Sunday 9th May,200411546العددالأحد 20 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدّلم في عُيُون شُعرائها الدّلم في عُيُون شُعرائها

على مساحة تزيد على مائة كيلومتر مربع تقع مدينة الدلم بأحيائها ومزارعها؛ حيث تحدها من الجنوب حوطة بني تميم، ويخترقها عدد من الأودية، ويربط بين أحيائها السكنية المتباعدة شبكة من الطرق المزدوجة جعلت منها روضة غنَّاء تتضح للناظر حينما يصعد بعض الجبال أو النفود التي تحدها من جهة الشرق.
وللدلم تاريخ حافل يحفظه لها المؤرخون، وتشهد به كتب التاريخ ودواوين الشعراء وأخبارهم.
ولقد قدمت الدلم للمملكة عدداً كبيراً من أبنائها المؤهلين تأهيلاً عالياً في المجالات المدنية والعسكرية، فرأينا منهم مَن يحملون الرتب العسكرية العالية في قطاعات وزارة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام وغيرها. ومن أبناء الدلم مَن تبوأ أعلى المناصب المدنية؛ حيث واصلوا التعليم، فخرج منهم القضاة والعلماء والأطباء والمهندسون في شتى قطاعات العمل الحكومي والأهلي.
ولا ننسى هنا أن نشير الى أنه كان لوجود سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لمدة أربعة عشر عاماً في الدلم قاضياً وأباً لأهل الدمل فضل كبير على البلاد وأهلها؛ حيث كان بيته ومسجده جامعةً يفد إليها الطلاب من شتى البلدان لطلب العلم على يديه... ثم كان تلاميذه بعد رحيله مشاعل هداية ومصابيح علم وفقه للدلم وأهلها، ومنهم معالي الشيخ راشد بن خنين وعبدالرحمن بن جلال وغيرهما ممن توفي، رحمهم الله وبارك فيمن بقي منهم وجزاهم خير الجزاء لما يقدمونه من خدمات للبلاد وأهلها.
ولقد كان لجهود الدولة -وفقها الله- دور كبير في نهضة الدلم وتقدمها؛ حيث افتتحت في الدلم فروعاً لجميع القطاعات الحكومية، وشملتها عناية قطاعات التعليم في مراحله المختلفة، والذي تُوِّج بكلية تربية للبنات وعدد كبير من المدارس الثانوية والمتوسطة وما دونهما.
إذا علم ذلك فإن الموهوبين من ابناء الدلم في الماضي والحاضر عُنُوا بالحديث عن بلادهم وتعداد محاسنها والتغني بمفاتنها، حتى اجتمع من كل ذلك ديوان نفيس -لا يزال موزعاً بين ناظيمه- عسى ان يتقدم لجمعه أحد أبناء البلد المتخصصين في اللغة العربية وآدابها، وهو إن فعل سيجد مادة جديرة بالجمع والدراسة الأدبية.
وفي السطور التالية إشارات سريعة الى بعض ذلك الإنتاج الشعري لبعض شعراء الدلم، نبدؤه برائد من رواد التعليم في المنطقة، وهو مَن افتتح أول مدرسة في الدلم قبل إنشاء وزارة المعارف، ثم كان من المعلمين المتميزين في الدلم رغم أنه لم يتخرج من مدرسة أو يرحل الى بلد آخر.. وإنما وهبه الله علماً وفقهاً جمعه من مجالسة العلماء والقراءة في الكتب التي يستطيع الحصول عليها، شاعرنا هو الشيخ أحمد بن مرشد بن مسلم، متعه الله بالصحة والعافية، وهو صاحب حوارات ومساجلات مع شعراء الدلم وغيرهم، وهو ممن يفرح بميلاد المواهب الجديدة ويشجعها. يقول في إحدى قصائده:


يا دليم الخيرات إني مغرمُ
والقلب مني في هواك متيَّمُ
كم كنت لي أماً أعيش بحضنها
تحنو عليَّ بخيرها أتنعمُ
وعلى ثراك مشيت ألهو ضاحكاً
طفلاً صغيراً شادياً أترنَّمُ
ما أنت إلا نبض قلبي خافقاً
بالحب دوماً واللسانُ يُترجمُ
ولأنت أرض العلم طابت منهلاً
كلٌّ لأرضك قاصد وميمِّمُ

وفي هذا إشارة الى زمن وجود الشيخ ابن باز -رحمه الله- فيها. ويضيف بعد ذلك:


أنجبت أبناءً سَمَوْا في فضلهم
خدموا البلاد بعلمهم كم أسهمُوا
ولأنت أرض الجود دوماً والعطا
أسعدت أوطاناً ودامت أنعمُ
خيرات أرضك للبلاد مصادر
للعيش في كل البلاد تقدمُ
منها الحبوب كذا التمور مواسماً
وكذا الخضار مع الفواكه تعلمُ

هذه هي الدلم التي تحتضن ثورة زراعية كبيرة يصل انتاجها بحمد الله الى شتى انحاء المملكة. والى تلك المعاني يشير الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العتي -حفظه الله- بقوله:


يا سلة الخبز للدنيا بأجمعها
يا عش طير الندى يا منبع الكرم
سهولك الخضر من جوع تطمئننا
ومجد ماضيك ربانا على القمم
يا منبر الرأي يا درع الفضيلة يا
نجمٌ سما في سماء الخرج كالعلم
ما أنت في الخرج إلا زهرة نفحت
من حولها بشذا الأخلاق والحكم
ما أنت في الخرج إلا شمعة نشرت
نوراً يضيء لأهل الخرج في العتم
كليَّة أنت للأمجاد ما فتئت
تزود الجيل بعد الجيل بالقيم
إني لأرفع رأسي بالفخار متى
سئلتُ عن بلدي أني من الدلم

مفاخر تعتز بها بلادنا السعودية بعامة، ومدينتنا الدلم بخاصة، همم متوقدة، وسواعد بانية، وطموح لا يقف عند العقبات.. تلك هي أسس النهضة ودعائم الرقي.
فإذا كانت تلك الهمم والسواعد وذلك الطموح في بيئة تحتضنها وتحنو عليها وتوجهها الوجهة السليمة أنتجت رجالاً تعتز بهم البلاد وتعتمد عليهم -بعد الله- في طريق رقيها ونهضتها. وهذا ما تحقق -بحمد الله- للدلم التي حباها الله فوق ذلك بطبيعية جغرافية خلابة لم يجد كاتب هذه السطور حرجاً في تفضيلها على بعض البلاد التي يضرب بها المثل في جمال الطبيعة وفتنتها، وفي ذلك قُلْتُ:


لو زرتَ أندلساً تبغي نضارتها
أو زرتَ جاوا وما فيها من النعم
أو زرتَ لبنان تروي من منابعها
فلن ترى يا فتًى أبهى من الدلم
فيها الهدوء إذا ما الليل عانقها
وعبق أزهارها يشفي من السقم
فيها رجال إلى العلياء قد نهضوا
وفي تعاملهم فيض من الكرم

وفي جمال الدلم وحسن طبيعتها يقول الأستاذ خالد بن محمد الخنين:


هذي هي الدلم الشماء أيُّ صبا
هذا وأي جمال في صباياها؟
هذي المليحة ما سر الجمال بها؟
وكيف يفتننا عشقاً محيَّاها؟
سمراء تخطر فوق البيد مترفة
من النعيم وترقى في سجاياها
هي الملاحم والرايات خافقة
وعند ذروتها تحدو سراياها
بيني وبين ذراها نخلة كبرت
ولي رفيق حكايا في زواياها
وللجدود أحاديث بها سلفت
ما كان أجمل معناها ومبناها
عاشوا على قسوة الأيام إذ كلحت
وإن تبسم دهر سبَّحوا الله(1)

ويؤكد الشاعر عبدالعزيز بن صالح بن هليل أن ما أشار اليه الشعراء من مفاخر الدلم حقيقة يراها ويلمسها كل مَن زار الدلم أو مرَّ بها:


قل للذي لم ير الآثار في الدلم
هذي مواطن أهل الحب والكرم
إذا نعمت بيوم في مرابعها
فاعلم بأنك لن تفضي الى سأم
يد التقدم أعطتها نضارتها
في ظل حامي حمانا خادم الحرم

وإذا انتقلنا الى شعر الشباب وجدنا الهمة والعزم الوثاب، وسأورد هنا نماذج لشاعر موهوب من شباب الدلم، هو الأستاذ فهد بن علي العبودي، وفقه الله وزاده علماً وعملاً.
وهذا الشاعر بدأ في نظم الشعر في المرحلة الثانوية في المعهد العلمي في الدلم، ثم انتقل بعدها للدراسة في الجامعة، فكان ذلك الانتقال شرارة فجَّرت في نفسه ينابيع الشوق لمدينته والتغني بها ووصف ألم البعد عنها.. وهو في هذه الأبيات يسجل لنا صوراً من حنينه لمراتع صباه، فيقول:


إن بنتُ عنها لم يبن قلبي
هيهات أنسى مرتع الحبِّ
ما كنتُ أحسب للهوى ألماً
حتى شغفت ببلدة الخصبِ
قد كان قلبي مطلقاً فغدا
بعد النوى في سجنها قلبي
(دلمٌ) عشقتك بعدما طمعت
نفسي مرارة عيشه الغربِ
أمعاتبي في حُبِّها سفهاً
لو كنتَ تدري مِلْتَ عن عتبي
أيُلامُ صبٌّ في محبته
لدياره؟ يا لائم الصَّبِّ
أيُلامُ صب الدار حين هفا
لمرابع درست وللصَّحْبِ؟

والشاعر هنا يردُّ على مَن 'يعذله في حب (مرتع الحب) ويلومه في ذكر (شاغلة اللُّب)' كما ذكر في إهداء القصيدة:


لا تحسبني مذنباً فأنا
في حبها ما جئت من ذنبِ
(دلمٌ) وما أبهى مراتعها
لما تجلى الشمس عن حجبِ
(دلم) وما أحلاك في شفتي
لما أبوح بحبك العذب
سيظل حبك ما حييتُ معي
حتى أوسد صفحة التُّربِ

وفي يوم من أيام الدراسة بعيداً عن الدلم كان الحنين الصادق يملي على شاعرنا قصيدة بعنوان (أنين مغترب)، لتأتي هذه القصيدة مترجمة لتجربة شعورية صادقة، وهي في الوقت نفسه أمارة موهبة أصيلة وذوق رفيع وحس مرهف، يتمتع بكل ذلك شاعرنا زاده الله توفيقاً ونجاحاً.. يقول الأستاذ فهد في تلك القصيدة:


يا ليت هذا البدر يدنو خاضعاً
ويقلني نحو الديار ويحملُ
الحر في أرض الأحبة مطلق
وإذا تناءى عنهم فمكبَّلُ
عز الفتى في داره فإذا نأى
عن داره ألفيتَهُ يتذللُ
لو جسدت لي ديلم لرأيتني
برًّا أبجل كعبها وأقبِّلُ
بدر الدُّجى بلِّغ حديثي للورى
مالي بأرض -غير ديلم- منزلُ

و(ديلم) هنا اسم للدلم، وتحويره هنا للضرورة الشعرية.
وإذا كنا نتحدث هنا عن الدلم وأبنائها الأوفياء فيجب ألا ننسى علماً شامخاً، وقمراً لامعاً أضاء في الدلم زمناً طويلاً، نعم بالعيش فيها، ثم قدّم لها جهوداً كبيرة، وخدمات بارزة كانت محل تقدير الداني والقاصي.. وحتى توفاه الله ورحل مخلفاً أزكى سيرة عرفتها بلدته التي عاش فيها.. إنه شيخنا واستاذنا عبدالرحمن بن عثمان الجاسر، رحمه الله وغفر له، فقد كان فقيهاً وشاعراً ووفياً لبلاده وأهله وأبنائه وطلابه، أحب الدلم من كل قلبه، فنظم ذلك الحب شعراً ونثراً، كما سجله اعمالاً جليلة لن تنسى بإذن الله. وكانت وفاته يوم الاثنين الثامن من شهر شعبان عام 1423هـ يوم حزن على أهل الدلم شيباً وشباباً، وكانت حالنا في جنازته كما قال الأستاذ ناصر الهذيلي:


الكل صار معزِّياً ومعزَّياً
الحزن يشمل والنواظر خُشَّعُ
الكل جاء مودِّعاً ومشيِّعاً
نعم المودَّعُ نعم مَن قد ودَّعُوا

ولقد بكى شيخنا الأماكن التي عرفته معلماً وخطيباً وداعياً الى الله.. يقول الأستاذ عبدالرحمن الداغري:


يبكيك شيخي جامع الدلم الكبي
ر وفي مصلى العيد حزن غامر
يبكيك شيخي معهد ورجاله
وعليك تبكي يا خطيب منابر
لغة الكتاب عليك تذرف دمعها
أنت الشغوف بها وأنت الماهر
وقوافي الأشعار تبكي حاذقاً
وطويلها يبكي ويبكي الوافر

ويعجز الشعر عن تعداد صفات شيخنا وسجاياه.. ولكن صفات الصبر وقوة الإيمان والثقة في الله تعالى صفات تجلت في سيرته وبخاصة فترة مرضه.. يقول الأستاذ فهد العبودي:


قد كنتَ في الدنيا معلم أمة
فكم استقى الورَّاد منك زمانَا
أرشدت حائرهم فأصبح هادياً
من بعد ما أمسى بها حيرانَا
ودعوتَ جاهلهم إلى نبع الهدى
فارتاده ودعا له الظمآنَا
كنا نعودك في ضناك فنشتفي
فكأننا المرضى وأنت دوانَا
كنا نجيء إليك نرجو سلوة
لك ثم نلقى عندك السلوانَا

هذا الشيخ الإمام كان يغتبط حينما يرى شيئاً جديداً في الدلم، أو يتخرج أحد أبنائها في الجامعة، ويكون أشد اغتباطاً حينما يعين مدرساً في المعهد العلمي في الدلم الذي كان الشيخ مديراً له حوالي سبع وعشرين سنة.. وفي قصيدة بلغت خمسين بيتاً كتب الشيخ تاريخ الدلم موجزاً، وسنختار منها هنا بعض الأبيات؛ لتكون شاهداً على ما ذكرناه من حب الشيخ لهذه المدينة وولعه بها، يقول:


مَن ذا الذي في الهوى قد هام في الدلم
وعام في بحرها مغرًى بذكراها
يا مَن تغنى بشوق في هوى بلدي
أيقظت في خاطري أحلام رؤياها
ظننتُ أني وحيد في صبابتها
وأن غيري بها قد كاد ينساها
ذكَّرْتَني بالصبا أيام مدرستي
ذكَّرْتَني من سنين العمر أنداها
مرَّت بذاكرتي ذكرى الشباب بها
وشيخ مسجدها بالعلم حلاَّها
أين الرباط ودرس الشيخ يجمعنا
كم حلقةٍ لفنون الدرس نغشاها
ذاك ابن باز الذي بالفضل تعرفه
أقصى الديار كما تعرفه أدناها

هنا إشارة الى مكانة الشيخ ابن باز في الدلم و(الرباط) الذي هو الحجر التي بناها الشيخ سكناً للطلاب المغتربين، وكانت بجوار الجامع الكبير في الدلم الذي هو إمامه.
ثم يعود الشيخ الى ذكر الدلم، فيقول:


سمراء وادعة بين المروج ترى
سر الجمال بها قد صاغ معناها
أحببتُها من صميم القلب مذ درجتْ
رجلاي في أرضها بالطهر من ماها
تلك الوديعة ما أبهى مرابعها
بين الجبال وبين الرمل مبناها
سمراي في وسطٍ من روضها عبق
يفوق رائحة الكادي خزاماها
أرض الجمال وأرض الرزق ما قبضتْ
في وجه قاصدها بالشح يُمناها
يا راحة البال في سكنى ومنتزه
وغاية الحسن تزهو في صباياها

ويشير شيخنا الى حقيقة يعرفها كبار السن ويشهدون بها، وقد ذكرها الشيخ ابن باز -رحمه الله- حينما سئل عن الدلم؛ حيث عيَّنه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قاضياً للخرج، تلك الحقيقة ان (الدلم) هي عاصمة منطقة الخرج وقاعدتها الرئيسة.. ولم تكن (السيح) قد وجدت آنذاك.. يقول الشيخ الجاسر:


حاكيتها حلماً في عمق هجعتها
فتمتمتْ كلماتٍ كدْتُ أنساها
تقول في خجلٍ والهم أجهدها
والقهر أوجعها والبؤس أضناها
أنا الأصيلة في خرج عزمت به
أنا الأصيلة في سلم وحرباها
إذ كنت عاصمة للخرج يتبعني
من القرى عددٌ العدُّ أحصاها
والسيح ما كان موجوداً به أحد
إلا السباع وماء العين مجراها
فإن أكن مركزاً قدري محافظة
والناس من شأنها تنظيم دنياها(2)

إن اهتمام الشيخ الجاسر -رحمه الله- بطلابه وأبناء الدلم عموماً لم يكن ليقف عند حد، فقد كان يشجع المتفوق، وينبه المقصر، ويصحح خطأ المخطئ.. ومن ذلك أنني أرسلت اليه مقطوعة شعرية وهو في المستشفى، ففرح بها فرحاً شديداً، إذ كانت أول نموذج يراه من شعري، وردَّ عليَّ بمقطوعة شعرية جميلة يشجعني فيها على مواصلة قول الشعر، ويعبّر فيها عن سروره بالمعاني التي تضمنتها. رحم الله شيخنا وغفر له.
وأخيراً هذه إطلالة مختصرة على ما قاله بعض شعراء الدلم في مدينتهم، ولم أقصد بها الحصر والإلمام بكل ما قيل، فهو كثير جداً، ولكني أفتح الباب لمن يضيف أو يتوسع في الدراسة، متمنياً لي ولهم التوفيق والسداد.
عبدالعزيز صالح العسكر
ص.ب: 190 الدلم 11992
الهوامش:
(1) من قصيدة رائعة بلغت أبياتها سبعة وثلاثين بيتاً، وكانت بعنوان: (الدلم في مقلة الحلم المفتون). انظر ديوانه (حداء الصحراء) ص 46 - 58
(2) من مسودة الديوان الموجودة لدى أبناء الشيخ، وعنوان القصيدة في الديوان: (يراع القلم في تاريخ الدلم).. واليراع: جمع يراعة، وهي قصبة القلم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved