Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

من طائفة السيخ.. هادئ ومتواضع وحرَّر بلاده من قيود الاشتراكية سابقاً من طائفة السيخ.. هادئ ومتواضع وحرَّر بلاده من قيود الاشتراكية سابقاً
سياسي بالصدفة يقود بلد المليار هندي بعد انسحاب سونيا غاندي

* نيودلهي - الوكالات:
حين بدأت الانتخابات البرلمانية في الهند الشهر الماضي وجَّه أحد الصحفيين سؤالاً إلى مانموهان سينغ أحد زعماء حزب المؤتمر المعارض وقتها عن احتمال توليه رئاسة الحكومة في البلاد. وقال سينغ رداً على سؤال الصحفي ضاحكاً (أنا سياسي بالصدفة. أنا لا أفهم في السياسة. هناك آخرون أفضل مني). وأضاف أن سونيا غاندي زعيمة الحزب (هي المرشح الطبيعي لشغل هذا المنصب). ولكن بعد أن أعلنت سونيا غاندي رسمياً يوم الثلاثاء عدم رغبتها في تولي رئاسة الحكومة برز اسم سينغ (71 عاماً) بقوة كمرشح للمنصب خاصة بعد أن رشحته هي له.
وأمس قال مسؤول بحزب المؤتمر الهندي إن الحزب حث نوابه أمس الأربعاء على دعم سينغ لمنصب رئيس الوزراء بعد أن انسحبت رئيسة الحزب الإيطالية المولد سونيا غاندي من السباق على المنصب.
وكان سينغ الذي شغل منصب وزير المالية مهندساً لبرنامج الإصلاحات الاقتصادية الهندي وهو يتسم بالتواضع الشديد والهدوء.
وكانت استطلاعات الرأي وآراء المحللين السياسيين قد أشارت إلى أن حزب المؤتمر الهندي الذي حكم الهند معظم سنوات استقلالها سيمر بأسوأ انتخابات على الإطلاق. لكن سينغ قال إنه (يستشعر رياح التغيير) وقال (أنا لست منجماً ولكني على ثقة من قدرة الحزب على تشكيل حكومة).
وسيعمل سينغ وهو من طائفة السيخ على مساعدة حزب المؤتمر في التقرُّب من هذه الطائفة. وكان حراس أنديرا غاندي من السيخ وأعقب موتها أعمال عنف دموية أسفرت عن مقتل المئات من طائفة السيخ على يد أتباع حزب المؤتمر.
وشغل سينغ منصب وزير المالية في الفترة بين 21 حزيران - يونيو عام 1991 و15 أيار - مايو عام 1996 وعندما تولَّى المنصب كانت البلاد تعاني من واقعة اغتيال عنيفة واقتصاد متعثر. وكان على سينغ أن يحرر الاقتصاد الهندي من قيود الاشتراكية وأن يخرج بصورة البلاد إلى أبعد مما وصل له جواهر لال نهرو جد راجيف زوج سونيا وأول رئيس لحكومة البلاد. وبالفعل تمكَّن سينغ من تحقيق مهمته عن طريق سلسلة من الإصلاحات لم يتخل خلال تنفيذها عن الجانب الإنساني وكان دائم القلق بشأن الفجوة بين الطبقات في المجتمع الهندي.
وقال سينغ إن المناخ الاقتصادي الصحي من أولويات الحكومة الجديدة وأنها ستطبق سياسة استثمار خارجي لصالح الفقراء. كما تعهد قبيل ظهور نتائج الانتخابات بتخصيص ستة في المئة من إجمالي الناتج المحلي للتعليم وخمسة في المئة لقطاع الصحة.
ولد سينغ في 26 أيلول - سبتمبر عام 1932 في جاه بإقليم غرب البنجاب الذي أصبح اليوم جزءاً من باكستان. وتلقى تعليمه في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج وهو متزوج وله ثلاث بنات. وفي الفترة بين عامي 1972 و1976 عمل سينغ مستشاراً اقتصادياً لوزارة المالية ثم تولَّى منصب حاكم بنك الاحتياطي الهندي (البنك المركزي) في الفترة من أيلول - سبتمبر عام 1982 حتى كانون الثاني - يناير عام 1985 كما رأس مجلس حكام بنك التنمية الآسيوي في مانيلا وعمل مستشاراً لرئيس الوزراء الهندي للشئون الاقتصادية في الفترة بين عامي 1990 و1991
وفيما يتصل برفض سونيا غاندي للمنصب فقد بررت هذا الرفض أمام أنصار الحزب قائلة إنها تتبع (صوتاً داخلياً) وأنها يجب أن (ترفض بتواضع) المنصب. وقالت غاندي (إن السلطة في حد ذاتها لم تجذبني يوماً ولا كان المنصب مطمحاً شخصياً لي. لطالما كان هدفي هو الدفاع عن الأساس العلماني لأمتنا وفقراء شعبنا). وكان من المقرر أن تؤدي أرملة رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي - وهي إيطالية المولد - اليمين الدستورية لتصبح أول رئيسة وزراء ذات أصل أجنبي هذا الأسبوع.وقال زعيم بارز بالحزب إن نجلي سونيا راهول الذي دخل البرلمان وبريانكا لا يتحمسان لفكرة شغل والدتهما للمنصب. يذكر أن والدهما راجيف غاندي وجدتهما أنديرا توليا منصب رئيس وزراء البلاد من قبل واغتيلا وهما في المنصب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved