(أزمة الابتكار الشبابي).. مفهوم علمي قديم نسبياً صاغه أحد العلماء الغربيين ليفسر من خلاله الارتباط الوثيق بين إهمال العناية التربوية بالمراهق وما قد ينجم عن ذلك من سلوكيات عدوانية ومتمردة ضد مجتمعه ومنظومته القيمية. واستناداً على مضامين هذا المفهوم نستطيع القول إن من ضمن اسباب ما جرى مؤخراً في بلادنا من حوادث إرهابية مؤسفة ما يتمثل في (أزمة الابتكار الشبابي). أما ما هي أهم سمات هذه الأزمة..؟ فإليكم بها مستعرضة بإيجاز، مع رجاء التجول الفكري..! بين سطور كل سمة منها لتروا كيف تكاد تنطبق بحذافيرها (النفسية!) على أفراد الفئة الضالة من مرتكبي الحوادث الارهابية. أما هذه السمات فهي:
1- انقطاع الاتصال بين هؤلاء الأفراد وعالمهم الخارجي بما فيه عائلاتهم وأقاربهم.
2 - تكوينهم لعالم سفلي خاص بهم وحدهم فقط.
3 - تغليف هذا العالم بسياج من الصور المثالية والأحلام والأفكار الغريبة والمنحرفة.
4 - سيادة الاضطراب على أمزجتهم، وعدم المبالاة بما يحدث من حولهم.
5 - فقدان الصلة الذهنية والعقلية والعاطفية مع مشاهد الحياة اليومية في مجتمعهم.
6 - إكثارهم من النقاش فيما بينهم لتعزيز وتكريس صحة رؤاهم وأفكارهم غير الصحيحة.
7 - إلقاء اللوم على (الآخرين)، وكيل التُّهم لهم جزافاً.
8 - تجهيل وسطهم الاجتماعي وإمطاره بالأحكام المسبقة والمنحرفة.
9 - ازدياد رفضهم لواقعهم، فازدياد ضجرهم وتبرمهم من الحياة ليبدؤوا -من ثَمَّ- التطلع الى من يحررهم من أفكارهم التي (تأكل فيهم من الداخل).
10 - أما السمة الأخيرة هذه فمن عندي.. يفجرون فكرياً فيفجِّرون جسدياً.
وبهذا أعتذر من قراء شدو الكرام، حيث سأتوقف عن الكتابة لعدة أيام، وذلك لظروف الامتحانات الجامعية.. والى اللقاء إن شاء الله.
(انظر: موكيالي أليكس 1997،علم النفس الجديد، (ترجمة حسين حيدر) منشورات عويدات: بيروت ص 48 - 49).
| 
"محليــات"