اعلم أن الأعمال بخواتيمهاوالمرء يعطى على نيته فمابالك نكست الرايةوقد كان لك في نفس كل مسلم منزلةعليَّة نلتها بلقب المجاهد العظيم،هل خلت أرض المسلمين من جبهات مشتعلة تتلهف لنجدتك ونصرتك؟أم هل نالت امرأة مسلمة رد اعتبارها ممن هتك عرضها في ساحات صراع معلومة بين الحق والباطل ترفع فيها رايات ناصعة بالحق براقة بوضوح المنهج والسبيل تنادي هلم إلينا؟ في زمن اشتدت وطأةالبلاء علىالأمةوأحاطت بها الخطوب من كل حدب وصوب فزاد عليها الضيق والرهق فأغرى بها كل عدو متربص وزاد مصابها بعثرات وغدرات من بعض بنيها الجانحين عن الرشاد فحل فساد عظيم يخاف العقلاء من وميض نار مستكينة تحت رماده بفعل عداوات تتفاقم في صدور مشحونة بغيظ حاد عن تفريغه في وجهة صائبة فارتد عنفا أعمى لا يلوي على شيء لا هدف يقوده ولا غاية تسوده، فأثخن في الأمة الجراح وجعل الخسارة مركبة وألهى الأذهان والجهود عن تلمس طريق النجاة وتلمس اسباب العزة ودعم الحق فأربك الخطى وأعاق سبل الإصلاح المنشود وعمق المشاكل، وزاد في قوة اعوان الشيطان ومثيري الفتن وأهل الأهواء فعلا صوتهم واشرأبت عناقهم وقد لبسوا ثوب الناصح الأمين يبغون الفساد فيخلطون الأوراق من أجل حرق المراحل للوصول الى تنفيذ مأربهم التي بلا شك تمعن في إضعاف الأمة، فهل يرضيك أن تكون معول هدم في صف المفسدين سواء شعرت بذلك أم لا؟ |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |