حرب الأشلاء

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ببقاء قواته في قطاع غزة حتى استعادة أشلاء جنوده الذين قضوا في عملية فدائية شكلت درساً لإسرائيل وزلزلت أركان جيشها الذي تزهو بقوته وكبريائه.
ولا يحتاج شارون لاستعادة أشلاء حتى يبقي في الضفة أو غزة، فقواته لا تكف عن اجتياح المدن الفلسطينية كل صباح، وقتل السكان وتدمير المنازل، وسيتخذ هذا الإرهابي العتيد من مسألة الأشلاء هذه ذريعة لعدوان آخر يبدو أنه سيكون إضافة نوعية جديدة لسجله الإرهابي الدموي.
ولا يطلب الفلسطينيون الذين يحتفظون بهذه الأشلاء من أجل إعادتها سوى وقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والتفاوض على الإفراج عن بعض ألوف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إن إسرائيل المفتونة بقوتها العسكرية المتفوقة تستكثر على الفلسطينيين أن يفرضوا مثل هذه الشروط وهي لطالما تجاوزت الكثير من المطالب الفلسطينية لكنها تدرك في لحظة ما أنَّ هذه القوة المتفوقة يمكن أن تتلقى بين الحين والآخر ضربات موجعة، مثل تلك التي تلقتها الثلاثاء الماضي في حي الزيتونة بقطاع غزة، وعليها أن تدرك أنَّ هذا الجيش الضخم يواجه قوة صغيرة، لكنها مؤمنة ولديها حافز قوي لمقاتلة الأعداء، وأنّ ذلك ما يفتقر إليه الجيش الإسرائيلي الضخم، فهو مجرد وحش كبير معتد تحركه فقط شهوة القتل، ومجرد من كل الدوافع والمبادىء التي يفترض توافرها في المقاتل.