Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

مدير مستشفى رفح في لقاء خاص مع « الجزيرة » : مدير مستشفى رفح في لقاء خاص مع « الجزيرة » :
ما يحدث في رفح مجزرة بكل ما للكلمة من معنى
جرائم الاحتلال لا تستثني سيارات الإسعاف والطواقم الطبية

* رفح النكبة - بلال أبو دقة :
ناشد الدكتور علي موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار ، عبر الجزيرة كافة المؤسسات الدولية الطبية والصليب الأحمر التدخل الفوري والعاجل من أجل وقف حمام الدم النازف في مدينة رفح الفلسطينية ، جنوب قطاع غزة ، والتدخل السريع لإخراج ثلاث سيارات إسعاف فلسطينية من منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح ، كي تواصل ممارسة عملها في إخلاء الجرحى من المناطق التي تتعرض للقصف الهمجي الإسرائيلي ، الذي لم يتوقف على الإطلاق..
ووصف موسى خلال لقاء هاتفي خاص مع الجزيرة ما يجرى في رفح بأنه مجزرة حقيقة بكل ما للكلمة من معنى ، موضحا أن هناك نية مبيتة لدى العدو الصهيوني لارتكاب مثل هذه المجزرة ، خاصة و إنها قامت بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى رفح وعزلها عن باقي مدن وقرى قطاع غزة..
وبحسب إفادات الأهالي التي سجلتها الجزيرة : فقد فاق عدد شهداء وجرحى المجزرة الإسرائيلية البشعة في مدينة رفح المنكوبة ، الواقعة جنوب قطاع غزة ، الطاقة الاستيعابية لمستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة ، ما اضطر إلى وضع بعض الجثث في المحلات التجارية المجاورة للمستشفى.. ويعتبر مستشفى أبو يوسف النجار ، المستشفى الوحيد في مدينة رفح التي تتعرض بشكل شبه يومي لاعتداءات إسرائيلية تؤدي إلى وقوع الكثير من الضحايا الفلسطينيين ، الأمر الذي يفوق قدرة هذا المستشفى على الاستيعاب..
وأشار مدير المستشفى الفلسطيني في حديثه الخاص مع الجزيرة : إلى أن الأطقم الطبية الفلسطينية لم تسلم من هجمات قوات الاحتلال ، إذا انها استهدفت من قبل الدبابات الإسرائيلية والقناصة الإسرائيليين الذين يعتلون أسطح عدد من المنازل ، موضحا أن تلك القوات استهدفت سيارة إسعاف تابعة لجميعة الكتاب والسنة ، ما اضطر طاقمها الطبي إلى الخروج منها والاحتماء داخل أحد المنازل إلا أن قوات الاحتلال حاصرت الطاقم الطبي في المنزل وما زالت تحاصره حتى اللحظة..
وقال مدير المستشفى الفلسطيني للجزيرة : احتجزت قوات الاحتلال التي تمارس فقط مسلسل القتل المتعمد بحق المواطنين المدنيين الأبرياء العزل ، فجر أمس ثلاث سيارات إسعاف ، تضم 12 شخصا ، ما بين طبيب ومسعف وممرض وسائق إسعاف ، حيث أطلقت النيران عليها بشكل متعمد ومنعتها من الخروج من مكانها.. ومنعتها من التحرك تحت تهديد السلاح.. وتعرقل القوات المعتدية حركة سيارات الإسعاف بشكل عام ، هذه السيارات التي تقل مرضى ومصابين بحاجة عاجلة لإجراء عمليات لإنقاذ حياتهم ، ولا تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات .
وقد أطلقت القوات الصهيونية النار على سيارة إسعاف فلسطينية ، مما أدى إلى إصابة أحد المسعفين ، كما احتجزت سيارة إسعاف كانت تقل أحد المصابين لأكثر من ساعتين أثناء توجهها إلى المستشفى الأوروبي .
وطالب الدكتور موسى منظمة الصحة العالمية أن تمارس ضغوطاً على دولة الاحتلال لوقف اعتداءاتها على أبناء شعبنا والأطقم الطبية وفرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف ، والعمل الفوري على توفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل .
وفيما يتعلق بقدرة مستشفى أبو يوسف النجار على استيعاب هذا الكم الهائل من المصابين والشهداء ، قال الدكتور موسى : إن المستشفى قادر على استيعاب عدد كبير من الجرحى ، ولكن ليس لوقت طويل خاصة وأن العدد في تزايد مستمر .
وقال مدير المستشفى الفلسطيني لمراسل الجزيرة : لقد أسفرت سياسة التطهير العرقي الصهيوني الجديدة فجر أمس الثلاثاء ، الموافق 18-5-2004 ، عن استشهاد اثني عشر فلسطينيا حتى صبيحة أمس ، والشهداء الأبرار هم : إبراهيم محمد عبد الله درويش (25عاماً) ، وليد أبو جزر (27 عاماً) ، محمد الجندي (24عاماً) ، محمد عبد الرحمن النواجحة (21عاماً) ، إبراهيم إسماعيل البلعاوي (18عاماً) ، محمد جاسر الشاعر (18عاماً) ، وشقيقه أحمد (17عاماً) ، زياد شبانة (22عاماً) ، محمود إسماعيل أبو طوق (33عاماً) ، عماد المغاري (34عاماً) ، طارق شيخ العيد (25 عاماً) ، هاني قفة (20 عاماً) ، سعيد إبراهيم المغيّر (22عاماً)..وأضاف الدكتور موسى يقول : أصيب خلال هذه المجزرة العشرات من المواطنين معظمهم بحالة الخطر الشديد ، وهناك العديد من الجرحى لا يزالون على الأرض ينزفون ، ومنهم من استشهد ولا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليهم ، بسبب كثافة النيران التي تستهدف كل من يحاول الاقتراب منهم أو حتى مجرد الوصول إليهم .
وكانت منظمة العفو الدولية ، (أمنيستي إنترناشينال) ، حذرت إسرائيل من أن هدم المنازل في رفح على نطاق واسع هو بمثابة جريمة حرب . وناشدت المنظمة المجتمع الدولي ، للعمل من أجل ضمان التزام إسرائيل بتعهداتها وفق قواعد القانون الدولي ..
وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية : أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب في جنين ، كما أن الجدار الفاصل مناقض للقانون الدولي ، وهدم المنازل هو نوع من العقوبات الجماعية ، كما أن محكمة العدل العليا فشلت هي الأخرى بالدفاع عن الفلسطينيين .
وقال التقرير أيضا : إن إسرائيل تمارس سياسة تخويف وترهيب.. كما أنها تمارس سياسة التمييز التي لا تتوقف في الضفة الغربية ، وتمتد لتطال العرب في إسرائيل والبدو الذين يعانون من معاملة مهينة ..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved