Tuesday 18th May,200411555العددالثلاثاء 29 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

المرأة الفلسطينية سنديانة النساء المرأة الفلسطينية سنديانة النساء
وسيلة محمود الحلبي/عضو هيئة الصحفيين السعوديين/كاتبة ومحررة صحفية

وددت أن أكتب عنك يا امرأة غير النساء يا وردة تعطي عبقاً، تنثر وروداً، تنثر رائحة تختلف عن عطور الدنيا، يا شمعة مضيئة تحترق كل ثانية لتنير الدرب للأبطال، وددت أن أكتب عنك يا صابرة، يا ثائرة، يا مجاهدة، يا أنثى، يا رجل، يا مناضلة...
وددت أن أكتب عنك.. ولكن معذرة أيتها الفلسطينية مهما كتبت فلا أوفيك حقك... فأنا عاجزة.. عاجزة.. عاجزة.. فاعذريني ان قصرت.. وسامحيني ان أغفلت ...
مَنْ أنتِ؟؟ سنرى. يا سنديانة النساء دون منازع.
أنت الفلسطينية الأبية التي دفعت بنفسها وبأطفالها وإخوانها وزوجها للدفاع عن المقدسات، الأرض، العرض، والوطن.
تلك المناضلة التي تسطر يومياً حروفاً من نورٍ ونار في كتاب مسيرتها النضالية، تلك الأم الرؤوم والزوجة الخصبة المنجبة للأطفال الأبطال أبطال الحجارة.. هؤلاء الأطفال الأبطال الذين سحقوا قوة شارون وما زالوا يلقونه دروساً لن ينساها مدى الحياة إذا عاش أكثر من ذلك: قال تعالى:
{وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الآية. هؤلاء الذين يحملون الحجارة مقابل الدبابة، وصدورهم مشرعة مقابل المدرعة والمروحية... المرأة الفلسطينية هي أم الشهيد، وزوجة الشهيد، وأخت الشهيد وابنة الشهيد هي الباسلة، المتعلمة، المثقفة، الداعمة، المعطاءة هي أخت الرجال، وابنة الرجال مكياجها الإيمان بالله أحلامها عودة أرضها المغتصبة، آمالها طرد المستعمرين الأوغاد، كحل عينيها تراب وطنها دعاؤها النصر..
النصر يا رب... غذاؤها تراب الأرض الطاهرة، ملابسها تراث فلسطيني يتحدى الزمن لا يندثر، عقلها مفتاح شهادة واستبسال وعدم خضوع. يداها ممدودتان للعطاء أينما كانت، قدماها لا تسيران إلا في طريق النصر، لسانها لا ينطق إلا بالحرية والاستقلال، رجاؤها إجلاء الصهاينة الأنذال من الأرض العربية.
تلك هي المرأة الفلسطينية.. ابنة الزيتون والصنوبر والبرتقال، ابنة الشموخ والعز والرفعة، ابنة النضال والجهاد وقساوة الأيام، ابنة صروف الدهر، وأم الشهداء.... تلك هي الباسلة، المعطاءة، الواعية القادرة على العطاء.. في كل وقتٍ وفي كل حين... لا تهاون عندها، لا تخاذل لا وقت للنوم والتلفزيون والحديث عبر الهاتف... وقتها ثمين.. ملطخ بالدماء..
زغرودة على شفاهها ليل نهار سنعود.. وتعود القدس للعرب.
نحييك يا أخت صلاح الدين، وعمر المختار، نحييك يا أخت الشيخ أحمد ياسين، وأم محمد الدرة، ووفاء إدريس وسناء محيدلي، وجميلة بوحيرد، وأم أشرف وبلال وعبدالمنعم وإيمان حجو وعائشة وفاطمة وعمرو خالد وأمجد وغيرهم كثيرون ممن أضاءوا باستشهادهم تاريخ العرب والمسلمين.
نحييك يا من تعانقين الأرض صبح مساء، وتكتحلين بها، نحييك يا شقيقة الرجل، وابنة الرجل وأم الرجل، ومرضعة الرجال.. نحييك يا من لا تهابين الأعداء، وتحترمين الأصدقاء، وتحبين الشرفاء أيتها المقدامة دوماً إلى العلياء.. تنادين صلاح الدين وخالد وعمر وأختك الخنساء...
نحييك يا غالية ونعلم علم اليقين أن العزاء ممنوع في زفاف ابنك الشهيد للقبر... وأن طفلك الصغير البطل رغم فقء عينيه لا يزال يرى طريق العودة للوطن قريباً فيمسك بالحجر ورغم شلل جنبه الأيمن يضرب بيده اليسرى ولا يستكين ولا يهدأ... وأن طفلك الآخر يفتح صدره للصهيوني ويقول له:
اضرب فأنا لا أهابك لا أخافك.. لا أخاف دباباتك.. ويردد بكل فخر واعتزاز (بالملتوف.. بالملتوف بعد اليوم ما في خوف).
نحييك يا من أنجبت العلماء والفقهاء أمثال الإمام محمد بن إدريس الشافعي، والحافظ ابن حجر العقلاني، وابن قدامة المقدسي، والحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، وابن مفلح شمس الدين محمد بن مفلح الفقيه المحدث وأحمد بن الحسين الرملي، وعلاء الدين المرداوي، وعلي بن سليمان الحجاوي، وشرف الدين موسى بن أحمد محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي الفقيه، يا أخت الشيخ القسام، وفرحان السعدي، وعبدالقادر الحسيني، والشيخ عبدالله عزام.
نحييك يا أم موسى بن نصيراللخمي فاتح الأندلس، ورجاء بن حيوة الكندي، وعبدالحميد بن يحيى الكاتب.
نحييك يا ابنة القدس، والخليل، وعكا ويافا وحيفا.
نحييك يا ابنة نابلس وغزة وجنين وأريحا، وبئر السبع.
نحييك يا ابنة اليرموك وحطين وعين جالوت ومرج دابق.
نحييك يا ابنة الانتفاضة الباسلة، يا منجبة أبطال الحجارة.. نحييك.. نحييك نحييك فأنت الأم حقاً، والأخت حقاً، والزوجة حقاً، والابنة حقاً، والمربية المنجبة للأبطال حقاً وأنت من تستحقك فلسطين.


الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى
عرفت مآثرها مدى الآفاق

وبعد..
في كل زمان ومكان تتكرر الصورة، ولكن صورتك أيتها المناضلة ستبقى خالدةً مدى الزمان.. قدوةً، وردةً لا تذبل بل تزداد عبقاً كل يوم.
لحظة دفء:
حقاً إنك ابنة فلسطين.. أرض المقدسات، أرض العرب، أرض كنعان، أرض القدس الغالية وابنة القدس الغالية التي تغنى بها الشعراء..
مريت بالشوارع.. شوارع القدس العتيقة قدام الدكاكين.. اللي بقيت من فلسطين وعطيوني مزهرية.. قالوا لي هايده هدية من الناس الناظرين.
ومشيت بالشوارع..
وصار فيه بيوت وصار فيه شبابيك عم بتزهر


وصار فيه ولاد وفي إيديهم كتاب
وبليل كله ليل.. سال الحزن بين البيوت
والإيدين السودا خلعت الأبواب
وصارت البيوت بلا صحاب
وعم صيح بالشوارع.. شوارع القدس العتيقة
خلي الغنية تصير عواصف وهدير
يا صوتي ضلك طاير.. زوبع بها الضماير
خبرهم عللي صاير.. بلكي بتوعى الضماير
خبرهم عللي صاير.. بلكي بيوعى الضمير

نحييك يا ابنة فلسطين ولعل ضمير العالم يصحو فينصفك !!!
للتواصل تليفاكس 2317743


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved