Sunday 9th May,200411546العددالأحد 20 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حينما يغيب التراث عن المشهد السياسي حينما يغيب التراث عن المشهد السياسي
يوسف بن محمد العتيق

لأحد المؤرخين الغربيين كلمة مضمونها - فيما أتذكر - أن فهم التطورات السابقة لأي قضية لاحقة معين كبير على فهم هذه القضية، ومن ثم حلها...
هذا معنى كلام ذلك المؤرخ، وأريد أن أصل من خلاله إلى توضيح مسألة مهمة مفادها أن ما نواجهه في إطارنا المحلي من أحداث مؤسفة سنجد وبدون شك في تراثنا الثقافي ما يساعد على حله، ولا أقصد بالتراث القرآن الكريم والسنّة المطهرة، فهذه هي الدواء الناجح لكل مشكل ومزعج، بل أقصد ما ترويه كتب التراث من القصص والوقائع والأحداث التي إن تغيرت في أشكالها وأزمانها إلا أنها تصب في مسار واحد، وبعضها معين على فهم النصوص الشرعية.
ودعني أدلل على كلامي بعدة أدلة:
الأول: أن التراث يحظى باحترام جميع الفئات المختلفة في كل زمان ومكان وهو مصدر مهم لهم في القراءة والاستشهاد والعمل بمضمون بعض ما فيه وحب الاطلاع عليه، وقد يكون في بعض الأحيان العمل وفق مروياته.
الثاني: أن هناك تشابها إلى حد ما بين أحداث حدثت في التراث وأحداث معاصرة، ولعلي أضرب على ذلك بمثل مهم، وهو أنه كان في فترة معينة من فترات التراث كانت بعض الشخصيات مطلوبة لسبب أو لآخر، وحدثت في تلك الفترة مسألة المطلوبين والمختبئين، وكان هناك أكثر من طرح مهم يخدم الباحث في القضايا الأمنية والقضايا الاجتماعية، ولعل من أبرز الأمثلة ما كتب في التراث عن الخوارج الذين خرجوا على الحكومات، وكيف قاموا ثم انهاروا، وكتب التراث حافلة بالحديث عنهم وعن نصوصهم وأشعارهم، وكيف أنهم قد تسلطوا على قتل المسلمين بشكل كبير في حين سلم منهم أعداء الدين، وكأن الزمان يعيد نفسه لنشاهد نفس الصور المؤلمة والمحزنة.
كل هذه الأمور والمشاهد تدل دلالة كبيرة على أن المشهد التراثي لا بد أن يدلي بدلوه في هذه الأحداث، فهو قادر على أن يساعد عند وجود من يستطيع أن يستخرج كنوزه.
وبطبيعة الحال لعل المقصد من هذا الكلام أن المشهد التراثي سواء كان أدبياً أو اجتماعياً أو سياسياً قادر على أن يقدم ورقة عمل في أحداث أدمت القلوب وأدمعت العيون.
وختاماً كم هو مهم أن يعطي كل منا جزءا من وقته للمكتبة ليقرأ في البداية والنهاية لابن كثير أو الكامل في التاريخ لابن الأثير أو تاريخ الأمم والملوك لابن جرير أو سير أعلام النبلاء للذهبي والمنتظم لابن الجوزي ففيها من القصص والمشاهد ما سنقف عنده كثيراً وبالله التوفيق.

للتواصل: فاكس 2092858


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved