Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

شدو شدو
الأنانية ومشكلة المرور
د. فارس الغزي

هل هناك من علاقة بين الأنانية ومشكلة المرور لدينا؟ أقصد هل من الممكن أن تمثل أنانية السائق أحد أهم أسباب انحراف سلوكه المروري؟ حسنا قبل أن أجيب ..إليكم هذه القصة الحقيقية.. وفحواها: أن (ص) من الناس كان يستقل سيارته الفارهة وبصحبته صديقه (ف)، وبينما كان السائق المذكور يهم بعبور أحد التقاطعات الفرعية داخل الحارة إلا والتقته من الجهة الأخرى سيارة عابرة كادت تصطدم به لولا لطف الله وكاد الأمر يتطور إلى عراك بين السائقين حيث إن كلا منهما كان مصراً على أن الحق كان بجانبه. ينتهي المشهد بتدخل (ف) الذي نجح في أن يفك الاشتباك لينسحب السائقان كل إلى مقصده. وبعد سويعات قليلة يحدث سيناريو آخر بطله صاحبنا (ص) مرة أخرى..! فقد حدث أنه عبر مرة أخرى التقاطع ذاته غير أنه قد فعلها هذه المرة من الجهة التي عبر من خلالها بطلق القصة الأولى، فماذا حدث يا ترى..؟ لقد اصطدم بسيارة عابرة من الجهة الأخرى ليبدأ الصراخ بين السائقين، كل منهما يدعي بأن حق العبور كان له!. هذا وبمجرد أن حضر رجال المرور بادر (ف) لما رآه من أنانية صاحبه إلى الشهادة عليه مؤكداً بأنه كان مسرعاً أيضا ومذكراً إياه تحت أسماع الجميع بتفاصيل الحادثة الأولى التي وقعت في نفس المكان بزمان لا يزيد على الساعتين وحسب.
وعند هذا المنعطف أعود الآن للإجابة عن السؤال المطروح آنفاً لأقول: من الواضح أنه لولا أنانية (ص) لما حدث ما حدث وبما أن الاستحواذ وغريزة التملك الأعمى تعتبران من صور الأنانية المقيتة فقد رأينا كيف أن (ص) اعتبر الحق له في عبور المسارين المتقاطعين جيئة وذهاباً مما أدى به في النهاية إلى ارتكاب حادث الاصطدام.
إذن فالأنانية بصيغها الحياتية المختلفة قد تكون سبباً في مشكلات المرور بمختلف أنواعها. ومصداقاً لذلك أقول إن السرعة المتهورة أنانية بذاتها من حيث إن الفرد المسرع قد بلغت به أنانيته حدا دفع به إلى تجاهل قيمة حياة البشر من حوله، مثلما أن الفرد الذي يقدم على سرقة مركبات الآخرين ليعبث بها تفحيطاً وإرباكا للمرور ليس إلا شخصاً أنانياً قبل أن يكون سارقاً، وبما أن (المنع) أو عدم المنح من صور الأنانية فالفرد الذي لا يمنح غيره حق الأولوية في العبور يعتبر أنانياً وهكذا وعلى ذلك فقس...
ختاماً.. أما آن الأوان لمرورنا العزيز في أن يتحاشى في حملاته التوعوية عبارات الذوق التي يبدو أنها لا تدغدغ ذوقاً ولا توقظ إحساساً..؟ فيلجأ بدلا من ذلك إلى مخاطبة الغرائز المنحرفة بعبارات الغلظة وشعارات الوصم والتنفير فلعل وعسى أن ينفع ذلك في إيقاظ ضمائرنا المرورية الغافية..، أما من جهتي شخصياً فأتبرع بشعار (ولا أحسن!) .. نصه: (انضبط مرورياً.. لا تكن أنانياً)..!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved