Thursday 27th May,200411564العددالخميس 8 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الفتن الفتن
صالح بن حمد/جامعة الإمام - كلية الشريعة

في الصحيح عن أم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي الله عنها - قالت:
استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه وهو يقول:( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وعقد سفيان أحد رواة الحديث - بيده عشرة، قالت له زينب: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم إذا كثر الخبث) رواه البخاري.
وفي يوم من الأيام أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال لأصحابه:( هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) رواه البخاري.
لماذا هذا الفزع ولماذا هذا التحذير من الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه؟
إنه خوفه الشديد على أمته أن تتغير وتتبدل.. إنه لما كان وجود هذه الفتن امراً قدرياً - لابد منه - أراد أن ينصح من ينتصح من أصحابه ومن يأتي بعدهم حتى يتعاملون معها على مقتضى الشرع لينجوا من العقوبات وليعتصموا بالله ويتمسكوا بدينه.. إنه أراد التحذير من مسببات تلك الفتن - وهي كثيرة - ولا يزال يوجد من ينتفع بهذه الأحاديث ممن وفقه الله.
** وأقف هنا مع بعض الفتن التي حذرنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم:
1- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم الأخذ على يد الظالم
فعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) رواه أحمد بسند صحيح.
2- ترك الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة) رواه أحمد بسند صحيح.
3- قبض العلماء واتخاذ رؤساء جهال
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما - قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه البخاري ومسلم.
4- فتنة المال
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم (ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال من حلال أم من حرام) رواه البخاري.
5- فتنة النساء
فقد ذكر صلى الله عليه وسلم أنواعاً من التحذير منها:
أ- حذر من العُري، فحذر من النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات.
ب- حذر من الفتنة بهن فقال:( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها، فأتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم.
وانظروا في هذه الأيام إلى فتنة النساء، وكيف تحولت إلى فتنة حقيقية ذات أثر كبير في الأمة.
والله المستعان
** كيف الخروج والخلاص من هذه الفتن؟
سأذكر ذلك على شكل نقاط سريعة أسأل الله العلي الكريم أن يُعلم المقصود منها ويُعمل به:
1- التعوذ بالله من الفتن والإكثار من العبادات.
2- دعوة الناس إلى التوحيد وتحذيرهم من الشرك بأنواعه.
3- الحذر من الانتكاسة في الفتنة، حتى لا يعرف الإنسان المعروف ولا يُنكر المنكر.
4- الحذر من السير في ركاب المنكر، لأن الكبراء رضوا به.
5- التزام منهج أهل السنة والجماعة وهي الطائفة المنصورة التي لا تضرها الفتن، وهم الغرباء.
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7- تقديم البرامج العلمية والتربوية الرصينة التي تبني جيلاً قوياً قادراً على التغيير.
8- حين تختلط الأمور ولا تتميز الصفوف وتستحكم الفتنة، فعلى المؤمن أن يفر بدينه.
هذا واسأل الله العلي العظيم أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved