Friday 21st May,200411558العددالجمعة 2 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هكذا تعالج ظاهرة الإرهاب! هكذا تعالج ظاهرة الإرهاب!
د. محمد بن سعيد الشعفي

إن العمل الإجرامي الذي قامت به الفئة الضالة يوم الأربعاء الثاني من شهر ربيع الأول لعام 1425هـ بارتكابها مجزرة مبنى الأمن في الرياض، والذي ذهب ضحيته عدد من الأنفس البريئة، من رجال أمن ومواطنين ومقيمين، يرفضها ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق، ولا يقره أي إنسان مهما كان دينه، ولا حتى تقره الشرائع السماوية، ولا العادات والأعراف الإنسانية.
ومرتكب مثل ذلك العمل الشنيع، لا شك أنه ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب لقوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} سورة النساء (93)، كما يقول سبحانه وتعالى في موضع آخر: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ } سورة المائدة (33) .
وبطبيعة الحال، فإن من نفذ، أو خطط لذلك العمل المشين، إنما يحمل أفكاراً دخيلة على مجتمعنا، وبالتأكيد لاينتمي بأي حال من الأحوال إلى ديننا الإسلامي الذي يدعو إلى احترام الآخر، والحفاظ على أمن المواطنين والمقيمين على حد سواء، وواجبنا أفراداً وجماعات الوقوف صفاً كرجال أمن ومواطنين ومسؤولين للتصدي لهذه الهجمة الشرسة، وأن نكون جميعاً رجال أمن، فهدف هذه الفئة الضالة هو العمل على انفراط الأمن وزعزعة الاستقرار الذي هو مضرب الأمثال، ونفتخر به عن الغير.
ولا شك أن ما حدث يجب أن يخضع لدراسة علمية لمعرفة دوافعه ومنفذيه، والوقوف على ما يحملون من أفكار وقناعات والبحث عن مصادرها ومروجها وغير ذلك، وبناء على نتائج تلك الدراسة تضع الحلول العلمية والعملية التي نستطيع من خلالها المحافظة على أمننا واستقرارنا ومكتسباتنا التي حصلنا عليها بعد جهد جهيد، واستنكارنا وإدانتنا لهذه الأعمال الإرهابية لكونها لا تمت لهذا المجتمع المسلم إطلاقاً، فهي غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا والقيم السامية التي تربينا عليها، وواجبنا جميعاً التعاون مع الدولة في عدم التستر على هذه الفئة الضالة، أو التعاون أو الحمية مع أحد من أفرادها، مهما كانت صلة القرابة أو الصداقة، وأن نبادر فوراً بإبلاغ المسؤولين بأي معلومات عن هؤلاء، لأننا بهذا نؤدي خدمة جليلة لحماية الوطن والمواطنين، ونمنع ما لا تحمد عقباه، فالجميع رجال أمن، والمصيبة واحدة، ونحن جميعاً في قارب واحد، إذا غرق غرقنا جميعنا، وإذا نجا نجونا.
فسلامتنا في تماسكنا ووحدتنا وإخلاصنا في الذود عن حياض الوطن ليبقى واحة أمن واستقرار وسلام، ومن أجل ذلك يجب أن نتكاتف في محاصرة هذا المرض الخطير والتضييق على أفراده، ليتم اجتثاث جذوره والقضاء عليه نهائياً.
حفظ الله لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وحفظا لنا أمننا واستقرارنا، وأن يبقى هذا البلد المبارك واحة أمن واستقرار وسلام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved