هيئة الدواء والغذاء
محمد بن صالح الحمادي ( * )

صدر مؤخراً قرار مجلس الوزراء الموقر بإعادة تشكيل مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء، والذي يرأس مجلس إدارته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام, وعضوية صاحبي السمو الملكي الأميرين وزيري الشؤون البلدية والقروية والداخلية, وعدد من أصحاب المعالي من ذوي العلاقات. وهذه الهيئة يرتجى منها الشيء الكثير؛ لعدة أسباب: أولها أن اللجنة يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظه الله- وهذه الكوكبة من الأعضاء من ذوي الاختصاص, والأمر الثاني أن هذه الهيئة قد تكونت في جانبين مهمين، وهما الدواء والغذاء، وهذا بيت القصيد؛ فالدواء والغذاء متلازمان جداً، وإذا ما اعتني بالغذاء فلن نحتاج إلى الدواء، أو على الأقل التخفيف من نسبة استخدامه.
ويوماً بعد يوم تؤكد البحوث الطبية والعلمية المتخصصة أن للغذاء دوراً رئيسياً في تجنب الكثير من الأمراض, أو التقليل منها، ويتعدى ذلك الأمر إلى أن تكون بعض الأغذية والنظام الغذائي سبباً في حدوث بعض الأمراض. وأما الجانب الآخر، وهو ما يتعلق بجزء فرعي من تعليمات الطب البديل (العودة إلى الطبيعة)، فيتمثل في العلاج الطبيعي من خلال الغذاء السليم.
إن القفزات السريعة في مجال البحوث والدراسات كما أفادت في جوانب معينة فقد أضرت في الجانب الآخر؛ إذ إنه مع التسابق في رفع الإنتاج الزراعي ظهرت بوادر مخيفة لاستخدامات الكيماويات بنسب غير مشروعة بدأت تظهر بعض نتائجه في الأمراض السرطانية لدى البعض. ووجود كثير من الجهات المختصة بالزراعة والتجارة والبلديات والداخلية في هذه اللجنة كفيل بوضع معايير دقيقة لاستخدام الكيماويات في الزراعة، وهذا ما أظنه قائماً في أعمال هذه اللجنة.