Tuesday 25th May,200411562العددالثلاثاء 6 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

3-7-1391هـ الموافق 24-8-1971م العدد 357 3-7-1391هـ الموافق 24-8-1971م العدد 357
في الصميم!
مستشفى الرياض المركزي
يحيي فتح الدين

هذا المستشفى الضخم بعمرانه وبأدواته الطبية الهزيل بأطبائه وممرضيه الذين لا يولون مسؤوليتهم أي اهتمام أو اخلاص.. هؤلاء الاطباء الذين استقدموا الى هذا البلد العزيز ليقوموا بخدمة الطب بكل ما أعطوا من علم في هذا المجال لقاء الرواتب المغرية التي يستحصلون عليها من هذه الدولة الفتية، مع هذا فانهم وبكل أسف لا هم لهم سوى مصالحهم الذاتية.
ان الشيء الذي دفعني الى الكتابة هو ما رأيته ورآه الكثير في هذا المستشفى الكئيب، ففي ذات يوم أحسست بألم يعاودني قررت أن أذهب إلى الطبيب المختص وكانت الساعة تشير إلى تمام التاسعة والنصف زوالي، اتجهت الى غرفة الطبيب فوجدت الباب مغلقاً. وشاهدت الطابور الطويل..الطويل من الكتل البشرية المتراصة أمام مدخل غرفة هذا الطبيب تعاني من الألم أشده ومن الصبر مرارته انتظرت هذه الكتل كثيراً وكثيراً حتى أصابها الملل وعادت إلى منازلها بخفي حنين، اما انا ونخبه تصارع أقسى الألم فقد انتظرنا بفارغ من الصبر قدوم السيد الطبيب الذي لازال غائصاً في نومه العميق في غرفته الهادئة بالاثاث الحديث والمكيفات الصحراوية التي لم يكن يحلم بها من قبل.
لقد أوشكت الساعة أن تقترب من العاشرة ثم العاشرة والنصف وقد أقبل سيادته بعد أن صحا من نومه العميق بعد سهره الطويل في عيادته الخاصة، لم يكن بمقدور أي منّا مخاطبته أو سؤاله عن أسباب تأخره خشية أن يعود من حيث أتى بيد أننا تجرعنّا مرارة الصبر وليس لنا إلا الصمت واستلقى سيادته على الكرسي يلفه يميناً وشمالاً مصدراً أوامره إلى المستخدم المسكين بأن يدخل عليه واحداً تلو الآخر من هؤلاء المرضى ومن حسن حظي أنني كنت أول من ولج غرفته وبعد أن ألقى نظرة واحدة على الموقع الذي أشكو منه تناول قلمه ودفتره وناولني وصفة طبية، أمرني بأن أذهب إلى الصيدلية، وأخذت أتساءل كيف استطاع تشخيص هذا المرض الذي أعانيه بمجرد لفتة خاطفة دون أن يقوم بالكشف الطبي الكامل والفحوصات اللازمة؟
أخذت الدواء وإذا به نوعان من الحبوب.. أخذتها مرغماً وتجرعتها أملاً أن تخفف عني وطأة الألم الذي أعانيه لكن دون جدوى حيث لم يكن هناك أي نتيجة مرضية، هذه واقعة من جملة الوقائع التي تحدث في هذا المستشفى الضخم المغلوب على أمره.
فيا معالي وزير الصحة الشيخ جميل الحجيلان الموقر أسوق هذا الحديث لعله ينقذ هذا المستشفى من هذه الفئات التي لا هم لها سوى الحصول على المال.. ليس إلا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved