Friday 21st May,200411558العددالجمعة 2 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ماذا يريد هؤلاء من هؤلاء؟ ماذا يريد هؤلاء من هؤلاء؟
حمد بن عبدالله القاضي

** التعديل الوزاري الأخير والمحدد الذي شمل بعض الحقائب الوزارية كان موفقاً في وقته وفي اختياراته.!
أما الوقت فإن من أهم ما يعنينا في وطننا في هذه الفترة ثلاث قضايا أو بالأحرى ثلاثة ملفات ساخنة:
- البطالة
- الفقر
- الماء
** أما (البطالة) فإنها بكل تبعاتها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية تتطلب علاجاً حاسماً، وترياقها (السعودة) الجادة التي يكون فيها رجال الأعمال يداً واحدة مع الدولة وبخاصة أن لدينا ما يقارب سبعة ملايين عامل وافد، وقد اختير لهذه المهمة رجل (المهمات) معالي الدكتور غازي القصيبي - كما أطلق عليه صديقه معالي أ. عبدالرحمن السدحان - لينهض بهذا العبء وهذه المسؤولية، وهو أهلٌ لذلك - بعون الله - وقد كشف بمبادئه (الثلاثة عشر) حول قضية البطالة والسعودة التي أعلن عنها معاليه الأسبوع الماضي، الجدية في السعي نحو تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وبالتالي القضاء على البطالة وتوفير عمل شريف لكل راغب في العمل من أبناء الوطن - بحول الله -.
***
** أما (الفقر) فهو الآخر ما زال ملفاً ساخناً يحتاج إلى حلول جذرية بعد أن بدأت الخطوات العملية لعلاجه منذ زيارة سمو ولي العهد لبعض منازل الفقراء، وقد كان اختيار معالي الدكتور الإنسان علي النملة لحمل هذا الملف عبر حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية أكثر من صائب.
***
** أما (الماء) وما أدراك ما الماء فهو في تقديري أزمة الأزمات، ولو كنا في بلد آخر لأعلنا حالة الطوارئ.. كما قال وزير المياه السابق د. غازي عند بداية توليه وزارة المياه، وقد كان اختيار معالي م. عبدالله الحصيّن موفقاً ومناسباً، فكل خبرة معاليه وحياته في مجال توفير الماء تحليةً وإنتاجاً، ولا أملك إلا أن أدعو لهؤلاء الوزراء ولزملائهم الآخرين بالعون والسداد لأداء مسؤولياتهم الوطنية الجسيمة، وتحمّل الأمانة التي أبت الجبال حملها.
وبعد.!
لقد أعجبني مقال نشرته (صحيفة المدينة) للأستاذ عبدالله العبدلي بعد تقلد هؤلاء الوزراء حقائبهم الوزارية وكان عنوانه (ماذا يريد - العاطل - من القصيبي و - الفقر - من النملة و-الظامئ - من الحصيّن).
وأجيب مع الكاتب الكريم قائلاً:
يريد (العاطل) من القصيبي عملاً شريفاً يحقق به حياة كريمة شريفة له ولأسرته.
ويريد (الفقير) من النملة دخلاً يقيم به أود حياته، ومسكناً متواضعاً يؤوي به زغب حواصله.
ويريد (الظامئ) من الحصيّن ماءً زلالاً يحيي به نفسه وأرضه ووطنه.
جعل الله الناس - أيها الوزراء جدداً وقدامى - من الشاكرين لكم لا الشاكين إليكم، وجعل (الوزارة) لكم (ذكراً) كافياً.. لا (وزراً) محمولاً.
(ومنا الصبر
ومنكم العطاء..!)
***
(مربّي الدجاج)
وكلية للتقنية على حسابه..!
** لقد تبدلت الأحوال الاقتصادية ولم تعد الدولة وحدها اللاعب الوحيد أو المساهم الوحيد في ميادين التنمية والعطاء في هذا الوطن أو بالأحرى يجب ألا تكون وحدها، إن على رجال الأعمال والأثرياء دوراً كبيراً في خدمة الوطن والمواطن ومساندة الحكومة في منجزها في هذه الأرض وبخاصة بعد توفر البنية التحتية لأي مشروع أهلي أو حكومي..!
وكم تصفق قلوبنا قبل أيدينا عندما نرى ونقرأ مبادرات بعض رجال الأثرياء لدينا بالتبرع بمشروعات إنسانية وتنموية وصحية وتعليمية إسهاماً في خدمة موطنهم ورد بعض جميل وطنهم..!
ومن هنا فلكم سعدت عندما قرأت عن تبرع الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي بإقامة كلية للتقنية على حسابه في مسقط رأسه بمحافظة البكيرية القصيمية، التي فازت قبل فترة بلقب المدينة الصحية الأولى من منظمة عالمية.
إننا نثمّن هذا العطاء من هذا الرجل الذي جعل كل أمواله واستثماراته في بلده، فأنعم الله عليه وأفاء.
إن التبرع بإنشاء كلية جامعية ربما تتحول إلى جامعة عمل كبير نسأل الله أن يمنح الباذل له الأجر في الدنيا وموفور الأجر في الاخرة.
لقد جاء هذا التبرع في الوقت الذي نقرأ ونسمع بين آونة وأخرى عن رجال أعمال سعوديين يتبرعون لجامعات في الشرق والغرب لا تخدم بلادنا ولا ديننا.
إن الشيخ الراجحي مبارك في أعماله الخيرية، فالجامع الذي أقامه في ربوة الرياض صار أكبر الجوامع استقبالاً للموتى تجهيزاً وتغسيلاً وصلاةً، وهذا هو دليل على أعماله الخيرية وقبولها عند ربه بإذن الله..!
إن هذا الرجل المتواضع أنموذج للعصامية فقد جاء في تجربة كفاحه التي سردها في اللقاء الذي نظمته الغرفة التجارية بالرياض (إنه عمل حمالاً.. وكان يقوم بتلقيح النخل حتى صار إلى ما صار إليه).
ومع كل ذلك فهو لم يمش في الأرض مرحاً، فعندما سئل في اللقاء ذاته لماذا تنام مبكراً؟ أجاب إجابة جميلة ولطيفة: (ألست مربي دجاج لذا فأنا أنام مع الدجاج)، وهذا الدجاج الذي عناه هو أكبر مشروع وطني للثروة الحيوانية..!
لعل هذا الرجل أنموذج لزملائه من رجال الأعمال في بذل الخير وجميل التواضع، ولعله أنموذج لبعض الشباب المترف الذين قلت عنهم في مقالة سابقة إنهم يشبهون (مخضبات البنان) في الترف والنعومة.
وبعد!
هذا الرجل وأمثاله من باذلي الخير، وخادمي الوطن ليس باستثماراتهم فقط، بل بتبرعاتهم التي يزرعونها تعليماً وخيراً وصحةً إنما هم من يفتخر بهم الوطن ويسعد...واللهم أعط كل منفق خلفاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved