Friday 21st May,200411558العددالجمعة 2 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نبض المداد نبض المداد
ضعف الإيمان 1 - 2
أحمد بن محمد الجردان

لكل داء أعراض، وأعراض ضعف الإيمان كثيرة، لكن من أبرزها حب الظهور وذلك له صور، منها الرغبة في الرئاسة والإمارة، وتصدر المجالس والاستئثار بالكلام، وفرض الرأي على الآخرين، ومن الأعراض احتقار المعروف، وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة، وقد علمنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- ألا نكون كذلك، فقد روى الإمام أحمد- رحمه الله- عن أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلت يا رسول الله؟ إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك وتعالى به فقال: (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسطا) وقال- صلى الله عليه وسلم-: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة)، ومن أعظم هذه الأعراض، وأغربها السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين وخصوصاً أقرانه من فشل أو خسارة أو مصيبة، أو زوال نعمة، فيشعر بالسرور لأن النعمة الفلانية قد زالت، ولأن الشيء الذي كان يتميز به فلان عليه قد زال عنه، ومنها عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا الدين، ومنها كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب، قال- عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل)، فالجدل بغير دليل يؤدي إلى الابتعاد عن الطريق القويم قال- صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) ومنها التعلق بالدنيا، والشغف بها، والاسترواح إليها، فيتعلق قلب ضعيف الإيمان بالدنيا، ويحس أيضا بألم وانقباض أعظم إذا رأى أخاه المسلم قد نال بعضا مما فاته، هو من حظوظ الدنيا قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد).
لا ريب أن ثمة أعراضا أخرى لداء ضعف الإيمان لا يتسع المجال لذكرها غير أني أختم بذكر أسباب وجود تلك الأعراض وظهورها على أن أذكر- بإذن الله- العلاج في عدد الأسبوع القادم، وذلك تكملة لهذا الطرح الذي أرجو أن يكون نافعاً، لذا فمن الأسباب الابتعاد عن القدوة الصالحة، وكذلك الابتعاد عن طلب العلم الشرعي، ووجود المسلم في وسط يعج بالمعاصي، ومن الأسباب أيضا الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب أسيراً لها والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: (تعس عبد الدينار، وعبدالدرهم) الانشغال بالمال والزوجة والأولاد عن طاعة الله قال الله عز وجل: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ } سورة الأنفال (28) وقال عز وجل: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} سورة آل عمران (14) وأختم بذكر سبب مهم من تلك الأسباب، وإلا فالأسباب كثيرة، وهو طول الأمل: قال الله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} سورة الحجر (3) .

AJARDAN@mAKTOOB,COM


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved