انتخابات مجلس الشورى المصري تدخل مرحلة حاسمة
المنافسة تشتد بين مرشحي الحزب الوطني والمستقلين

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
قبل انطلاقها اليوم الاحد في مرحلتها الاولى دخلت الانتخابات التكميلية لمجلس الشورى المصري مرحلة حاسمة بعد ان شهدت الكواليس صراعات ساخنة بين المرشحين خصوصاً مرشحي الحزب الوطني الحاكم والمنافسين لهم من المستقلين واحزاب المعارضة والمنشقين عن صفوف الحزب بعد ان استبعدتهم نتائج المجمع الانتخابي.
وشهدت الدوائر المختلفة التي ستجري فيها الانتخابات العديد من الاحداث والتطورات الساخنة لعل ابرزها ما شهدته دائرة ههيا بمحافظة الاسماعيلية بعد ان قضت محكمة القضاء الاداري برفض اوراق مرشح الحزب الوطني جمال جبر في الطعن المقدم من منافسه المستقل عبد الرحمن سلامة ورفضت المحكمة الطعن المقدم من مرشح الوطني ضد سلامة بشأن الخدمة العسكرية بعد ان قدم الاوراق الدالة على موقفه من التجنيد وتأكيد صفته كعمال وفلاحين.
وبذلك يكون الحزب الوطني الحاكم قد خسر اول مقعد في هذه الانتخابات وهو الامر الذي دعا قيادات الحزب إلى اعلان حالة الطوارئ في الدوائر الباقية لبذل المزيد من الجهود وعقد المؤتمرات الشعبية لكسب التأييد لمرشحي الحزب خاصة وان بعض هذه الدوائر تشهد منافسة ساخنة بين مرشحي الوطني، والمستقلين الذين يتمتعون بشعبية اكثر وذلك في ظل اصرار بعض اعضاء الحزب الذين استبعدتهم المجمعات الانتخابية من الترشيح باسم الحزب على خوض الانتخابات كمستقلين في مواجهة مرشحي الوطني.
من ناحية اخرى شهدت الدوائر المختلفة اجواء متناقضة حيث ارتفع عدد المرشحين الفائزين بالتزكية ليصل إلى ثلاثة مرشحين في محافظتي الاسكندرية وألمنيا وتوقع المراقبون فوز آخرين بالتزكية في ظل تصاعد هوجة التنازلات التي اصابت منافسيهم في حين يعيش مرشحون آخرون على اعصابهم بعد رفض المرشحين المستقلين اي مغريات للتنازل واصبحت المواجهة على اشدها.
وتشهد المحافظات التي تجري بها المرحلة الاولى للانتخابات يوم 23 من الشهر الجاري منافسات ساخنة وهي محافظات الجيزة والقليوبية والمنوفية والبحيرة والفيوم وبني سويف وقنا وشمال سيناء في ظل ضغوط الوقت التي يعاني منها المرشحون مع زيادة عدد الطعون المقدمة ضد بعضهم البعض.
اما المحافظات الاخرى التي ستشهد منافسات المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة من الانتخابات فما زالت المنافسات تسير فيها على نار هادئة وتأتي في مقدمة هذه المحافظات محافظة القاهرة التي بدأت فيها جهود مكثفة لقيادات الحزب الوطني لاقناع بعض المرشحين المنافسين لمرشحي الحزب بالتنازل لصالحهم وبالفعل اقترب عبد الاله عبد الحميد مرشح الوطني بالدائرة الرابعة بالقاهرة من الفوز بالتزكية بعد تنازل مرشح حزب الوفد المعارض عزت بهجت والمرشح المستقل مصطفى الشاذلي لصالحه، واكد الدكتور مجدي علام الامين العام المساعد للحزب الوطني بالقاهرة ان هناك تنازلات اخرى تتم في داوئر اخرى خلال الايام القادمة.
اما عن المفارقات التي شهدتها بعض الدوائر في المحافظات الاخرى فكان ابرزها وسيلة الدعاية المبتكرة التي قام بها الدكتور عبد الحميد مصطفى المرشح المستقل بمحافظة بورسعيد حيث قام بتوزيع كروت للناخبين تتضمن اسم وعنوان عيادته الخاصة وتعطي لحاملها حق الكشف الطبي مجانا لديه وفي الاسكندرية حدثت تطورات مفاجئة بعد تقدم احد القيادات الشعبية بمنطقة العامرية من غير المرشحين بطعن ضد مرشح الحزب الوطني بالدائرة يتهمه فيها بالتهرب من التجنيد وعدم الالمام بالقراءه والكتابة وذلك بعد تنازل المرشحين المنافسين له عن طعون قدموها ضده بنفس التهم وانسحابهم فجأة عن خوض الانتخابات.
وبالرغم من كثرة الطعون المقدمة ضد مرشحي الحزب الوطني إلا أن المراقبين يتوقعون اكتساح الحزب الحاكم للانتخابات القادمة وذلك في ظل الظهور الضعيف لاحزاب المعارضة وضعف امكانيات المرشحين المستقلين في مواجهة الحملات الدعائية الضخمة لمرشحي الحزب الوطني.